حسابات خاطئة تفجر الشرق الأوسط
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

حسابات خاطئة تفجر الشرق الأوسط

المغرب اليوم -

حسابات خاطئة تفجر الشرق الأوسط

نديم قطيش
بقلم - نديم قطيش

لم تكن الصواريخ التي انطلقت من لبنان باتجاه إسرائيل كسابقاتها، لا بكميتها التي وصلت إلى 34 صاروخاً، ولا بالسياق الإقليمي والدولي الذي أتت فيه، والذي يتميز بثلاثة عناصر رئيسية:

1- اتفاق إيراني سعودي برعاية الصين كسرت طهران عبره عزلتها، وضمنت خفض التأثيرات الخارجية على أزمتها الداخلية، لا سيما عبر الإعلام السعودي أو الإعلام المرعي سعودياً.
2- أزمة إسرائيلية داخلية جدية تتمحور حول قرار أكثر حكومة يمينية في تاريخ إسرائيل المضي بتعديلات قضائية، أدت إلى انقسام سياسي غير مسبوق طال الجيش هذه المرة.
3- استمرار الحرب الروسية الأوكرانية من دون أي أفق لمخارج سياسية أو تسويات، ما يجبر كل الأطراف في الشرق الأوسط على تجنب الحروب الشاملة؛ لكنه يفتح للاعبين في الإقليم فرص المناوشة، إما لتعديل جزئي في قواعد الاشتباك القائمة، كما تسعى إيران، وإما لتثبيت القواعد القائمة كما تسعى إسرائيل.
لبنانياً؛ حققت ميليشيا «حزب الله» كسباً معنوياً نتيجة الحجم غير المسبوق في الضربة الاستعراضية التي نُفذت، وإن نأت الميليشيا بنفسها عنها، وزاد على ذلك الرد الإسرائيلي الباهت. بدا «حزب الله» متفوقاً في مناورته، وغطى الضجيج الإعلامي والتعبوي على حقيقة أن «حزب الله» ومن الساعات الأولى بعث لإسرائيل برسائل عبر وسطاء دوليين، تفيد بأنه ليس جزءاً من الهجوم، ولم يكن على علم مسبق به، فبقيت الأمور تحت السيطرة.
بيد أن التفاصيل تظهر صورة مختلفة تماماً بعيداً عن استعجال الانتصارات الوهمية. الاستعراض الإيراني عبر صواريخ شبه «لقيطة» من لبنان، فضلاً عن صواريخ غزة، هو جزء من رد انتقامي محسوب من قبل إيران على سلسلة من الضربات المهينة التي تلقتها على يد إسرائيل، سواء داخل حدودها أو في سوريا.
قبل يومين من صواريخ جنوب لبنان، شارك آلاف الإيرانيين في تشييع الضابطين في «الحرس الثوري»، ميلاد حيدري ومقداد مهقاني، اللذين قتلا في غارة إسرائيلية في 31 مارس (آذار) في سوريا. تضاف ذلك إلى سلسلة طويلة جداً من الضربات الإسرائيلية لإيران، شملت اغتيال علماء نوويين إيرانيين، أبرزهم محسن فخري زاده، وهجمات على منشآت نووية، كالهجوم الصاعق بثلاث مُسيَّرات على منشأة عسكرية/ نووية في أصفهان، نهاية شهر يناير (كانون الثاني).
زد على ذلك هجمات إلكترونية وضربات جوية إسرائيلية على منشآت وأصول إيرانية في سوريا، وفضح وتخريب عمليات إيرانية ضد أهداف إسرائيلية ويهودية، أبرزها في تركيا واليونان.
تصعِّد حكومة بنيامين نتنياهو ضرباتها لإيران، ويبدو أنها تستند باستراتيجيتها إلى عدم ترجيح رد إيراني خارج حدود الاستعراض أو المشاغبة، بسبب عزلة إيران الدولية، وحدَّة أزمتها الاقتصادية المستمرة، والنزف الحاصل في شرعية النظام وشعبيته، كما تظهر الاعتراضات الشعبية المتتالية.
وقد لا تكون إسرائيل بعيدة عن الحقيقة في تقييمها للموقف الإيراني. فالملاحظ أن إيران التي لديها صواريخ باليستية بعيدة المدى، لطالما اختبأت خلف صواريخ «حزب الله»، في حين أن «حزب الله» الذي يتبجح بالصواريخ الدقيقة، ها هو يختبئ خلف صواريخ «لقيطة» عديمة التأثير خارج لعبة الدعاية والرسائل والتصعيد المدروس.
بيد أن صحة التقييم الإسرائيلي تظل نسبية، لا سيما أن إيران تبني موقفها وفق منظومة حسابات معاكسة. فإيران تعتقد بصدق، أن إسرائيل في موقف ضعيف عبَّر عنه خامنئي قبل أيام، بقوله إن نهاية إسرائيل قد تحدث أسرع مما سبق له أن توقع هو نفسه عام 2015، حين قدر زوالها بعد 20 أو 25 سنة بالكثير.
فطهران تتصرف على قاعدة أن إسرائيل أسيرة الصراعات العميقة في الداخل، والتي يختصرها عنوان «الإصلاح القضائي»، ولكنها تطول بالفعل هوية إسرائيل وعلاقات مكوناتها بعضها ببعض، كما تطول توازنات النظام السياسي برمته. وتراهن إيران على العلاقة المتوترة بين إسرائيل والولايات المتحدة، لتستنتج أن منظومة حماية إسرائيل معطوبة، وأنها لا تمتلك تالياً القدرة على قرار منفرد بالحرب، مهما ارتفع منسوب التحرش الإيراني بها، لا سيما في ظل الإرهاب الدولي من تبعات الحرب الروسية الأوكرانية، وعدم استعداد المجتمع الدولي للتعامل مع حروب إضافية.
من هنا، ترى إيران فرصة لتحرير نفسها من قواعد الاشتباك غير المتوازنة التي تحكم علاقتها بإسرائيل منذ فترة طويلة، وتُسند لعملائها في لبنان وسوريا مهمة تعديل هذه القواعد بما هو متاح ظرفياً. وفي جانب آخر، تسعى عبر التطبيع مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، إلى كسر عزلتها الإقليمية، وتحييد هذه العواصم عما تقوم به من تكتيك عسكري وأمني مغلف بعناوين إسلامية وفلسطينية. فقد اختارت إيران بعناية شديدة، توقيت مشاغبتها على إسرائيل، مستفيدة من التوترات المتعلقة بمناوشات المسجد الأقصى بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بشكل يعطل نسبياً قدرة الاعتراض على الأحداث، ويخلط الأوراق بعضها ببعض، فلا يعود مفهوماً أين تتصرف إيران وفق مصلحتها، وأين تنافح عن المقدسات الإسلامية والفلسطينية الحساسة عند الرأي العام الإسلامي.
ولو تعمقنا أكثر، تسعى إيران من خلال حزمة المناورات التي تقوم بها إلى تعطيل «الاتفاق الإبراهيمي» من خلال تأجيج المناخ السياسي بين إسرائيل والعالم الإسلامي، وتبديد ما أمكن من مرتكزات التفاهم وشروط السلام.
إذن، ترى إسرائيل فرصة للضغط على إيران، وترى إيران، في المقابل، فرصة للضغط على إسرائيل. ولكن لا إسرائيل بالقوة التي تظنها، ولا هي ضعيفة بالمقدار الذي تحسبه إيران، وهو ما يخلق مساحة واسعة للحسابات الخاطئة والمتعارضة التي قد تقود الطرفين إلى مواجهة عسكرية غير محسوبة، تزيد من خطر اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حسابات خاطئة تفجر الشرق الأوسط حسابات خاطئة تفجر الشرق الأوسط



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib