من أقوال الحكيم بتاح حتب

من أقوال الحكيم بتاح حتب

المغرب اليوم -

من أقوال الحكيم بتاح حتب

زاهي حواس
بقلم - زاهي حواس

عاش الحكيم بتاح حتب في عصر الدولة القديمة، وقد عاصر حكم الملك جد كا رع أسيسي (2414– 2375 قبل الميلاد) من ملوك الأسرة الخامسة. ومن خلال ما سجّله في بداية تعاليمه ندرك أنه كان قد تجاوز التسعين من عمره، وعندما أحسّ بقرب أجله استأذن الملك في أن يسمح لابنه بأن يرث وظيفته التي كان يشغلها، وهي من الوظائف المهمة في الدولة. ولذلك أخذ بتاح حتب يطمئن الملك على صلاحية ابنه لتولي منصبه بدلاً منه. ويسهب الحكيم بتاح حتب في شرح كيف أنه لقَّن ابنه كل ما يعرفه من خبرات وتعاليم.

وفيما يلي بعض من تلك التعاليم التي أوصى بها بتاح حتب قبل أكثر من 4400 سنة: «لا تكونن متكبراً بما تملكه من علم، ولا تكونّن منتفخ الأوداج ظنّاً بأنك رجل عالم، شاور الجاهل والمُتعلم، لأن نهاية العلم لا يمكن الوصول إليها... إذا كنت بين الضيوف الجالسين إلى مائدة الطعام، فخُذ ما يُقدم لك حين يوضع أمامك، ولا تنظر إليه كثيراً أو بشراهة؛ لأن ذلك تشمئز منه النفوس. ولا تنظر إلى الطعام الذي وضع أمام الضيوف الآخرين... ولا تطمع في مال أقاربك أو في أموال الآخرين، وحرّر نفسك من كل قبيح، واحذر الطمع فهو مرض عضال، والصداقة معه مستحيلة، وهو حزمة فيها كل أنواع الشرور... إذا كان رئيسك فيما مضى من أصل وضيع فعليك أن تتجاهل وضاعة أصله السابقة، واحترمه حسبما وصل إليه بمجهوده. ولا تُعِد كلمات جارحة أو حمقاء خرجت من غيرك في ساعة غضب، والتزم الصمت، فإن هذا أحسن وأفضل لك في هذه الحالة... إذا كنت عظيماً بعد أن كنت صغير القدر، وصرت صاحب ثروة بعد أن كنت محتاجاً، فلا تنسَ كيف كانت حالك في الزمن الماضي، ولا تفخر أو تتغنّى بثروتك التي جاءت إليك منحة من الإله، فإنك لست أحسن من أقرانك الذين حل بهم الفقر. واحترس من الأيام التي يأتي بها المستقبل... وإذا كنت حاكماً فكن ليناً وعطوفاً حين تستمع إلى شكوى متظلم، ولا تسئ معاملته، ودَعْه يَبُحْ لك بما في صدره، ويَقُلْ كل ما جاءك من أجله. وإذا كنت حاكماً تصدر الأوامر للشعب فابحث لنفسك عن كل سابقة حسنة حتى تستمر أوامرك ثابتة لا غبار عليها، وتمسّك بالأخلاق الفاضلة، واعمل على نشر العدالة، فالخلق الحسن يبقى مذكوراً. وإن الرجل الذي اتخذ العدالة معياراً له، وسار وفقاً لجادتها، يكون ثابت المكانة. فالتزم بالعدل في كل أقوالك وأفعالك. إن الصدق جميل، وقيمته خالدة، لا يتزحزح عن مكانه منذ خلق، والعقاب يحل بمن يعبث بالقوانين».

ظَلّت تعاليم بتاح هي النموذج الذي سار عليه حكماء مصر القديمة من بعده. فنجد الحكيم كاجمني يستعير بعض نصائح بتاح حتب، ويصوغها بأسلوبه هو وبكلماته هو، فمثلاً يقول: «من العار أن يكون الإنسان شرهاً، فقدح من الماء يروي الظمأ... والشيء الطيب يحل محل الخبيث، كما أن القليل يحل محل الكثير». ويحذر أيضاً من أن يكون الإنسان متعالياً ومتكبراً على الآخرين، فيقول: «إياك أن تكون فخوراً بقوتك بين مَن هم في مثل سنك. وتحاشَ أن تدخل في صراع أو شجار، لأن الإنسان لا يعرف ماذا سيكون حظه في هذا الشجار؛ حيث إن الله وحده هو الذي يعلم بنتيجته».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أقوال الحكيم بتاح حتب من أقوال الحكيم بتاح حتب



GMT 21:06 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

آخر الرحابنة

GMT 21:04 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

حلّ الدولتين... زخمٌ لن يتوقّف

GMT 21:03 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

«تامر يَجُرّ شَكَل عمرو!»

GMT 21:01 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

رياح يوليو 1952

GMT 20:59 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

لا يجوز في الساحل ولا يليق

GMT 20:58 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

الوزير الخائن دمر الفسطاط (1)

GMT 20:45 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

حرب المساعدات

GMT 11:10 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

حديث الصيف: أيام العرب في الجاهلية

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:16 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 16:39 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 19:12 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس والشعور

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:14 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 16:19 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 19:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib