رمسيس الثالث في الأردن 2
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

رمسيس الثالث في الأردن (2)

المغرب اليوم -

رمسيس الثالث في الأردن 2

زاهي حواس
بقلم - زاهي حواس

تحدثت فى المقال السابق عن الكشف الأثرى الجديد فى جنوب المملكة الأردنية الهاشمية، والذى يؤكد على وجود نشاط مصرى أيام حكم الفرعون رمسيس الثالث (١١٨٦ – ١١٥٥ قبل الميلاد) بالمنطقة. وقد قمت بتحليل أسباب وجود نقش فرعونى يحمل الأسماء الملكية للفرعون رمسيس الثالث خارج الحدود المصرية، وربط هذا الكشف بكشف مماثل فى جزيرة تيماء بالمملكة العربية السعودية. والحقيقة أن وجود كلا الكشفين على طريق التجارة القديم الساحلى يشير إلى وجود نشاط تجارى بين دول الشرق الأدنى القديم. والحقيقة أن علاقتى بآثار المملكة الأردنية ترجع إلى أيام الدراسة بقسم الآثار اليونانية الرومانية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، حيث تعرفت على العديد من الأثريين الأردنيين مثل إبراهيم الحاج، وتيسير عودة، وصالح سارى، وخلال دراستى للدكتوراه فى جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية، تعرفت على اثنين من الأثريين الكبار وهما خير ياسين، ومعاوية إبراهيم. وفى الحقيقة فإن الأردن بها آلاف المواقع الأثرية المسجلة فى السجل الوطنى للتراث، وتوصف المملكة الأردنية بأنها متحف مفتوح يضم آثارًا تمتد من العصور الحجرية القديمة وحتى العصر العثمانى.

ولعل أشهر المعالم الأثرية بالأردن والتى يعرفها الكثيرون مدينة البتراء أو مدينة الأنباط المنحوتة بالكامل فى الجبال، والتى تم تسجيلها على قائمة التراث العالمى لليونسكو فى عام ١٩٨٥، وفى نفس هذا العام تم وضع أثر أردنى آخر على قائمة التراث العالمى لكنه غير معروف للكثيرين مثل البتراء! هذا الأثر هو المعروف باسم قصير عمرة أو القصر الأموى، وهو عبارة عن استراحة للصيد تعود إلى القرن الثامن الميلادى، وعلى جدرانه لوحات جدارية نادرة تعتبر مزيجًا من الفنون الإسلامية والبيزنطية. وبالإضافة إلى البتراء والقصر الأموى، هناك أم الرصاص والتى بها كنيسة القديس ستيفان من القرن الثامن الميلادى، وبها أرضيات من الفسيفساء تصور مدن مصر وفلسطين. وقد تم تسجيل أم الرصاص على قائمة التراث العالمى لليونسكو فى عام ٢٠٠٤، وفى عام ٢٠١١ نجحت المملكة الأردنية الهاشمية فى تسجيل موقع وادى الرم على قائمة التراث العالمى لليونسكو باعتباره موقع تراث طبيعى وثقافى يجمع بين المناظر الصحراوية الخلابة من أقواس حجرية شكلتها الطبيعة إلى مناظر الجبال التى تحمل كمًّا عظيمًا من النقوش الصخرية والتى تضم مشاهد طبيعية ومناظر للصيد والحيوانات؛ إضافة إلى كتابات أثرية معظمها ثمودية ونبطية. وللتذكير ففى هذا الموقع تم العثور على النقوش الهيروغليفية للفرعون رمسيس الثالث.

ولمن لا يعرف فهناك مدن أثرية كاملة لا تزال حية إلى يومنا هذا بالأردن مثل مدينة جرش الرومانية والتى يطلق عليها اسم بومبى الشرق نظرًا لحالة الحفظ الممتازة التى لا تزال جرش عليها وتشمل شارع الأعمدة كاردو، والمسارح الرومانية، وقوس هادريان، ومعبد أرتميدس. وبالإضافة إلى جرش، فهناك مدينة أم قيس الرومانية المطلة على بحيرة طبريا. هذا إلى جانب العشرات من القصور والقلاع والحصون الأثرية المنتشرة فى ربوع الأردن، وتأهله إلى أن يكون بلدًا سياحيًا من الطراز الأول. والحقيقة أن الأردن بدأ خطوات كبيرة نحو النهوض بالقطاع الأثرى والسياحى على يد الوزيرة لينا عناب، التى لا تدخر جهدًا فى النهوض بالقطاع السياحى واستفادة بلادها من الفرص السياحية التى تستحقها الأردن. والأهم هو أن الملك عبد الله بن الحسين – ملك الأردن يقوم بنفسه بالدعاية إلى آثار بلده وجذب انتباه العالم إلى المقومات الأثرية والسياحية للأردن. وأذكر أننى قابلت رئيس قناة الديسكفرى العالمية، وكان ذلك فى عام ٢٠١٠، وقد حكى لى أنه قابل الملك عبد الله الذى قال له إن الأردن لديها آثار عظيمة لا يعرف العالم عنها شيئا، لذلك قرر الملك أن يقوم بنفسه بحملة دعائية للتعريف بما تملكه الأردن من مواقع أثرية، ومنها أنه قام بتسجيل حلقتين برسم الجولة الملكية وتجول خلاله بالدراجات النارية وعربات الدفع الرباعى. وحسب التقارير الرسمية فإن المملكة الأردنية الهاشمية استطاعت أن تحقق قفزة سياحية فى الشهور الأربعة الأولى من عام ٢٠٢٥ بمقدار ١٩٪ زيادة فى أعداد الزائرين الذى تعدى مليونى سائح يؤثرون بشكل واضح فى زيادة الناتج المحلى وخلق فرص عمل جديدة.

والحقيقة أن الأردن بالفعل استطاع تحقيق المعادلة الصعبة فى السياحة، وهى أن تكون جغرافيًا موجودة فى أسخن بقعة على خريطة الشرق الأوسط بأحداثه المريرة التى نعيشها يوميًا، ومع ذلك تحافظ على أمن وأمان البلاد وزائريه للاستمتاع بسحر الشرق القديم، وزيارة المعالم الأثرية. تمتلك الأردن استراتيجية متكاملة للنهوض بالقطاع السياحى والوصول إلى تحويل البلد إلى وجهة سياحية مستدامة بحلول عام ٢٠٢٨. إن التجربة الأردنية للنهوض بالسياحة تعتبر من التجارب الحديثة الرائدة التى استطاعت توظيف التقنيات الحديثة وأهمها تقنيات الذكاء الاصطناعى، وتطبيقات الحوكمة والتحول الرقمى لبناء استراتيجية المملكة الأردنية الهاشمية للنهوض بالسياحة بمختلف قطاعاتها التى استطاعت توظيف طاقاتها عبر مؤسساتها المختلفة لإحداث الفارق الذى تحدثنا عنه فى هذا المقال، وللحديث بقية إن شاء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمسيس الثالث في الأردن 2 رمسيس الثالث في الأردن 2



GMT 22:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

العمدة

GMT 22:41 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سمير زيتوني هو الأساس

GMT 22:36 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عن الجثث والمتاحف وبعض أحوالنا...

GMT 22:34 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... اغتيال إنسانية الإنسان

GMT 22:32 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة... القوة الأممية والسيناريوهات الإسرائيلية

GMT 22:30 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائب الصحفى

GMT 22:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بند أول فى الشارقة

GMT 22:25 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الوطنية هي الحل!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib