بريطانيا المكتئبة
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

بريطانيا المكتئبة!

المغرب اليوم -

بريطانيا المكتئبة

عثمان ميرغني
بقلم :عثمان ميرغني

جو ماطر وراعد استقبل السيدة ليز تراس في يوم تعيينها رئيسة لوزراء بريطانيا أول من أمس، لكن سماء البلد الملبدة بالغيوم والأزمات تنذر بأن العواصف القادمة ستكون أعنف، وأن فترتها في الحكم ستكون مضطربة.
تراس لا تحظى بتأييد نسبة مقدرة من نواب حزبها في البرلمان مثلما تكشف خلال المعركة لخلافة رئيس الوزراء المغادر بوريس جونسون، والأسوأ من ذلك أنها لا تحظى بثقة شعبها. فوفقاً لاستطلاع صادر أخيراً عن مؤسسة «يو غوف» للأبحاث فإن 14 في المائة فقط من البريطانيين يتوقعون أن يكون أداؤها أفضل من جونسون، بينما الغالبية يشكّون في قدرتها على حل الأزمة الاقتصادية التي ستكون قاصمة الظهر للحكومة الجديدة إن فشلت فيها، أو ستكون الرافعة التي ستضمن لتراس، إذا نجحت في عبور العاصفة، تأمين مركزها في قيادة الحزب ودحر المتربصين بها وهم كثر.
ليز تراس البالغة من العمر 47 عاماً، أصبحت ثالث امرأة تتقلد منصب رئاسة الوزراء بعد مارغريت ثاتشر وتيريزا ماي، لكن هذا لن يعطيها أي ميزة أو يسجل لها أي سابقة. ربما كانت السابقة الوحيدة التي سجلتها في حكومتها الجديدة أنها وضعت أهم ثلاثة مناصب وزارية في أيدي وجوه من الأقليات العرقية، فوزارة الخارجية ذهبت إلى جيمس كليفرلي وهو بريطاني أمه من سيراليون، ووزارة الخزانة كانت من نصيب كواسي كوارتينغ وهو بريطاني من أبوين مهاجرين من غانا، في حين عينت سويلا برافرمان وهي من أصول هندية وزيرة للداخلية.
كل هذا قد لا يكون مهماً بالنسبة للبريطانيين الذين ينصب اهتمامهم على كيفية مواجهة أخطر أزمة اقتصادية ومعيشية يعرفونها منذ سبعينات القرن الماضي. ارتفاع كبير في نسبة التضخم الذي تجاوز 10 في المائة مع توقعات بأن يصل إلى 20 في المائة مع بداية العام المقبل، وركود يلوح في الأفق، وإضرابات عمالية مرشحة للتصاعد، ما يعني توقف الخدمات لفترات في قطاعات حيوية ويعيد إلى الأذهان فترة «شتاء السخط» في نهاية سبعينات القرن الماضي عندما شلت الإضرابات البلاد بسبب أزمة اقتصادية طاحنة، وتوقف العمل في معظم القطاعات الحيوية وغطت أكوام النفايات الشوارع.
الأخطر من بين الأزمات الراهنة التي تواجه تراس هو الارتفاع الكبير في فواتير الطاقة المنزلية التي زادت بنسبة 54 في المائة في أبريل (نيسان) الماضي، وأُعلن أنها سوف ترتفع مرة أخرى بنسبة 80 في المائة الشهر المقبل، مع توقع ارتفاع آخر في يناير (كانون الثاني) المقبل. لهذا السبب فإن الحكومة الجديدة وضعت هذا الملف في مقدمة برنامج عملها، لأنه سيحدد مصيرها بالتأكيد. ومن المتوقع أن تعلن تراس اليوم خطتها لمواجهة هذه الأزمة التي تتضمن، حسب التسريبات، تجميد متوسط فواتير الطاقة السنوية لكل أسرة عند نحو 2500 جنيه إسترليني، وهو دعم سيكلف الحكومة أزيد من 100 مليار جنيه إسترليني. لكن هذا لن يعني بداية شهر عسل للحكومة مع المواطنين، إذ يدور جدل واسع حول كيفية توفير هذا المبلغ.
رئيسة الوزراء التي «استعارت» الفكرة أصلاً من برنامج حزب العمال المعارض، رفضت الاقتراحات الداعية إلى تمويلها بفرض ضريبة طارئة ومؤقتة على أرباح شركات الطاقة التي استفادت من أزمة ارتفاع الأسعار عالمياً وراكمت أرباحاً يتوقع أن تصل إلى نحو 170 مليار جنيه في غضون سنتين. بدلاً من هذه الضريبة تريد تراس تمويل دعم فواتير الطاقة للمواطنين عن طريق الاقتراض، وهو ما يعني زيادة ديون الدولة ووضع العبء على الأجيال المقبلة.
هذا يعكس شيئاً من تفكير رئيسة الوزراء الجديدة التي وضعت برنامجاً يقوم على التخفيضات الضريبية التي تفيد في الغالب الأثرياء والشركات الكبيرة، أكثر مما تفيد المواطن العادي الذي سيصل إليه الفتات، ويواجه غول التضخم والغلاء. كذلك يشمل البرنامج تشجيع الاستثمار بتقديم المحفزات للشركات، وفي الوقت ذاته تقييد الأجور، الأمر الذي يرى كثيرون أنه سيدخلها في مواجهات مع النقابات مع احتمال تصعيد الاضطرابات العمالية، من دون أن يكسبها بالضرورة شعبية وسط الناس.
عدد مقدر من الاقتصاديين والمحللين الذين أدلوا بدلوهم خلال الأيام الماضية قالوا إن مقترحاتها لن تفعل الكثير لحل مشكلات بريطانيا، بل قد تؤدي إلى تفاقمها.
فيما يتعلق بمكافحة الهجرة، وهي موضوع أساسي في أجندة حزب المحافظين، تتبنى رئيسة الوزراء الجديدة موقفاً متشدداً، وتعهدت بزيادة القوات التي تراقب الحدود بنسبة 20 في المائة، وضمان تنفيذ خطة الحكومة لترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا.
تراس تواجه تحدياً آخر يتمثل في ترميم حزب المحافظين الذي عانى من الانقسامات، وهزته فضائح حكومة جونسون التي جعلت نسبة متزايدة من البريطانيين يعلنون فقدانهم الثقة بالسياسيين. الغريب أنها في خطابها الأول لم تتطرق إلى مسألة إعادة توحيد الحزب ورص صفوفه، بل فعلت العكس تماماً عندما عمدت في تشكيل حكومتها الجديدة إلى إقالة كل مناصري منافسها في معركة زعامة الحزب ريشي سوناك من مناصبهم الوزارية، وحشدت الوزارة بأنصارها.
المفارقة أن رئيسة الوزراء الجديدة استهلت خطابها بالإشادة بسلفها وأدائه وإرثه، قبل أن تنتقل مباشرة للحديث عن جبل المشكلات التي سوف ترثها. ربما كان هدفها تحييده، لأنها تدرك أنه قد يكون أكبر خطر عليها مستقبلاً، إذ لم يخفِ رغبته في العودة إلى منصبه في عدة مناسبات آخرها في خطابه الوداعي قبل الاستقالة رسمياً، أول من أمس.
على الصعيد الخارجي، فإن سياسات تراس المتوقعة ستزيد من مشكلات بريطانيا. فهي مثل سلفها مقتنعة تماماً بدعم تام لأوكرانيا ما يعني المزيد من التوتر مع روسيا، وفي الوقت ذاته ستفتح جبهة حرب باردة مع بكين بعد تصنيفها الصين «تهديداً دولياً». أدهى من ذلك أنها قد تشعل حرباً تجارية مع الاتحاد الأوروبي وتوتر العلاقات مع إدارة جو بايدن، إذا أصرت على التراجع عن اتفاق بشأن بروتوكول آيرلندا الشمالية.
أجواء بريطانيا توحي بكآبة شديدة هذه الفترة لخّصها عنوان مقال في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس، يقول «مرحباً بكم في بريطانيا. كل شيء فظيع». والتحدي أمام تراس ما إذا كانت قادرة على تغيير المزاج العام وانتشال البلد من الأزمات التي تواجهه وحالة الكآبة التي يعيشها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بريطانيا المكتئبة بريطانيا المكتئبة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib