ترمب يمتحن أميركا مجدداً
دموع الفرح بعد تسجيل السودان أول فوز لهم في كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2012! وفاة مدرب فريق سيدات فالنسيا وأطفاله في حادث قارب بإندونيسيا كارولين ليفيت تصبح أول متحدثة باسم البيت الأبيض تعلن حملها أثناء تولي المنصب وفاة الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو مؤسسة أشهر منظمات الرفق بالحيوان الاتحاد الأوروبي يدعو لاحترام وحدة وسيادة جمهورية الصومال بعد إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم أرض الصومال ئيس الوزراء الصومالي يدين إعلان رئيس والزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة تفاقُم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع غرق مئات من خيام النازحين وسط اشتداد تأثير المنخفض الجوي وفاة المخرج والممثل عمر بيومي تاركاً خلفه إرثاً فنياً ممتداً في عالم السينما المصرية مجلس الأمن الدولي يعقد إجتماعاً عاجلاً لمناقشة اعتراف إسرائيل بـ "أرض الصومال" مرسيدس-بنز تدفع 102 مليون يورو لإنهاء نزاع انبعاثات الديزل في أمريكا
أخر الأخبار

ترمب يمتحن أميركا مجدداً!

المغرب اليوم -

ترمب يمتحن أميركا مجدداً

عثمان ميرغني
بقلم :عثمان ميرغني

مثل طائر الفينيق الأسطوري، ينهض الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب كلما أعتقد خصومه أنه دُفن تحت الرماد، وأنهم وجهوا له ضربة قاصمة. خلال رئاسته وبعدها، أفلت من أزمات كثيرة، وبقي هاجساً يؤرق الكثيرين داخل حزبه الجمهوري وخارجه، ويشغل أميركا والمهتمين حول العالم.
بعد الضجة الأخيرة التي رافقت وأعقبت مداهمة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) لمقره في مارا لاغو بولاية فلوريدا، بحثاً عن وثائق سرية نُقلت من البيت الأبيض وتتعلق بأمور دفاعية، عاد اسم الرئيس السابق ليطغى على الأخبار، بعد هزيمة انتخابية قوية لواحدة من ألد أعدائه في الحزب الجمهوري، هي ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس الأسبق ديك تشيني.
لم يكن هذا نصراً عادياً لترمب؛ إذ أكد بشكل لا يقبل الجدل قوة قبضته على الحزب الجمهوري، وشعبيته وسط قواعده المنقادة وراء جاذبيته الشعبوية، وخطابه الرافض لنتائج انتخابات الرئاسة الماضية. وبهزيمة ليز تشيني في معركة اختيار المرشح الجمهوري بولاية وايومنغ لانتخابات الكونغرس النصفية في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، يكون الرئيس السابق قد نجح في دحر ثالث أرفع القيادات الجمهورية في الكونغرس. ليس هذا فحسب، فمن بين أعضاء مجلس النواب العشرة من الجمهوريين الذين صوتوا لصالح مساءلته وعزله بعد واقعة اقتحام مبنى الكونغرس، فاز اثنان فقط في انتخاباتهم التمهيدية، بينما سقط ثمانية أمام المرشحين الذين دعمهم ترمب وأنصاره.
كان واضحاً منذ أشهر أن ليز تشيني تتجه نحو خسارة مقعدها في الكونغرس. فهي تسبح ضد التيار في وايومنغ التي صوّت أكثر من 70 في المائة من ناخبيها لترمب في الانتخابات الرئاسية عام 2020، وقسم كبير منهم يبدو مقتنعاً بنظرية المؤامرة، ومزاعم الرئيس السابق بأن نتيجة تلك الانتخابات مفبركة، وأن الرئاسة سُرقت منه. بل إن رئيس الحزب الجمهوري في هذه الولاية كان من المشاركين في احتجاجات 6 يناير (كانون الثاني) التي نظمها أنصار ترمب، وانتهت باقتحام مبنى «الكابيتول» في مناظر هزت أميركا والعالم.
الحقيقة أن تشيني سارت في خط معادٍ لترمب في وقت مبكر، وكانت رافضة لخطه الشعبوي ولكثير من سياساته، وبرزت في الكونغرس واحدةً من أبرز الأصوات الناقدة له. وشاركت في رئاسة لجنة الكونغرس التي تحقق في أحداث اقتحام مبنى «الكابيتول»، ودور الرئيس السابق فيها. كما أنها صوتت في مجلس النواب لصالح إجراءات عزله، ما جعله يضعها ضمن «الأعداء» الذين قرر العمل على إطاحتهم من الكونغرس بتأييد المرشحين المنافسين لهم من داخل الحزب الجمهوري.
ورمى ترمب بكل ثقله وراء المحامية هارييت هاجمان المؤيدة له ولمزاعمه بشأن «سرقة» الرئاسة منه، والتي نافست تشيني في الانتخابات لاختيار المرشح الجمهوري في وايومنغ. ولم يُخفِ فرحته أمس بهزيمة عدوته مغرداً: «الآن، يمكنها أخيراً أن تسقط في غياهب النسيان السياسي».
من حق الرئيس السابق أن يفرح، فهو لم يهزم واحدة من المتصدرين لقائمة أعدائه فحسب؛ بل أثبت مرة أخرى سيطرته على معظم قواعد حزبه، وعزز فرصه للترشح للرئاسة مرة أخرى في 2024. لكن فرحته هذه تقابلها مخاوف قيادات الحزب التقليدية التي ترى في الظاهرة الترمبية تهديداً للحزب، وربما للديمقراطية الأميركية برمتها، وهو ما عبر عنه كثيرون، منهم قيادات جمهورية، مثل الرئيس السابق جورج بوش، ونائبه ديك تشيني الذي وصف ترمب بأنه «أكبر تهديد لديمقراطيتنا».
الملاحظة المهمة هنا أن ليز تشيني التي تلقت تهديدات بالقتل من أنصار الرئيس السابق، تنتمي إلى الجناح المحافظ التقليدي في الحزب، لا إلى الجناح الليبرالي، ما يعني أن قاعدة الجمهوريين باتت أشد يمينية، وأكثر تطرفاً، وقسم كبير منها أشد عداوة للسلطة المركزية ومؤسساتها، وهو مؤشر يقلق الكثيرين؛ لا في أميركا وحسب؛ بل أيضاً في أوروبا التي تشهد تصاعداً في المد الشعبوي واليميني المتطرف في عدة دول.
ففي بريطانيا يجنح حزب المحافظين نحو اليمين والشعبوية أكثر؛ لا سيما مع ظاهرة بوريس جونسون الذي يشبه ترمب في كثير من الأمور، حتى في مهاجمته للطريقة التي أُبعد بها من منصبه، وتخطيطه للعودة مستقبلاً. وفي فرنسا عزز اليمين المتطرف مركزه، وأصبحت زعيمته مارين لوبان المنافس الرئيسي لإيمانويل ماكرون في انتخابات الرئاسة الماضية.
في ألمانيا، يراقب الكثيرون ظاهرة حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف الذي سجل صعوداً لافتاً، قبل أن ينحسر قليلاً في الانتخابات الماضية، علماً بأنه قد يستفيد مستقبلاً من الأزمة الاقتصادية وتداعياتها، ومن صعود اليمين الشعبوي في دول أخرى مثل إيطاليا والمجر.
ليز تشيني لا تنوي الذهاب إلى غياهب النسيان، ولا إنهاء معركتها مع ترمب التي تراها معركة على روح الحزب ومستقبله، وأيضاً معركة من أجل حماية الديمقراطية من الترمبية والتيار اليميني الشعبوي. وهناك تكهنات بأنها تعتزم الترشّح للانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري في 2024، ولو رأت أن الحزب سينحاز لترمب وتياره، فإنها قد تترشح مستقلة.
وقد أوضحت عزمها على مواصلة المعركة، عندما قالت في خطاب قبولها الخسارة في وايومنغ، إنها ستفعل كل ما يلزم لمنع وصول ترمب إلى البيت الأبيض مجدداً. وأشارت إلى أنها كانت تعي منذ البداية حجم المعركة التي تواجهها عندما اختارت الوقوف ضد الرئيس السابق، ونظرية المؤامرة بشأن نتيجة انتخابات 2020، مؤكدة أنها رفضت المساومة على المبادئ؛ لأنه «لا يوجد مقعد في مجلس النواب، ولا يوجد مكتب في هذه الأرض، أكثر أهمية من المبادئ التي أقسمنا جميعاً على حمايتها».
وحاولت توجيه رسالة أخرى ضد ترمب وأنصاره المؤيدين لرفضه قبول نتيجة انتخابات الرئاسة الماضية، وذلك بقولها إنها قبلت بخسارتها واتصلت بمنافستها لتهنئتها «لأن جمهوريتنا تعتمد على حسن نية جميع المرشحين للمناصب لقبول نتيجة الانتخابات بشرف».
لكن المعركة ضد ترمب لن تكون بهذه السهولة، فالرجل أثبت قبضته على الحزب الجمهوري، وقدرته على الإفلات من كل الملاحقات، وتحويلها لمصلحته ولتعبئة أنصاره، على الأقل حتى الآن. والأمور ستسير لمصلحته وضد خصومه، إذا نجح أنصاره في معركة الانتخابات النصفية للكونغرس في نوفمبر، وقلبوا الطاولة على الديمقراطيين بانتزاع السيطرة على الكونغرس منهم. فذلك سيمكنه من إنهاء التحقيقات ضده في مجلس النواب، والضغط لوقف الملاحقات الأخرى التي تهدده؛ سواء بشأن ملابسات اقتحام الكونغرس، أو حتى بشأن شركاته وشؤونه الضريبية. الخطوة الأخيرة ستكون إعلانه الترشح في 2024 واضعاً أميركا والعالم أمام امتحان جديد، مع رجل غاضب يريد تصفية الحسابات مع كثيرين، ومع تيار شعبوي متنامٍ يتحدى الممارسات والمؤسسات السياسية القائمة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترمب يمتحن أميركا مجدداً ترمب يمتحن أميركا مجدداً



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نادين نسيب نجيم تتألق بإطلالات لافتة في عام 2025

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:04 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحوثي يتوعد أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال
المغرب اليوم - الحوثي يتوعد أي وجود إسرائيلي في أرض الصومال

GMT 08:12 2025 الإثنين ,29 كانون الأول / ديسمبر

اشتباك مسلح بين الأمن ودواعش غرب تركيا وإصابة سبعة شرطيين
المغرب اليوم - اشتباك مسلح بين الأمن ودواعش غرب تركيا وإصابة سبعة شرطيين

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 14:51 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

شادية

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 20:26 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

هل التقدم في السن يمنع تعلم أشياء جديدة؟

GMT 21:44 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

العطور وتفاعلها مع الزمن

GMT 12:02 2018 الخميس ,24 أيار / مايو

"سواروفسكي" تطرح مجوهرات خاصة بشهر رمضان

GMT 06:08 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

ألماس فريدة من نوعها للمرأة الاستثنائية من "ليفيف"

GMT 16:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل تعاقد بنشرقي مع الهلال السعودي

GMT 02:18 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادين نسيب نجيم تُعلن حقيقة المشاركة في مسلسل "الهيبة"

GMT 02:37 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

الحواصلي يؤكد استعداد حسنية أغادير للبقاء في المقدمة

GMT 03:28 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

أمل كلوني تدعو الدول إلى ضرورة محاكمة "داعش"

GMT 09:03 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فكري سعيد بتأهل خنيفرة إلى ربع نهاية كاس العرش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib