أسئلة عربية غائبة في محفل فيينا
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

أسئلة عربية غائبة في محفل فيينا

المغرب اليوم -

أسئلة عربية غائبة في محفل فيينا

عبد الرحمن شلقم
بقلم: عبد الرحمن شلقم

الجولة السابعة في حلبة فيينا تجمع قوى العالم، الضاربة في جهد توقف لعدة شهور من أجل فكّ الاشتباك بين إيران والولايات المتحدة. المشروع النووي الإيراني هو العنوان الذي يتحلّق حوله الحاكم والخصم، ولكل عضلاته وقفازاته في ملاكمة سياسية ومالية، لا تغيب عنها رياح تتضارب بقوة من أكثر من اتجاه. الجغرافيا هي التراب الذي يحرك آلة المواجهة بين التكوينات السياسية والاجتماعية.

منذ سيطرة الثورة الإيرانية على الحكم في طهران، تحرك الصدام بين دولة الإمام الفقيه والولايات المتحدة مبكراً. اندفع الشباب الإيراني واحتجز الدبلوماسيين الأميركيين في السفارة الأميركية بطهران، وقام الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر بعملية عسكرية لتحرير الرهائن. فشلت العملية العسكرية الأميركية، لكنها أسست لمرحلة عداء، تنتج وقودها دون توقف، رغم تغير القيادات في كلا البلدين. النظام الإيراني تبنى مبكراً مشروعاً ثورياً عابراً لحدود بلاده يتحرك بعجلات دينية طائفية مسلحة بالمال والآيديولوجيا المجنزرة.

قفزات إيرانية هزَّت منطقة الشرق الأوسط وحركت ارتداداتها الهواجس والمخاوف الدولية.انطلقت الثورة الإيرانية بقوة إلى خارج حدود بلادها، واخترقت دولاً في المنطقة العربية ونجحت في تأسيس مكونات عسكرية في 4 دول منها، تحولت إلى قوى سياسية متحكمة في بلدانها، ولم تُخفِ تبعيتها وولاءها لطهران. قفزة موازية قامت بها إيران، وهي شروعها في امتلاك أسلحة غيّرت التوازن العسكري في المنطقة كلها، الصواريخ والطائرات المسيرة والترسانة البحرية العسكرية التي تتحرك في الخليج العربي مهددة الملاحة الدولية. المشروع النووي الإيراني كان الانفجار السياسي والأمني الذي حرّك الدوائر السياسية الإقليمية والدولية. فرضت الولايات المتحدة، وبدعم من مجلس الأمن الدولي، عقوبات مالية ثقيلة على إيران، تجاوزت 1600 عقوبة، وغرقت إيران في ضائقة مالية خانقة دفع ثمنها الشعب الإيراني. الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن، ومعها الاتحاد الأوروبي وألمانيا، عقدت سلسلة من الاجتماعات في فيينا، ومعها إيران. المفارقة الغريبة هي غياب الجانب العربي عن هذا المحفل العالمي الذي يعمل لإيجاد حل لمعضلة تهدد السلم والأمن الدوليين كما يقولون، لكن الطرف الذي يطاله التهديد الإيراني بشكل مباشر هو الخريطة العربية، بل فعل فعله فيها، وما زال يتحرك ويتمدد، ويدفع ملايين من العرب في العراق وسوريا ولبنان واليمن ثمنه جوعاً ونزوحاً وهجرة ودماً وتقسيماً وتغييراً في النسيج الاجتماعي.

تنادَى الأقوياء إلى فيينا، بمن فيهم ألمانيا، الدولة غير العضو الدائم مجلس الأمن الدولي.الغائب الأكبر هو ممثل العرب، الذين يدفعون ثمن الحاضر والقادم من مجال الفعل والتهديد الإيراني. في الجولة النمساوية السابعة، تجثم على مائدة المفاوضات الساخنة معطيات جديدة، تجعل منها معركة غير باردة، وكل طرف تحركه مصالحه وهواجسه ومخاوفه. إيران أرسلت وفداً مالياً وليس نووياً أو صاروخياً، هدفها الأساسي هو فكّ قيود العقوبات الأميركية التي أنقضت ظهرها، وترفع ورقة السلاح النووي في وجه الوفد الأميركي الذي لا يجلس مع المفاوضين على الطاولة ذاتها، وتراجع أميركا عن اتفاق سنة 2015 الذي وقّعته إدارة أوباما مع إيران وألغاه الرئيس السابق دونالد ترمب. الصين وروسيا لهما مصالح تجارية كبيرة في إيران، لكن العقوبات الأميركية عليها تطال كل من يقترب من أسواقها، ولهما حساباتهما السياسية والأمنية الخاصة مع الولايات المتحدة الأميركية، وإن أبدت كل من الصين وروسيا شيئاً من التعاطف مع إيران، فإن ذلك لا يعني تأييداً لها، قدر ما هو نفور من السياسات الأميركية في المنطقة. الأطراف الأوروبية الثلاثة، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، بينها ما يجمع وما يفرق مواقفهم في جوانب تجارية وأمنية وعسكرية أيضاً. إسرائيل هي الغائب الحاضر في فيينا، ولها على مائدة المفاوضات من يتحدث باسمها، ويعبر عن تخوفها وتهديداتها التي تعلنها إيران بأصوات قادتها السياسيين والعسكريين. وشعار «الموت لإسرائيل» الذي يرتفع في إيران تستعمله وسائل الإعلام الإسرائيلية وجماعات الضغط المؤيدة لها في أميركا وأوروبا مادةً للتعبئة ضد مشروعها النووي. الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصاعد شكواها وانتقادها للنشاطات النووية الإيرانية ورفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستوى عالٍ والتوسع في تشغيل منظومة الطرد المركزي المتطورة، والتضييق على مفتشي الوكالة بما يخالف قواعد البروتوكول الإضافي الذي وافقت عليه إيران. الملف الإيراني أضيفت إليه أوراق كثيرة لم تكن في ذلك الذي جرى الاتفاق عليه بينها وبين الولايات المتحدة سنة 2015؛ حيث جرى في مفاوضات الجولة السابعة في فيينا طرح موضوع الصواريخ الإيرانية والتمدد الطائفي المسلح في عدد من الدول العربية.

غياب الصوت العربي في فيينا يشكل ثقباً كبيراً في جدار الأمن العربي، وخاصة البلدان التي تعاني من التدخل الإيراني الذي ألحق أضراراً كارثية بعدد منها، حيث تصرُّ إيران على مواصلة مشروعها التوسعي المسلح بالمال والآيديولوجيا الطائفية والطائرات المسيرة والصواريخ التي تدفع بها من دون توقف إلى الميليشيات العميلة لها. العرب هم الأكثر تضرراً من المشروع الإيراني، ممن يجلسون حول مائدة المفاوضات النمساوية. الملف العربي الغائب تملؤه أسئلة عن الحاضر والقادم، وفيه نواقيس تهدد وجود كيانات عربية كثيرة.
المشروع الإيراني في المنطقة له أهداف أوسع من قضية أسلحة الدمار الشامل الإيرانية التي تشكل الهاجس لأميركا ومن معها، فما موقف القوى الكبرى تجاه هذا المشروع الكبير والخطير؟ هل إذا تم التوصل إلى اتفاق مع إيران ورفع عنها الحظر المالي أو جزء منه، تنفض ليالي الأنس السياسي في فيينا، ويبقى الذراع الإيراني يفعل ما يريد في المنطقة العربية موظّفاً أمواله التي ستعود إلى خزائنه ليمول بها مشروعه الكبير في أرض العرب؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسئلة عربية غائبة في محفل فيينا أسئلة عربية غائبة في محفل فيينا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير
المغرب اليوم - نيللي كريم ترد على شائعات ارتباطها بحارس مرمى شهير

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib