ستة أهداف للعدوان الإسرائيلى الجديد

ستة أهداف للعدوان الإسرائيلى الجديد

المغرب اليوم -

ستة أهداف للعدوان الإسرائيلى الجديد

عماد الدين حسين
بقلم - عماد الدين حسين

 ما هى أهداف إسرائيل من استئناف العدوان على قطاع غزة بعد توقف مؤقت استمر شهرين؟

هناك جملة من الأهداف التى تريد إسرائيل وحكومة نتنياهو تحقيقها من وراء هذا العدوان الذى بدأ والفلسطينيون يتناولون طعام السحور قبل فجر أمس، وأدى إلى استشهاد أكثر من 412  شخصا وإصابة نحو 526 آخرين فى حصيلة أولية حتى ظهر أمس.

 الأهداف الإسرائيلية بعضها تكتيكى وبعضها استراتيجى.

 أول الأهداف الإسرائيلية أن نتنياهو يريد ممارسة أقصى أنواع الضغوط على حركة المقاومة حتى تقبل بشروطه التعجيزية، وهى باختصار أن تسلمه الرهائن الأحياء والأموات من دون أى مقابل، بحيث تعود مرة أخرى لاستئناف العدوان واحتلال القطاع إن أمكن.

نعلم أن الولايات المتحدة ضغطت على نتنياهو لقبول هدنة ١٩ يناير الماضى، لكنه رفض تماما بدء التفاوض على المرحلة الثانية التى تنص على وقف إطلاق النار وانسحابه من غزة، وأصر بدعم وبتواطؤ من إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على تمديد المرحلة الأولى فقط. بمعنى أن تطلق حماس الأسرى وأن تستمر إسرائيل فى احتلال غزة عمليا.

عدوان الأمس هو التفاوض بالنار أو مع استمرار النار، رهانا على أن حركة حماس ستقبل الشروط الإسرائيلية.

 الهدف الثانى تكتيكى أيضا وهو أن العدوان يتيح إرضاء التيار المتطرف داخل الحكومة وعودة بن جفير إليها، وبالتالى عدم تفكك حكومة نتنياهو، وكذلك ضمان تمرير الميزانية التى تواجه مشاكل وصعوبات كثيرة.

الهدف الثالث تعطيل المبادرة المصرية التى صارت عربية وأقرتها القمة العربية الطارئة التى شهدتها القاهرة فى ٤ مارس الحالى، وتتضمن بالأساس إعادة إعمار قطاع غزة، من دون تهجير الفلسطينيين منه. وهذه الخطة نالت ليس فقط إجماعا عربيا وإسلاميا، بل ودوليا كاسحا.

 العدوان الجديد يستهدف وقف الزخم والتأييد للمبادرة التى لا تسقط فقط مخطط التهجير، ولكن تتيح مدخلا جيدا لإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧.

الهدف الرابع استراتيجى بامتياز ويتضمن إمكانية تنفيذ مقترح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى طرحه فى ٢٩ يناير الماضى بطرد سكان وأهل غزة من أرضهم نهائيا إلى مصر والأردن وأماكن أخرى. صحيح أن ترامب تراجع قبل أيام من كلامه وقال: «لا أحد يريد أن يطرد أحدا من غزة» ولكن الحكومة الإسرائيلية لم تفقد الأمل فى تنفيذ هذا المخطط الذى يواجه رفضا عربيا وإقليميا ودوليا واسع النطاق.

إسرائيل أقامت إدارة متخصصة فى متابعة عملية التهجير، وكذلك تخصيص ميناء بحرى ومطار جوى لترحيل الفلسطينيين بصورة طوعية فى البداية لمن يرغب، وحدث بالفعل تواصل إسرائيلى أمريكى مع أقاليم منشقة فى الصومال لاستقبال الفلسطينيين.

 والجديد أن الجيش الإسرائيلى طلب صباح أمس إعادة إخلاء العديد من الأحياء والمدن فى قطاع غزة مما يشير إلى احتمال تنفيذ التهجير.

ولا يمكن فهم الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة إلا فى هذا الإطار، فهى ماطلت فى إدخال المساعدات الإنسانية المتفق عليها خلال الهدنة، ورفضت بإصرار إدخال البيوت الجاهزة «الكرافانات» ومعدات إزالة الأنقاض، ومستلزمات المستشفيات، ومنذ بداية مارس الحالى أوقفت إدخال كل أنواع المساعدات، ثم بدأت فى وقف تزويد القطاع بالكهرباء، كل ما سبق جرائم حرب موثقة وثابتة هدفها الجوهرى استمرار تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة.

الهدف الخامس واستنادا إلى الضربات الكبرى التى وجهتها الولايات المتحدة للحوثيين فى اليمن فى الأيام الماضية، فليس مستبعدا أن تكون كل من واشنطن وإسرائيل تسعيان لضرب أذرع ايران أو ما بقى منها فى اليمن والعراق، أو وقف برنامجها النووى، أو استدراجها إلى صراع مفتوح يتم خلاله توجيه ضربة عسكرية كبرى مشتركة أو إسرائيلية فقط بدعم أمريكى للمنشآت النووية الإيرانية.

الهدف السادس والأخير أن يقود استئناف العدوان إلى تحقيق الهدف الأساسى الذى أعلنه نتنياهو ليلة ٢٧ سبتمبر الماضى بعد اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصر الله بأن إسرائيل بصدد إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.

للأسف هم نجحوا فى بعض النقاط مثل توجيه ضربات قوية للمقاومة واحتلال المزيد من الأراضى  السورية.

هذه هى الأهداف الإسرائيلية من وجهة نظرى، ولأنها شديدة الخطورة فهى تتطلب تحركات عربية مختلفة ونوعية، حتى لا نتفاجأ بأن مخطط نتنياهو المدعوم أمريكيا قد وجد طريقه للتنفيذ.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ستة أهداف للعدوان الإسرائيلى الجديد ستة أهداف للعدوان الإسرائيلى الجديد



GMT 17:11 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

الأردن في مواجهة أوهام إيران والإخوان

GMT 17:10 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

يوم وطني في حرثا

GMT 17:08 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

مفكرة القرية: القرد وعايدة

GMT 17:07 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

تعفّن الدماغ... وحبوب الديجيتال

GMT 17:06 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

ثلاثة مسارات تغيير في الشرق الأوسط

GMT 17:03 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

أي كأس سيشرب منها كل من خامنئي وترمب؟

GMT 17:02 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

«كايسيد»... آفاق مشتركة للتماسك الاجتماعي

GMT 17:00 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

المستفيدون من خفض سعر الفائدة

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 21:54 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

زيلينسكي يعلن موقفه من هدنة "عيد الفصح"
المغرب اليوم - زيلينسكي يعلن موقفه من هدنة

GMT 19:44 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

فضل شاكر يطلق أغنيته الجديدة “أحلى رسمة”
المغرب اليوم - فضل شاكر يطلق أغنيته الجديدة “أحلى رسمة”

GMT 23:53 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب الأهلي المصري وليد سليمان يعلن إصابته بكورونا

GMT 06:34 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

النجم علي الديك يكشف عن "ديو" جديد مع ليال عبود

GMT 02:20 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

الدكالي يكشف إستراتيجية مكافحة الأدوية المزيفة

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

مي حريري تكشف تفاصيل نجاتها من واقعة احتراق شعرها

GMT 04:04 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

الفيلم السعودي 300 كم ينافس في مهرجان طنجة الدولي

GMT 06:00 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار جديدة لاستخدام القوارير الزجاجية في ديكور منزلك

GMT 02:38 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

زيادة طفيفة في التأييد العام للسيدة الأولى ميلانيا ترامب

GMT 14:00 2023 السبت ,25 آذار/ مارس

عائشة بن أحمد بإطلالات مميزة وأنيقة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib