«موسم الهجرة إلى السماء»
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

«موسم الهجرة إلى السماء!»

المغرب اليوم -

«موسم الهجرة إلى السماء»

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

قابلت أحد الذين اصطفاهم الله تعالى بأن يكونوا من ضيوفه عز وجلّ وأن يحظوا بأداء فريضة الحج لهذا العام، وهو صديق قديم من إحدى الدول العربية، وبدا لي في حالة جميلة من الهدوء والسرور والسكينة والرضا لم يسبق لي أن رأيته في مثلها من قبل. وكان من الطبيعي أن أفتتح حديثنا بالعبارة التقليدية في مناسبة كهذه فقلت له: «تقبل الله طاعتكم يا صديقي طمني كيف حالك؟» فابتسم وأجابني بقوله: سؤال صعب، ولكني سأستشهد بمقولة النفري الشهيرة: «كلما اتضحت الرؤية ضاقت العبارة»، وأضاف «لقد كنت بين قوم ممن وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم: فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه». كنت في مكة المكرمة أعزها وشرفها الله وتحديداً في بيت الله الحرام، وأدركت هناك مقام الجلال، ذلك المقام المهيب المملوء بالعزة والهيبة والإكرام، وهو مقام لو تعلمون عظيم، وبعدها كنت في طيبة الطيّبة في مدينة الحبيب المنورة، على صاحبها أعطر وأزكى الصلاة والسلام، وأدركت فيها مقام الجمال، ذلك المقام المملوء بالألطاف والبشائر والمسرات والعطايا والبركات. وبين الجلال والجمال يحصل السمو ويكون الترقي. فالعبادات تحت مقام الجلال عبادات ومناسك جلّها جسدية مثل الطواف والسعي، وأما العبادات تحت مقام الجمال فمعظمها تأملية من ذكر وتسبيح والصلاة على النبي.

وتحت مقام الجمال حدثت خلوة التأمل العميق أو كما وصفها سلطان العاشقين عمر بن الفارض بقوله: «ولقد خلوت مع الحبيب وبيننا سر أرق من النسيم إذا سرى» وهي خلوة مع النفس وللنفس يرعاها الحبيب لمحبه ليتحقق قوله تعالى: «ووجدك ضالاً فهدى»، وصولاً إلى «ولسوف يعطيك ربك فترضى».

وكانت كلمات الشاعر تحل على مسامعي «دُهِشْتُ بينَ جمالِهِ وجَلالِهِ

وغدا لسانُ الحال عنّي مُخْبِرا»، وكأنها تصف حالاً يصعب عليّ وصفها.

وبقيت في حالة خلوة التأمل بين الصلوات تحيطني بركات التسبيح وعطايا الاستغفار ولطائف الصلاة على النبي، وتزداد في كل لحظة محبة النبي في قلبي بتقديري العميق لصفاته وسيرته وأخلاقه، ووصلت إلى تحقق معنى «وعلى تفنن واصفيه بحسنه يفنى الزمان وفيه ما لم يوصف».

وغادرت المدينة المنورة وأنا أردد بشكل تلقائي كلمات تخرج من حشاشة قلبي: «والله ما طلعت شمس ولا غربت إلا وحبك مقرون بأنفاسي»، فأدركت وفهمت ووعيت معنى مقولة «أن أكون أحبّ إليه من نفسه».

وظللت طوال الطريق متأملاً سماء الله وأنا أبتسم حامداً شاكراً وكلي يقين وسكينة ورضا لأني أعيش وبعمق حرفياً أسرار «أنا بالحب قد وصلت إلى نفسي وبالحب عرفت الله».

الحج هو رحلة الرقي والسمو والطهارة والتطهير والحب والسلام، فلا مكان فيه للرفث ولا للفسوق، وتقطع حبلك السري بالدنيا السابقة لتعود حقيقة كيوم ولدتك أمك. فأنت ضيف الرحمن وعبده الخاضع لربه الواحد الأحد الفرد الصمد، وتؤدي فريضته بتسليم كامل ويقين عظيم مدركاً فضل الله عليك، اعترافاً بأن ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ومُقرّاً بمقام المصطفى (صلى الله عليه وسلم) الذي وصفه الله تعالى بقوله: «شاهداً ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً»، ووجب إقرار وتقدير وتعظيم هذا المقام والابتعاد عن الجفاء معه (صلى الله عليه وسلم)، وذلك عملاً بالحديث الشريف «من حج ولم يزرني فقد جفاني».

وتنهد مكملاً أن هذه الرحلة تنقل الأحوال يا صديقي فبقاء الحال من المحال، والبقاء لله سبحانه وتعالى. الحج تجرد وتخلٍ فلا تملك أي شيء حتى لا يملكك أي شيء، لتعلم بعد ذلك معنى «إذا لم تدرك مكانك مني فلا أنا منك ولا أنت مني»، فالحج يا صاحبي هو أشبه بالعنوان الشهير لرواية الطيب صالح «موسم الهجرة إلى السماء»، ولكن يا أخي الفاضل تبقى ضرورة القول إن من سمع ليس كمن رأى... فمن ذاق عرف.

ألقيت بحمولي كلها وعدت خفيفاً، لا شيء معي سوى كلمات ولكنها كلمات ليست كالكلمات، وبدأت أشواق الوداع تأسرني بقوة هائلة وأعيش الآن تفاصيل «فالوجد باقٍ والوصال مماطلي والصبر فانٍ واللقاء مسوفي»... هذه حالي يا صديقي فكيف حالك؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«موسم الهجرة إلى السماء» «موسم الهجرة إلى السماء»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib