اللعب بالمليارات
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

اللعب بالمليارات

المغرب اليوم -

اللعب بالمليارات

سوسن الأبطح
بقلم : سوسن الأبطح

من عجائب الزمن الذي نعيش أن تتمكن شركة مثل «مايكروسوفت» من دفع مبلغ 68.7 مليار دولار نقداً، لتستحوذ على شركة الألعاب الأميركية الضخمة «أكتيفيجن بليزارد» منتجة «كاندي كراش» و«كول أوف ديوتي»، شديدة الشعبية، في الوقت الذي تعاني فيه القوى الكبرى، من ديون وعجز، تجاوز في الولايات المتحدة نفسها 28 تريليون دولار. أي أن كل أميركي، في رقبته ما يقارب 150 ألف دولار ديناً. صفقة «مايكروسوفت» الخيالية صعقت رئيس البنك الدولي، ديفيد مالباس، الذي لم يتمكن من إلزام 48 دولة مقتدرة على التعهد بدفع تبرعات تفوق 24 مليار دولار، لمساندة الفقراء والجوعى، تُسدَّد على ثلاث سنوات. والجميع يعلم أن الوعد لا يعني التسديد، والتعهد دولياً قد يبقى الكثير منه كلاماً في الهواء.
لكنّ «مايكروسوفت» ليست وحدها من دوّختها إغراءات سوق ألعاب الفيديو، بعد أن حلّقت في أثناء فترة الحجر المنزلي، وفاقت أرباحها كل التوقعات. أيام قبلها كانت شركة الألعاب المنافسة «تيك - تو إنتراكتيف» قد أعلنت بدورها أنها ستشتري «زينغا»، منتجة لعبة «فارم فيل» الشهيرة مقابل 11.04 مليار دولار نقداً وأسهماً. أخبار مليارات الألعاب، تأتينا تباعاً كالشلالات الهادرة، ولا نعلم كم تدفع «غوغل» على إطلاق منصتها «ستاديا» للألعاب التي يروّج أنها قد تبتلع عمالقة في المجال مثل «سوني» و«مايكروسوفت»، و«نينتندو» لأنها ستمكّن روادها من اللعب عبر بثّ الإنترنت من دون الأجهزة المنزلية التقليدية التي ينتجها منافسوها. كما أن الآفاق مفتوحة أمام «نتفليكس» التي لم تعفِ نفسها هي الأخرى من انتزاع حصتها.
كل هذا التناتش، ويُراد لنا أن نصدّق أن ألعاب الفيديو تأخذ بعين الاعتبار الصحة النفسية للاعبين، وغالبيتهم من الأطفال. فبعد أن أُطلقت صرخات تحذّر من مخاطر العنف، والتلاعب بالمشاعر، ودسّ السمّ في التسلية، يخرج علينا باحثون اليوم ليهدئوا من روعنا. إذ إن ألعاب الفيديو، بالنسبة إليهم كالروايات وأفلام السينما والمسلسلات التلفزيونية، تختار منها ما يناسبك. فيما الألعاب لا تذهب إلى المكتبة لتشتريها، ولا تقطع تذكرة، كما أنك لست بالضرورة محاطاً بالعائلة حين تتعامل معها، بينها ما هو قديم بسيط، تحول إلى إلكتروني، لكن غالبيتها يُبتكر يومياً ويُزجّ به على المنصات دون رقيب. يقال إن في السعودية وحدها 21 مليون لاعب، وقسْ على ذلك عربياً، لألعاب لا نبتكرها، ولا ندرس مضامينها، ولا نستفيق على مخاطرها إلا بعد رواجها والتشبّع منها والتثبتّ من وجود ضحاياها.
يتعفف الباحثون الغربيون عن إعطاء إجابات قاطعة، منهم من يقول إن إدمانها ليس مرضاً، وإلا كان إدمان القهوة مما يستحق العلاج. وثمة من يرى أن لعبة يقتل فيها الطفل مئات الأشخاص بدم بارد ليست سوى تنفيس مؤقت عن غضب ينتهي بانتهاء الجولة ويعود بالراحة على القاتل. ويراد التخفيف من مخاطر مشاهد الحروب والشرّ، وتنزيه مطلقي الأفكار السوداء. صحيح أن ثمة فوائد من بعض الألعاب، وأن زمن العروسة والسيارة وجلْي الصحون ولّى إلى الأبد، لكن التهوين من شأن ما بات سحراً للأطفال وشغلهم الشاغل ليس بالأمر الصحي. تتقاعس الدراسات السوسيولوجية العربية والنفسية عن التعمق في معرفة التأثيرات. لا نرى اهتماماً يُذكر بانعكاس مضامين بعض الألعاب على السلوكيات المدرسية أو العلاقات العائلية. غالبية المقالات السريعة، تتحدث عن فوائد الألعاب وقدرتها على تنمية الحس الاستراتيجي، والتركيز، وحل بعض المعضلات، وتشغيل رد فعل اليد مع العين، وتقوية الملاحظة... جميل، لكن تكاد الأضرار المذكورة تتوقف عند هذا الحدّ مع التركيز على الإدمان، وهدر الوقت، والانطوائية والسمنة وتقوس الظهر... كأنما لا قيم للمجتمعات ولا مبادئ أو حسّ أو ثقافة تتعرض للتشويه من بعض الألعاب. كل لعبة لها خلفيتها، وهويتها، وقصتها، ومراميها العميقة، وتأثيراتها النفسية، فهل يُعنى بها الرقيب كما يتلصص على الكتب والأفلام والأغنيات؟
من أرسطو إلى اليوم، لا يزال موضوع تأثير الخيال على ما نعيشه في واقعنا مطروحاً، لكنّ الخيال أصبح ثلاثي الأبعاد، مندغماً بمؤثرات، حتى يكاد يمتزج باليومي ويوقعنا بالتباس، من هنا تأتي الخطورة.
الألعاب الإلكترونية ليست للتسلية فقط. «هي من أكثر الممارسات الثقافية شيوعاً، عابرة للمجتمعات والطبقات، منتشرة بين الأطفال والشباب، عليك أن تنظر إليها كثقافة، لا بل كأرخبيل من الثقافات المرحة» كما يصفها ماتيو تريكلو، الفيلسوف الفرنسي المتخصص بهذه الظاهرة التي تجتاح البيوت، ويبدو أنها لم تبلغ ذروتها بعد.
رغم الدراسات المتناقضة والمتضاربة حول ألعاب الفيديو، واستماتة تجارها في الدفاع عن فوائدها الجمّة، كما حصل قبلاً مع السجائر وبعض المشروبات، فإأن «منظمة الصحة العالمية» أدرجتها قبل ثلاث سنوات، في خانة الأمراض، تحت مسمى «اضطراب ألعاب الفيديو»، معتبرة أن أعراضه منتشرة في أجزاء كثيرة من العالم، طالبةً من المهنيين الصحيين إيلاء اهتمام متزايد لمخاطر تطورها. لكن الظاهر هو أقل ما يخيف، الخشية الفعلية هي من التدمير القيمي والمجتمعي، بعيد الأمد، لشعوب هي في تيه الانتماء والهوية، وفي صراعات داخلية عنيفة. وحين تعرف أن كلاً يحاول دسّ آيديولوجياته في ألعابه، وأفكاره في تساليه، وأن اليمين المتطرف صارت له يد طولى في جزء من هذا القطاع، وأن الألعاب الشائعة والمحبوبة عندنا هي غربية بنسبة 100%، وأن الألعاب المحلية رغم كل المحاولات، لم تبلغ المستوى المغري والمقنع، لا بد أن تستشعر أكثر أن مقابلة هذه المنتجات بالاستسلام بدل الوعي والتشريح المتمعن، لَهو، حقاً، العبث بحد ذاته.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللعب بالمليارات اللعب بالمليارات



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib