صناعة الشخصية والمعايير
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

صناعة الشخصية والمعايير!

المغرب اليوم -

صناعة الشخصية والمعايير

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

عند الحديث عن قصص النجاح الخاصة بالأمم والشعوب والشركات والمؤسسات يتم التركيز عادة على الصفات النوعية فيما يخص البيانات والإحصاءات الرقمية والكمية، متغافلين في معظم الأحيان المعايير النوعية، وهي مسألة في غاية الأهمية كما تبينها العديد من الدراسات والآراء المحترمة.
وفي هذا السياق كان أهم من كتب في هذا الموضوع الكاتب الأميركي وخبير تطوير الذات المشهور ستيفن كوفي في كتابه ذائع الصيت «العادات السبع للناس الأكثر تأثيراً» عندما قال إنه من خلال بحثه العميق فيما كُتب خلال مائتي عام من كتب تخص الإدارة وإصلاح الذات في الكتابات الغربية، لاحظ أنه في آخر خمسين عاماً كانت الكتب تركز على مبدأ تطوير الشخصية، بحيث يكون التركيز على كيف تكون من حيث مهارات لباقة الكلام ولباقة المظهر والسلوكيات الاجتماعية المقبولة وطريقة الإلقاء والحضور، ولكن في المائة والخمسين عاماً التي سبقتها كان التركيز على جوهر المعدن؛ الأخلاق والمصداقية والاعتمادية والأمانة صفات تشكل ما يمكن أن يطلق عليه جوهر المعدن.
ويضيف ستيفن كوفي إلى هذه المزايا والصفات صفات أخرى لا تقل أهمية مثل التواضع والبساطة والسلاسة، ويعتبرها صفات أخلاقية في جوهر المعدن، وهي التي تحدد كفاءة الإنسان في مهامه وتحدياته لأنها ببساطة نابعة من الداخل إلى الخارج وليس الغرض منها الإبهار أو الحلول السريعة.
وإلى حد كبير هي نفس الأطر التي بنى عليها كاتب الرأي في «نيويورك تايمز»، ذائع الصيت ديفيد بروكس في كتابه الشهير «الطريق إلى المعدن»، الذي يجمع فيه خصائص من علم النفس وعلم إدارة الأعمال وعلم الاجتماع في رسم أهم الصفات التي تكون المعدن الناجح في شخصية الإنسان ويركز فيها على أن التواضع والعمق الإنساني والوعي الضميري هما البوصلة الأخلاقية التي ترسم طريق النجاح والتميز المستدام للبشر في كل مجالاتهم وفي كل أماكن معيشتهم لأنها العنصر الحيوي الثابت دوماً، وهي نظرة غير مادية بالمطلق.
وفي ذات السياق حاول الفيلسوف الأميركي المعاصر كين ويلبر المعروف بتخصصه الفلسفي في الجمع بين فلسفة الغرب التقليدية من الإغريق (القديم) إلى أميركا الحديثة ودمجها بأهم الأسس التي بنيت عليها معايير الفلسفة الشرقية التقليدية من المدارس الهندوسية والبوذية، وهو الذي كان يفتخر بحمل مؤلفاته في البيت الأبيض كل من الرئيس كلينتون ونائبه آل غور... ويقول كين ويلبر في كتبه إن الضمير هو المعيار الأخلاقي الوحيد للنجاح الذي يجب أن تبنى عليه كافة القواعد الأخرى للشخصية ومعدنها.
وليس هذا الطرح من باب المثالية المستحيلة، ولكنه طرح يصاحبه العديد من الأمثلة القابلة للقياس في الحياة من قصص نجاح في مجال الأعمال والشعوب والسياسة، فـقصة ستيف جوبز مؤسس شركه «أبل»، تقع ضمن هذه القصص، وهو الذي اتبع مبدأ إعادة اختراع الذات بعد طرده من شركته التي أسسها، وعاد بأفكار منهجية أسهمت في صناعة مجد جديد فاق كل ما صنعه أول ما بدأ العمل بها، وأصبحت هذه الشركة مصدر إلهام للعديد من الأجيال التي تلت. ونفس الشيء من الممكن أن يقال عما حققه أكيو موريتا مؤسس شركه «سوني» التي بدأت كشركة مهتمة بالترفيه والصناعة الإلكترونية البسيطة لتصبح اليوم شركة تركز في مجالات الإبداع أياً كان نوع الإبداع وهو الذي يفسر أخيراً دخولها في مجال السيارات الكهربائية في نقلة ثورية بعيدة عما بدأها موريتا من أفكار تأسيسية لها ولكنها عقلية الإبداع الموجودة في الشخصية السوية المختلفة.
وفي عالم الذكاء الصناعي يراقب المتابعون بشغف واهتمام شديدين التنافس المحموم في هذا المجال بين إيلون ماسك مؤسس شركة «سبيس إكس» وغريمه اللدود مارك زوكربرغ مؤسس شركة «ميتا» والمعروفة باسم فيسبوك سابقاً، فهما اليوم وبشكل أساسي يحددان وجهة الذكاء الصناعي وتأثيره على العالم بأسره، فإيلون ماسك يؤمن بأنه لا بد أن يكون هناك سقف أخلاقي للذكاء الصناعي بحيث لا يصبح أداة تدمير وبالتالي خطراً على مستخدميه، بينما يؤمن زوكربرغ بأن الذكاء الصناعي لا بد أن يبقى حراً بلا سقف وأن يتبع المستخدمون توجه هذا التحول المطلق والحر، وهذا المجال خطر وجديد وستكون وجهة مسار العديد من الصناعات والخدمات المستقبلية التي ستستثمر فيها البلايين من الدولارات وتقرر بها مصائر الوظائف والأموال.
ولكن دائماً تظل المرجعية الأساسية للمكونات التي بنيت عليها هي معدن الشخصية القيادية، وبالتالي يمكن الحكم على الاتجاهات المستقبلية لتوجهاتها بناءً على ذلك. وهذا الأسلوب أسلوب منهجي يستطيع من يتبعه أن يتعرف كأنه يتابع نتائج إشاعات صدرية أو إشاعات مقطعية للعقل في طريقة تفكيره ومنهجيته في اتخاذه للقرارات، وبالتالي التوقع كيف ستكون اتجاهات الريح مع هذه الشخصية القيادية وغيرها.
معدن الشخصية يرسم اتجاهات ومصائر الإدارة بشتى أشكالها وهو أهم المعايير

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الشخصية والمعايير صناعة الشخصية والمعايير



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib