الرجل الذي نَحَرَ الدبابة
بلد جديد ينضم للاتفاقيات الإبراهيمية منظمة الصحة العالمية تسجل 42 وفاة و404 إصابة بالحمى النزفية في موريتانيا والسنغال إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله
أخر الأخبار

الرجل الذي نَحَرَ الدبابة

المغرب اليوم -

الرجل الذي نَحَرَ الدبابة

الكاتب عبدالهادي راجي المجالي
بقلم : عبدالهادي راجي المجالي

.... شاهدت أمس مقطعا, لفتى من غزة... ركض إلى الدبابة الإسرائيلية, ثم وضع العبوة الناسفة أسفلها, ونزع الفتيل.. ثم عاد إلى موقعه.
ركض باتجاه الدبابة دون درع واق, ولم يكن يحمل سلاحا.. حتى اللباس الذي كان يرتديه, رثا وبسيطا... ولكنه دمرها عن بكرة أبيها...ماذا نسمي هذا الفتى ؟.. هل نسميه فارس القبيلة.. هل نسميه (الذيب), هل نسميه الأسد...حتى الأسود لا تحتمل ما يحدث في غزة,.. ماذا نسميه ؟ لا أعرف تاهت بي الأسامي..

هذا الفتى ليس من زمننا, هو من زمن خالد بن الوليد, هو من معدن مختلف, أنا لا أظنه ولد مثل بقية الأطفال في مستشفى, ثم أرضعوه حليب (نيدو).. وبعد ذلك ألبسوه زيا نظيفا والتحق بالصف الأول, أنا لا أظنه تعرض للحمى وهرب به الوالد إلى المستشفى... ثم أعطوه محلولا في الوريد, وبقيت الجدة تقرأ المعوذات على رأسه.. حتى يشفى.

قل لي أيها الفتى من أي طينة جبلت عظامك ؟... أخبرونا عن بطولات الجيوش كلها.. أخبرونا عن حصار (ليننغراد), لم أشاهد في كل الأفلام التي عرضت.. رجلا مجردا من السلاح والحماية, ومنفراد يقاتل دبابة ويهزمها.. أخبرونا عن (الكاميكازي).., أخبرونا عن الرايخ الثالث وجيوش هتلر الجرارة, لم أشاهد في جنوده أحدا يفعل ما فعلت.. وهتلر انتحر بعد الهزيمة, أخبرونا في التاريخ عن (جنكيز خان وهولاكو).. هؤلاء قابلوا فرسانا وهزموهم.. ولكنك صرعت دبابة, تلك المرة الأولى في حياتي التي أرى بها فتى من غزة ينحر دبابة ويسيل دمها...

لو كتبت بك الصبايا في تلمسان والجزائر, في طرابلس واللاذقية.. في البصرة وصلالة, رسائل غزل بدمهن.. لما وصل الغزل حد ذرة من رجولتك, أنا يقتلني سؤال واحد فقط وأعرف أنه ساذج وغبي.. يا ترى لو تقدمت لطلب يد بنت عربية.. ماذا سيكون رد والدها ورد أبناء العمومة ؟ أنت الوحيد الذي دفع المهر مقدما.. والمهر لم يكن مالا ولا ذهبا.. دفعت مهرها بأن قمت بذبح دبابة بمن فيها...

أحيانا ما أراه في غزة يتجاوز الأسطورة, يتجاوز واقعنا البشري... وهذا الفتى جعلني أضحك كثيرا وأبكي كثيرا, فأنا قرأت نصف الشعر العربي.. ونصف قصص البطولة وقرأت عن عنترة والزير سالم... قرأت عن شمشون الجبار, عن الظاهر بيبرس... ولكنها المرة الأولى في حياتي والتي أشاهد فيها فتى من دون فرس ولا بندقية ولا ترس ولاسيف.. فتى يقاتل منفردا, ويذبح دبابة كاملة بحديدها وحمولتها وتكلفتها...

إسرائيل مجنونة, لاتدري أنها تقاتل شعبا هزم الحديد.. لا تدري أنها تقاتل شعبا... طور من التراب قذيفة, ومن الموت صنع الحياة..

أين أنت الان يا سيدي وإمامي وملهمي.. في نفق ما, هل تأخذ غفوة استعداد لذبح دبابة أخرى ؟... هل تناولت رغيف خبز تيبس فقمت بسكب الماء عليه حتى يصبح طريا.. هل حصلت على علبة (تونا) وأكلت ربعها ووزعت البقية على المقاتلين... لا أعرف ماذا تفعل الان, ولكني كلما أعدت مشهدك وأنت تنحر الدبابة..تذكرت نشيد الفلسطيني: (أناديكم وأشد على أياديكم وأبوس الأرض من تحت نعالكم)... أنا لي أمنية في هذا العمر فقط يا سيدي, وهي أن أبوس الأرض التي ركضت عليها بنعالك القديم... فقط أريد أن اترجم القصيدة على أرض الواقع, فالأرض التي حملتك مباركة.. والتيمم بترابها يجوز حتى وإن حضر الماء, أريد أن أقبل التراب الذي عبر منه نعلك يا فتى…
* عبد الهادي راجي المجالي كاتب في صحيفة الرأي الأردنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرجل الذي نَحَرَ الدبابة الرجل الذي نَحَرَ الدبابة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:02 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
المغرب اليوم - جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء

GMT 13:17 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
المغرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 18:55 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف لقاءً مهماً أو معاودة لقاء يترك أثراً لديك

GMT 12:28 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور السبت26-9-2020

GMT 15:22 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 01:56 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات السنيكرز للخريف

GMT 11:11 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

تعرفي على خلطة بياض الثلج لـ تفتيح البشرة

GMT 13:01 2020 الجمعة ,21 شباط / فبراير

"فورد" تطلق سيارتها ترولر T4 موديل 2020

GMT 08:21 2024 الخميس ,26 أيلول / سبتمبر

أبرز العطور التي تتناسب مع أجواء الخريف

GMT 18:02 2022 الأحد ,09 تشرين الأول / أكتوبر

أرسنال يهزم ليفربول ويستعيد صدارة الدوري الإنجليزي

GMT 18:04 2019 الأربعاء ,19 حزيران / يونيو

هِزة أرضية تضرب مدينة مرتيل المغربية

GMT 23:23 2019 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لعبة Final Fantasy Crystal قادمة على الهواتف المحمولة

GMT 17:04 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

شهر مناسب لتحديد الأهداف والأولويات

GMT 07:04 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار ومواصفات "كيا سبورتاج 2019" في السوق المصري

GMT 00:48 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

عاصي الحلاني يستقبل العام الجديد بكليب "كنت الورد"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib