الهوية والأصول في عالم متغير
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

الهوية والأصول في عالم متغير!

المغرب اليوم -

الهوية والأصول في عالم متغير

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

 

في إحدى رحلات العمل مؤخراً التي كانت لحضور أحد الاجتماعات المتخصصة، التقيت فيها بشخص لأول مرة، وذهبنا بعد انقضاء الاجتماع مع الحضور لتناول العشاء، وبينما كنا نختار من قائمة الطعام في المطعم الهندي، لفتت نظري إحدى الوجبات المعروضة، وهي جبنة «البوراتا» الإيطالية المستخلصة من حليب الجاموس الغني بالدسم، فاستغربت وجود هذه الجبنة الإيطالية التي هي من العناصر الأساسية في المطبخ الإيطالي ضمن وجبات يقدمها مطعم هندي، فاقترحت أن نطلبها، وهنا اعترض الشخص الذي معي، موضحاً أنه لا يمكن أن يأكل شيئاً غير أصلي ومهجناً. قلت له: وما هو معيارك للحكم على الشيء بأنه أصلي؟ عجبت ممن لا يزال يبحث عن معتقد الهوية الأصلية والعرق النقي، في عالم متعولم تذاب فيه الحدود، وتندمج فيه الثقافات، وتتطور فيه الهويات بشكل مذهل ومثير.
تأملت في المسألة بشكل أكبر، وخصوصاً أننا كنا في مدينة تمجد مساهمات الجاليات المؤثرة التي كانت جزءاً مهماً في قصة التنمية الناجحة بها. فهناك الأحياء الصينية والهندية والأفريقية التي تعكس تقدير المدينة وحكومتها ودافعي الضرائب لهم جميعاً، ولا يتمالك زوارها سوى الإشادة والتقدير لهذه اللفتة الراقية. إن ما يحدث في بريطانيا مسألة تثير الاهتمام وتحديداً فيما يخص بروز أدوار الجيل الجديد من أبناء المهاجرين القادمين من مستعمرات بريطانيا العظمى حول العالم. فاليوم لم يعد غريباً رؤية نماذج مختلفة منهم وهم يتبوأون مناصب قيادية وتنفيذية في أهم المواقع الحكومية والمؤسسات الاقتصادية والكيانات الأكاديمية الكبرى، وصولاً إلى وجود أحد أبرز المرشحين لقيادة حزب المحافظين، وبالتالي رئاسة الوزراء، من أبناء المهاجرين الهنود. كل ذلك يحدث في بلاد الرجل الأبيض.
قيمة الاستفادة من العقول المهاجرة من حول العالم أدركها بامتياز كثير من دول العالم الجديد، مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا ونيوزيلندا والبرازيل، واستغلتها بذكاء لتطوير مجالاتها المختلفة لتكون هذه العقول المهاجرة أحد أهم عناصر التميز وأسباب التفوق. وكان هذا النموذج «المتعدد والمتنوع» هو النقيض تماماً من النموذج العنصري البغيض الذي كانت تنادي به ألمانيا النازية، عندما كانت تنادي وتمارس وتطبق فكرة التفوق العرقي ونقائه مقارنة بالأعراق الأخرى حول العالم، فحاربت وأبادت كل من خالفها من أصحاب الأعراق الأخرى.
ولعل أهم وأقوى من تطرق إلى مفهوم الهوية في عالم جديد ومتغير، وكتب في هذه المسألة المهمة جداً في رواياته ومقالاته، هو الكاتب الفرنسي اللبناني الكبير أمين معلوف، عندما قال: «الولادة هي المجيء إلى العالم، لا إلى هذا البلد أو ذاك، أو هذا البيت أو ذاك». وقال أيضاً: «إن نظرتنا الضيقة هي غالباً التي تسجن الآخرين داخل انتماءاتهم الضيقة، ونظرتنا كذلك هي التي تحررهم». وفي كتابات أمين معلوف حقائق مهمة عن واقع الهوية الجديد في عالم متغير ومتبدل مستمد من تجربته الشخصية، وهو الذي ينتمي إلى عائلة لها وجود عميق في بقاع مختلفة حول العالم، انطلاقاً من لبنان مروراً بوجود عظيم في البرازيل وكوبا، إلى الحضور المؤثر في فرنسا وأستراليا على سبيل المثال، وانعكس هذا الثراء والتنوع في أبعاد هويته الأسرية على تكوينه الشخصي وإنتاجه الإبداعي وتطوير آرائه في شتى المسائل والمجالات، من دون استثناء بطبيعة الحال.
ويترك أمين معلوف قارئه، وخصوصاً فيما يتعلق بموضوع الهوية الجديدة في عالم متغير، بسؤال، وهو: إذا كانت الفوائد الجمة والهائلة حلت على شخص واحد كأمين معلوف بسبب تكوين عائلته الكبيرة المميز، فمن الممكن تخيل الصورة في حالة تبني ذلك من قبل دول وبلاد. وعلى أقل تقدير هناك شركات عملاقة في مجالات التقنية الحديثة أدركت تماماً أهمية التنوع والثراء في الثقافات والأفكار والآراء؛ لأن ذلك تحديداً هو الذي سيحفز على الإبداع والتفكير خارج الصندوق.
مفهوم الهوية الجديدة في عالم متغير هو نتاج تراكمي وجمعي لخطابات التسامح التي جاءت بها الأديان، وللحقوق التي اكتسبتها البشرية، وللقوانين التي سُنت لحماية تلك الحقوق، وبالتالي فإن أي تفكير فيه رجوع عن ذلك هو ردة عنصرية أشبه بالسرطان الذي ينهش الجسد السوي، ولا يتركه حتى يدمره.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهوية والأصول في عالم متغير الهوية والأصول في عالم متغير



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib