ترميم مسجد السيدة نفيسة ملاحظات أولية

ترميم مسجد السيدة نفيسة.. ملاحظات أولية

المغرب اليوم -

ترميم مسجد السيدة نفيسة ملاحظات أولية

عماد الدين حسين
بقلم : عماد الدين حسين

من هم الأفراد أو الهيئات التى أشرفت على تطوير مسجد السيدة نفيسة، رضى الله عنها، الذى تم إعادة افتتاحه صباح يوم الأربعاء الماضى بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وسلطان طائفة البهرة؟
أطرح هذا السؤال لأننى لاحظت نقاشا وجدلا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعى بشأن هذا التطوير سواء لهذا المسجد أو لمساجد وأضرحة أخرى تخص بعض آل البيت، وهل تم التطوير كما ينبغى أم لا؟
بطبيعة الحال ينبغى أن نوجه الشكر للحكومة المصرية على جهودها المستمرة فى تطوير المساجد عموما، والمساجد الأثرية والتراثية خصوصا، إضافة لآلاف المساجد التى تم إنشاؤها بعد عام ٢٠١٣، وكنا نتابع افتتاحها كل يوم جمعة. هذا تطور مهم نظرا للدور الكبير الذى تلعبه المساجد فى العديد من المجالات.
نعود إلى قضية مسجد السيدة نفيسة حيث وجدت العديد من الملاحظات تم تسجيلها من خبراء ومهتمين ومختصين، خصوصا على صفحة الفيس بوك الخاصة بالدكتورة أمنية عبدالبر أستاذة الآثار الإسلامية، والدكتور طارق المرى خبير ترميم المبانى الأثرية والمدن التاريخية.
طبعا نعرف أن السيدة نفيسة هى حفيدة الحسن حفيد النبى عليه الصلاة والسلام وهى الوحيدة التى تقول د. أمنية إنها مدفونة يقينا فى مصر، حيث عاشت وتوفيت فيها عام ٢٠٨ هجرية، ٨٢٤ ميلادية ودفنت فى منزلها وهو موضع قبرها الآن. والمصريون أصروا أن تدفن فى بلدهم وليس فى البقيع.
على مر العصور اهتم حكام مصر بمقام السيدة نفيسة، حيث جدده الخليفة الفاطمى المستنصر بالله، والسلطان المملوكى المنصور قلاوون. الذى أمر بإضافة مسجد للضريح.
وفى عام ١٨٩٢ اندلع حريق بالمسجد، وتم إعادة بنائه بأمر من الخديوى عباس حلمى الثانى، وهو المسجد المعروف لنا حتى الآن وعمارته مستوحاة من عمارة المماليك.
وفى عهد هذا الخديوى تم ترميم عدد كبير من المساجد التاريخية. وفى عصره أيضا اكتمل بناء مسجد الرفاعى.
تضيف الدكتورة عبدالبر أن الشكل العام للمسجد كان يمكن الوصول إليه عبر ممر وبعده تجد بابا فضيا يفتح على القبة وبها كتابات بسيطة وقليلة، وزخارف أنيقة وكان يتم استخدام الأضواء الخضراء فى المدينة.
تقول الدكتورة عبدالبر إنه قبل التطوير الأخير كان هناك «رنك» للخديوى خلف المقام وشكل محراب حائطى على الجانبين، وهو من العناصر المميزة فى العمارة الفاطمية وفى هذا الضريح كان هناك نجف تركى قديم ومقصورة مميزة.
وفى عهد الرئيس الأسبق محمد أنور السادات تم إضافة الرخام وكان هناك نص باسم السادات وتاريخ تنفيذ الأعمال يشير إلى سنة ١٩٧٢.
تضيف الدكتورة عبدالبر أنه بعد التطوير لم يعد الباب الفضى للضريح موجودا وكذلك النجف التركى ورنك الخديوى عباس حلمى وتم استبدال المقصورة القديمة، كما أن الشبابيك الجصية التى تمت من قبل لجنة حفظ الآثار، تم تغطيتها بالرخام، وتم استبدال كل العناصر الزخرفية والكتابات بتصميم ليس له صلة قوية بطراز العمارة المصرية الإسلامية التى تخضع لأسس معروفة فى التصميم. وتم حذف أسماء كل من ساهموا فى التجديدات القديمة ولم يعد موجودا إلا اسم سلطان البهرة.
الدكتورة عبدالبر تناشد المسئولين إعادة النظر فى مشاريع التطوير الأخيرة مع الخبراء المصريين المشهود لهم بالكفاءة، حتى لا يتكرر ما حدث فى بقية الأضرحة.
أما المعمارى طارق المرى فقد كتب تحت عنوان «السيدة نفيسة وإشكالية التطوير ضد الحفاظ»، فيقول إنه خلال أكثر من قرن ظهرت العديد من النظريات والممارسات المتباينة فى بعض مناهجها وتفاصيلها الفنية لكن كل المدارس والمناهج اجتمعت على نقطة مهمة وهى ضرورة الحفاظ على الهوية التاريخية للمبنى واحترام تفاصيله الفنية الأصلية.
وفى تقديره أن ما حدث فى مسجد السيدة نفيسة هو إهدار للقيمة التاريخية لأن التطوير من فنيات وعلامات تاريخية تشهد على تطوير البناء عبر الزمن. ويخلص المرى إلى ضرورة العودة للاستعانة بالخبراء الحقيقيين فى العمارة الإسلامية.
الرأيان السابقان من الواضح أنهما يوجهان العديد من الملاحظات الانتقادية للتطوير الذى حدث بمسجد السيدة نفيسة.
بطبيعة الحال لست متخصصا فى التراث والعمارة الاسلامية، لكنى نقلت جوهر ما كتب فى هذا الشأن، وأتمنى أن أتلقى وجهة النظر الأخرى التى أشرفت على عملية التطوير حتى تكتمل الصورة، ونتلافى تكرار أى أخطاء فى المستقبل.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترميم مسجد السيدة نفيسة ملاحظات أولية ترميم مسجد السيدة نفيسة ملاحظات أولية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 18:39 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه
المغرب اليوم - تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز حقائب اليد النسائية لخريف 2024

GMT 03:34 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

تعرف على أكبر وأهم المتاحف الإسلامية في العالم

GMT 12:20 2024 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رحمة رياض بإطلالات مريحة وعملية عقب الإعلان عن حملها

GMT 15:53 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

الين يرتفع بدّعم تكهنات تعديل سياسة بنك اليابان

GMT 07:31 2021 السبت ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي الإماراتي يخطط لانتداب أشرف بنشرقي

GMT 18:39 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 23:37 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

كورونا" يسبب أكبر أزمة اقتصادية منذ سنة 1929

GMT 23:46 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

بنك مغربي يصرف شيكا باللغة الأمازيغية

GMT 23:52 2019 الإثنين ,22 تموز / يوليو

الفيضانات تقتل 141 حيوانًا بريًا في الهند
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib