روسيا وأوكرانيا اللوم على التاريخ
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

روسيا وأوكرانيا: اللوم على التاريخ!

المغرب اليوم -

روسيا وأوكرانيا اللوم على التاريخ

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

هناك مقولة مشهورة جداً للأديب الروسي الأكثر شهرة ليو تولستوي في رائعته الخالدة رواية «الحرب والسلم»، التي يقول فيها إن أقوى المحاربين هم هذان الاثنان؛ الزمن والصبر.
تذكرت هذه المقولة الفلسفية التي يتداولها الروس، والتي أصبحت جزءاً من العقيدة التي تحكمهم وتحولت إلى حكمة يديرون بها أمورهم وشؤون حياتهم، تذكرتها وأنا أتابع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا أسبوعها الثالث بدون أن تحسم المعركة لصالح أي طرف من الأطراف، وحتماً وبشكل مؤكد طال أمد هذه الحرب بشكل أكثر مما كان يتوقعه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفسه. وكما كان متوقعاً تناولت العديد من مراكز صناعة القرار والمحللين والأكاديميين أسباب ما حصل بين روسيا وأوكرانيا وعلى من تقع اللائمة بشكل رئيسي، تم تقديم العديد من النظريات والبراهين والأسباب، وفي الكثير من الأحيان كانت تتجه هذه الأسباب إلى لوم الولايات المتحدة بشكل رئيسي وحلف الأطلسي (الناتو) بشكل عام على تحمل المسؤولية الأساسية لما آلت إليه الأمور اليوم في الصراع الحاصل بين روسيا وأوكرانيا، وذلك بسبب توسع الحلف جغرافياً في المناطق التي كانت تقع تحت سيطرة الاتحاد السوفياتي السابق وبالتالي النفوذ الروسي أيضاً، وهي مناطق جغرافية كانت تعتبرها روسيا جزءاً من مدار أمنها القومي غير المباشر.
ولكن هناك نظرية أخرى يجب التمعن فيها بشكل معمق، وهي نظرية التاريخ الروسي نفسه؛ فاليوم الكل يحلل في حقبة سقوط الاتحاد السوفياتي فقط، والضعف الذي كانت عليه الدولة الروسية بعد السقوط، ثم صعود نفوذها مع تولي الرئيس الحالي فلاديمير بوتين مقاليد الحكم فيها بعد مد نفوذه على المناطق المؤثرة حول العالم لبسط هيمنة سوفياتية الشكل روسية المظهر مجدداً.
إلا أن التاريخ الروسي القديم يؤكد لنا أن هذا تماماً هو النهج الروسي الساعي دوماً للتوسع المستمر وبسط النفوذ خارج حدود الجغرافيا التقليدية لروسيا التاريخية، وقد خاضت روسيا عبر السنوات المختلفة حروباً بدواعٍ دينية تارة ودواعٍ اقتصادية تارة أخرى ولأسباب سياسية تارات ثالثة، كان الغرض منها توسيع نطاق نفوذها الجغرافي وضم ما تستطيع ضمه من أراضٍ إليها، وكان أكبر دليل على صدق هذه المقولة ما قام به جوزيف ستالين نفسه خلال حقبة حكمه التوسعية، وبالتالي إذا علمنا التاريخ درساً أو شيئاً من الممكن الاستفادة منه، يعلمنا أن طباع الشعوب والأمم لا تتغير بسهولة، وأن الطبع التوسعي للعقيدة الروسية كان سيستمر في كل الأحوال، كما أثبتت لنا الأيام اقتطاعه أجزاءً من بولندا وجورجيا وأوكرانيا، بالإضافة لأقاليم أخرى داخل روسيا التاريخية نفسها لا تزال فيها شبهة الاحتلال.
روسيا تاريخياً لها حضارة عظيمة، حضارة تميزت بالأدب الرفيع والفنون الرائعة والإبداعات الإنسانية التي لا يمكن إغفالها، وهي منارة للعقيدة الكنسية الأرثوذكسية الشرقية، وهي هويتها التي تحرص على إبرازها، وبالتالي هي ليست جزءاً من الغرب، هي أرثوذكسية شرقية بامتياز. وهذا جزء من المعاناة التي لديها، فهي تريد أن تحظى بمكانة تستحق هذه الإمكانيات وتعكس هذا التاريخ، وعليه فإن روسيا اليوم هي قوة عظمى ولكنها ليست القوة العظمى، وهذا الموضوع حسم لصالح المعسكر الغربي منذ فترة ليست بالقصيرة، فبوتين وزمرته التي تحيط به حريصون على تغيير هذا الواقع في أقرب فرصة.
القراءة التاريخية لأحداث اليوم التي يتابعها العالم بشغف واهتمام، من المهم أن تحظى برؤية تاريخية دقيقة حتى نعرف كيف بدأت صغائر هذه الأمور وانطلقت حتى وصلت للصورة الكبيرة المعقدة التي تحدث أمام أعيننا هذه الأيام.
هناك عبارة رائعة الدلالة وبالغة الأهمية أوردها المؤلف الروسي الكبير دوستويفسكي في روايته المهمة «الإخوة الأعداء» أو كما تعرف تحديداً بالنص الروسي «الإخوة كرامازوف» التي يقول فيها الأهم هو ألا تكذب على نفسك، وهذه العبارة قد تختصر المشهد الذي يحصل اليوم فيما يخص تبريرات روسيا لغزوها لأوكرانيا وإبداء الأسباب ولوم الآخرين وتبرير الموقف وإغفال دور التاريخ في هذه المسألة المعقدة والبالغة الأهمية.
اليوم روسيا في وضع دقيق والمغامرة التي دخلت عليها في أوكرانيا كلفتها الكثير جداً من فقدان الهيبة العسكرية في ظل التأخر الكبير في حسم المعركة، وتقارير عن هروب مجندين من جيشها، واضطرارها للاستعانة بمقاتلين مرتزقة من دول أخرى، والحصار الاقتصادي الذي سيكبد الاقتصاد الروسي الضعيف خسائر فادحة، يؤكد لنا أن المغامرة التي أقدمت عليها روسيا كانت غير محسوبة وفيها محاولة بائسة لاعتماد نظريات أصولية وطنية في جغرافيا متغيرة. وإن نجحت روسيا في ذلك فإنها ستخلق سابقة تسمح لغيرها من الدول التي لديها الدعاوى ذاتها بالتقليد الأعمى لروسيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا وأوكرانيا اللوم على التاريخ روسيا وأوكرانيا اللوم على التاريخ



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib