الفلسطينيون ينتصرون ولكن بشروط
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

الفلسطينيون ينتصرون.. ولكن بشروط

المغرب اليوم -

الفلسطينيون ينتصرون ولكن بشروط

عماد الدين حسين
بقلم - عماد الدين حسين

 

بالحسابات المجردة فإنه لا يمكن المقارنة بين الإمكانيات والموارد والأسلحة الفتاكة التى تملكها إسرائيل، وبين إمكانيات المقاومة الفلسطينية وأهمها إيمانهم بعدالة قضيتهم وصدورهم العارية وقليل من الأسلحة البدائية.
وبالتالى فعلينا جميعا أن نكون واثقين أن النصر مكتوب فى النهاية للفلسطينيين مهما طالت معاناتهم ومهما زاد البطش والإجرام الصهيونى.
المنطق البسيط يقول إن العبارات السابقة هى كلمات عاطفية بلا أى قيمة، وأن الفيصل دائما هو لحسابات القوة الشاملة بكل أنواعها سواء كانت عسكرية أو اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو إعلامية وثقافية أو تكنولوجية.
لكن الرد على هذا المنطق بسيط وواضح ومقنع فى نفس الوقت، فلو أن الأمور تقاس فقط بالقوة المادية والمقارنات المجردة بين الإمكانيات والموارد والأسلحة والأموال ما انتصرت أى دولة صغيرة وتحررت من احتلال دولة قوية جدا، بل أحيانا من أقوى الدول فى العالم.
التاريخ القريب والحديث يقدم لنا عشرات وربما مئات الأمثلة على أنه فى الصراع بين القوى الكبرى المحتلة الغاشمة والمتجبرة وبين قوى المقاومة الصغيرة والضعيفة، فإن الغلبة النهائية ورغم كل العقبات والتحديات تكون دائما لمن لديه الحق والإصرار، مادام يمتلك الشروط الموضوعية.
فى تاريخ حركات التحرر الوطنى فى آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية فإن الدول الاستعمارية كانت أقوى بعشرات ومئات المرات من الدول المحتلة، ورغم ذلك فإن الأخيرة هى التى انتصرت وطردت المحتلين.
القوة بأنواعها المختلفة مهمة جدا، وهى السبب الأساسى الذى مكن الدول التى تمتلكها من احتلال الدول الأصغر، لكن قانون الحياة الطبيعى يقول لنا بوضوح إن النتيجة فى النهاية هى أن أصحاب الحق هم الذين ينتصرون ماداموا يتمسكون بأسباب النصر.
لو أن المقياس هو القوة فقط، فلماذا انتصر الأشقاء فى الجزائر على الاستعمار الفرنسى الاستيطانى بعد ١٣٠ عاما من الاحتلال البغيض لدرجة أن فرنسا كانت تعتبر الجزائر أرضا فرنسية وراء البحار، وليس مجرد مستعمرة تنهب خيراتها؟!
لو أن المقياس هو القوة فقط، فلماذا تمكن الشعب الفيتنامى من الانتصار على أقوى دولة فى العالم وهى الولايات المتحدة، وطردها من بلاده رغم الفارق الضخم بين الإمكانيات، وقبلها تمكن الفيتناميون من طرد الفرنسيين؟!
لو أن المقياس هو القوة فقط فلماذا غابت الشمس عن الإمبراطورية البريطانية التى كانت توصف بأنها لا يغيب عنها الشمس. وكيف تمكنت كل الدول التى كانت تحت الاحتلال البريطانى من دحر هذا الاستعمار وطرده ومنها مصر بعد ٧٠ سنة من الاحتلال؟
وبنفس المنطق كيف يمكن تفسير هزيمة فرنسا وطردها من البلاد التى كانت تحتلها خصوصا فى إفريقيا؟ وكيف اندحرت البرتغال وإيطاليا، وكيف انتهى الاستعمار الإسبانى من غالبية أمريكا اللاتينية؟!
لو أن الأمور تقاس بالقوة فقط فلماذا تمكن الأفغان من هزيمة أقوى دولتين عسكريتين فى العالم وهما الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة؟
سيرد البعض بأن كل الأمثلة السابقة لا تشبه الصراع العربى الصهيونى، وأن إسرائيل قوة استيطانية استحلالية تتسلح ليس فقط بالأسلحة الأشد فتكا ومنها النووية، ولكن بخرافات دينية وصراع دينى يمتد آلاف السنين؟!
والإجابة ببساطة هى أن الاستعمار الأوروبى الأبيض كان له نفس المنطق إلى حد ما حينما كان مستعمرا لجنوب إفريقيا لمئات السنوات، وارتكب نفس الجرائم تقريبا ضد السكان الأفارقة الأصليين، ورغم ذلك تمكن شعب هذا البلد العظيم من تحرير أرضه وإنهاء نظام الفصل العنصرى بقيادة الراحل الكبير نلسون مانديلا.
لكن هل سوف ينتصر الفلسطينيون ويحررون أرضهم لمجرد أن الاستعمار يسقط من تلقاء نفسه؟
الإجابة هى لا، فهناك شروط موضوعية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى، وأهمها توحد الفلسطينيين وأخذهم بأسباب القوة، وصمودهم واستمرار مقاومتهم وكسب أكبر قدر من دعم دول الجوار وغالبية دول وشعوب العالم الحر. هناك شروط موضوعية يجب على الفلسطينيين اتباعها حتى ينتصروا، وحتى لا يكرروا نموذج الهنود الحمر لا قدر الله فى أمريكا حينما تمكن الغزاة من إبادتهم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفلسطينيون ينتصرون ولكن بشروط الفلسطينيون ينتصرون ولكن بشروط



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib