وقف الخلقُ ينظرون جميعاً إلى مصر
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

وقف الخلقُ ينظرون جميعاً إلى مصر

المغرب اليوم -

وقف الخلقُ ينظرون جميعاً إلى مصر

عبد الرحمن شلقم
بقلم : عبد الرحمن شلقم

اليوم الأول من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) هذا العام، كانَ إضافةً إلى لون الدهر المصري، بل الإنساني. مصرُ شدَّتِ الخلقَ يوماً كاملاً. حضر قادةٌ من مختلف أنحاء العالم إلى القاهرة، ليشهدوا حدثاً إنسانياً كبيراً. وخصصت وسائلُ الإعلام العالمية المختلفة، مساحات كبيرة لتغطية حفل افتتاح المتحف المصري الكبير بالقاهرة. هناك تجلَّى الزمن مجسداً في ساحة بهية، تزفُّ يومها إلى هامات الأهرامات، الشاهدات على دهر في صيرورته الممتدة. 57 ألف قطعة أثرية تعددت أحجامها وأعمارها، جمعتها مساحة المتحف المصري التي تقدر بمائة ألف متر مربع. التكلفة المالية لبناء المتحف الكبير بلغت ملياري دولار. كيان تاريخي إنساني يُضاف إلى الأهرامات الثلاثة وأبو سمبل والكرنك. عجائب تلتقي في عجيب. واجهة المتحف تتكون من سبعة أهرامات. الملك رمسيس الثاني يستقبل الزائرين بقامته العالية الباذخة، كل ما فيه ينطق في صمت، تلفه زخرفة مسكونة بجمال القوة التي لا تطولها أظافر الدهر. تمثال الملك العملاق الذي يبلغ ارتفاعه أحد عشر متراً ووزنه 85 طناً. تتعامد عليه الشمس مرتين سنوياً، الأولى يوم ميلاده والأخرى يوم توليه الحكم. رافقته الأساطير زمن حكمه، ولم تغب عنه المفاجآت وهو مجسد في تمثاله الحجري الضخم. من اكتشاف تمثاله إلى نقله إلى القاهرة، ورفعه بميدان باب الحديد، الذي اُعطي اسمه، إلى حين نُقل في موكب مهيب إلى مشروع المتحف الكبير بعملية حسابية هندسية دقيقة؛ حفاظاً عليه من التصدع لضخامته. عاشت القاهرة مع القامة الأسطورية الضخمة في تنقلاتها. العجائب لا تفارق الملك رمسيس الثاني. نُقلت مومياؤه إلى فرنسا للعلاج، ومعه جواز سفره، حيث اُستقبل استقبال الملوك. في افتتاح المتحف الكبير وقف بهامته الصخرية العالية في مقدمة استقبال زائري المتحف الكبير بمن فيهم من الملوك والرؤساء والوزراء وخلفه ابنه ريمن بتاح. لم يغب سرابيس المعبود اليوناني عن المتحف.

توت غنخ آمون الأيقونة الأسطورية الأخرى للدهر الفرعوني المصري المذهل كانت له قاعة كبيرة مساحتها 7500 متر في المتحف المصري الكبير. عُرضت فيها كل مقتنياته التي ضمَّت 5000 قطعة تقريباً، وهي تُعرَض كاملة للمرة الأولى، بما فيها الأواني والتوابيت والنعال والعجلة الحربية وقناعه الآسر للقلوب والعقول. الأسطورة المجسدة لصيرورة سلطة حكمت بقوة ذهبية قارعت عاديات الزمن الطويل. شغل توت عنخ آمون الدارسين لعلم المصريات ردحاً من الزمن دون توقف، وكلما اقتربوا من تفكيك سر ما ركب أو لبس، تداعت أسئلة عن التقنية السحرية لفن الرسم العجيب الذي هندس الوجه الذهبي للفرعون الذي قارع القرون. الخطوط المستطيلة والمستديرة، حيث صارت الألوان الصفراء والزرقاء والبيضاء معزوفة وجود تحتفي بالأسرار المركبة للقوة والهيبة والجمال. هل امتلك الفراعنة سر كيمياء الخلود، بكل ما فيها من تقنيات تقارع ضربات الفناء، على الأقل التصويري والتجسيدي؟ حول آمون تحلق وتمدد الذهب الذي كان يحيا حوله وبه. كراسي العرش والعجلات المذهبة، وتابوت وزنه 110 كيلوغرامات من الذهب، وقناع موميائه يزن 10 كيلوغرامات من الذهب، وكل أحذيته الكثيرة مذهبة. هناك من قدَّر ما في مقبرة توت عنخ آمون من الذهب بربع طن. المسلات المصرية التي توزعت في مصر واعتلت وسط مدن كثيرة في العالم، عبَّرت عن حضور الحضارة الفرعونية في دنيا العالم.

شهد العالم قديماً حضارات سادت ثم بادت وزالت. التهمتها السنون وكسرها صراع البشر، لكن الحضارة المصرية العملاقة، التي حملت في صلابة صخورها وعظمة أسرار ذهبها، وأساطير ملوكها، أبدعت مساراتها السحرية للخلود.

في يومنا هذا يعيش العالم تقنيات تتجدد وتتوالد كل ساعة. طائرات وأقمار فضائية، ووسائل اتصالات لها في كل يوم جيل جديد، وتقنية الذكاء الاصطناعي التي تعيد الميتين إلى الشاشات، وتجعل من الأكاذيب حقائق تتلاعب بالعقول. كل ذلك لم يستطع ليّ أعناق ما أبدعه راحلون منذ آلاف السنين على ضفاف نهر مصر وامتداد صحرائها. في المتحف المصري الكبير، نطق ما كان وإن صمت. الصخر يقول والذهب يعبر والسلطة لها جمالها الذي يحدو قوتها. المتحف المصري الكبير مساحة النواقيس الإنسانية الرائعة. تقول للمليارات من البشر الذين يعيشون اليوم فوق الكرة الأرضية، لقد كان فوق هذه الكرة بشر عاشوا وطوَّعوا الحجر، وزخرفوا حياتهم بزينة الذهب، وهاموا في حلم الخلود. رحلوا بقوة الزمن، وبقوا بقوة ما صنعوا.

مصر في اليوم الأول من شهر نوفمبر نظر إليها الخلق مجسَّدة في متحفها الكبير، وكما قال شاعرها حافظ إبراهيم:

وقف الخلقُ ينظرون جميعاً

كيف أبني قواعد المجد وحدي

وبناةُ الأهرام في سالف الدهرِ

كفوني الكلام عند التحدي

إن مجدي في الأوليات عريقُ

من له مثلُ أولياتي ومجدي

وكما قال أمير الشعراء أحمد شوقي:

فابنوا على أسس الزمان وروحه

ركنَ الحضارة باذخاً وسديداً

وقف الخلق مباشرة في المتحف الكبير، أمام الدهر المصري التليد، وهفا البعيد عبر وسائل الإعلام إلى الدهر، الذي قالته مصر إلى الخلق الذين نظروا إليها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقف الخلقُ ينظرون جميعاً إلى مصر وقف الخلقُ ينظرون جميعاً إلى مصر



GMT 16:43 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاعاً عن النفس

GMT 16:40 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا... إرهاب وسياحة

GMT 16:37 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ممداني... و«سنونو» نيويورك!

GMT 16:34 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب وزهران... ما «أمداك» وما «أمداني»

GMT 16:31 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الحليب والسلوى

GMT 16:26 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

مقعد آل كينيدي!

GMT 15:18 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

المكان والأرشيف في حياة السينما!!

GMT 15:12 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

فاطمة لم تكن وحدها

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib