ثلاث جبهات عربية يترنح فيها محور العمالة الإيرانية

ثلاث جبهات عربية يترنح فيها محور العمالة الإيرانية

المغرب اليوم -

ثلاث جبهات عربية يترنح فيها محور العمالة الإيرانية

سوسن الشاعر
بقلم : سوسن الشاعر

تبدو الاصطفافات بين محور القومية العربية، ومحور العمالة العربية الإيرانية أكثر حدة هذه الأيام، بعد أن نجحت الجبهات الثلاث في تنحية الخلافات البينية الطائفية منها والمناطقية والتوحد في مواجهة إيران وعملائها، بحيث اضطر فيها محور العمالة الإيرانية إلى استخدام حتى الأوراق الخاسرة في محاولة للتصدي للخسائر التي يمنى بها هذا المحور على أكثر من جبهة.
ففي العراق ترتفع نبرة صوت محور العمالة الإيرانية العراقية صراخاً وتهديداً بحرق البلد واستدام السلاح اعتراضاً على نتائج الانتخابات التي جعلت محورها الإيراني ينحصر في سبعة مقاعد، مقابل 200 مقعد لمحور القومية العربية العراقية ممثلاً في تنسيق بين الكتل التي تعترض على الوجود الإيراني شيعية وسنية، وفي صراخها واعتراضها على تعيين الكاظمي رئيساً تريد كتلة الصدر أن تختاره للحكومة، لقد فرزت الانتخابات وتشكيل الحكومة الأصوات العراقية بين هذين الفسطاطين، لا بين شيعة وسنّة للمرة الأولى منذ ما يقارب العقدين من الزمان، وهذا بحد ذاته انتصار لا بد أن يُدعم عربياً بكل قوة، فهي المرة الأولى التي تحدث فيها هذه الوحدة القومية وتدحر النزاعات الطائفية جانباً لمواجهة محور العمالة الإيرانية التي سيطر فيها على البلاد طوال هذه الفترة وعاث فيها فساداً.
في الجبهة اليمنية تتوحد الجبهة اليمنية العربية القومية شمالاً وجنوباً وتنحي جانباً خلافاتها البينية لمواجهة محور العمالة الإيرانية، وهذا ما لم يحدث طوال السنوات الأخيرة، حيث نجحت إيران في تجييش الانقسامات بين الجبهتين لتنفرد هي في الساحة عسكرياً اعتماداً على هذه الفرقة، إنما أثبتت المعارك على الأرض كيف هي تسير لصالح القومية العربية والتحالف في مواجهة العمالة الإيرانية إن هي توحدت ونحّت هذه الخلافات جانباً؛ لذلك هرع وزير الخارجية الإيراني لقطر وعمان طلباً لوقف القتال والجلوس على طاولة المفاوضات، بعد أن كان يرفضها لسنوات، ويحث عميله الإيراني على الاستمرار بالتعنت ويعمل على سكب الزيت على النار، في حين يقسم الشعب اليمني ويبني الحواجز بين الأطراف، فإذ بالمعادلة تنقلب رأساً على عقب لمجرد تنحية الخلافات جانباً، والتوحد في مواجهة هذا المحور العميل.
في لبنان انعزال ما يسمى «حزب الله» سياسياً في الداخل اللبناني بدا واضحاً وبشكل فعلي اضطر هذا حلفاءه من التيار العوني إلى الابتعاد عنه خطوة للوراء وانتقاده علناً للحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه الذي سكبه حسن نصر الله من دون أدنى اعتبار للوعود التي أعطاها هذا التيار للبنانيين وللخليجيين بتهدئة الأجواء، ومنح الفرصة للبنان أن يلتقط أنفاسه، ومنح فرصة للوسطاء أن يعملوا على توحيد الجبهة الداخلية وعودة العلاقات العربية اللبنانية إلى سابق عهدها، فإذ بحسن نصر الله يقطع هذه الطريق بقرار منفرد متخذاً من مناسبة مقتل قاسم سليماني ذريعة ليقطع الطريق على ما تبقى من فرص، ويلحقها بندوة تقام في الضاحية الجنوبية تأبيناً للذكرى السابعة لإعدام نمر النمر، كال فيها الهجوم على المملكة العربية السعودية، محاولاً توظيف العنصر الطائفي لإنعاش محور العمالة الإيرانية؛ مما زاد من عزلته لبنانياً، وأصبح يغرد وحيداً حتى حليفه عجز عن اسكاته أو على الأقل مجاراته كما كان يحدث في السابق، فالوضع اللبناني الداخلي ما عاد يحتمل أياً من تلك الألاعيب العبثية التي لا يعنيها سوى المصلحة والأجندة الإيرانية.
التحدي الذي نواجهه الآن هو كيف نقطع الطريق على أي اختراقات لهذه المتغيرات الإيجابية على الجبهات العربية ممكن أن تعيدها للمربع الأول، كيف نحمي تماسك هذه الجبهات التي تحاول أن تعيد ترتيب صفوفها للمرة الأولى منذ سنوات، ذلك يحتاج إلى عمل دبلوماسي داخل تلك الجبهات الثلاث مساند وقريب لا يترك فرصة لهدم ما تحقق من إنجازات، يرافقه تفعيل كل أوراق الضغط دبلوماسية أجنبية أو حتى عربية - مع الأسف - لمنع أي تدخلات تمنح محور العمالة الإيرانية، فرصة التقاط الأنفاس وإعادة التموضع من جديد.
فلا اتفاقية «فيينا» ولا أي اتفاق غربي إيراني ممكن أن يحقق لنا تقدماً ويصد التمدد الإيراني، كما فعلت الإنجازات التي تحققت بتوحد الجبهات القومية العربية في الدول الثلاث المحتلة من إيران، لبنان واليمن والعراق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاث جبهات عربية يترنح فيها محور العمالة الإيرانية ثلاث جبهات عربية يترنح فيها محور العمالة الإيرانية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 21:54 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

زيلينسكي يعلن موقفه من هدنة "عيد الفصح"
المغرب اليوم - زيلينسكي يعلن موقفه من هدنة

GMT 23:53 2020 الأحد ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعب الأهلي المصري وليد سليمان يعلن إصابته بكورونا

GMT 06:34 2018 الأحد ,03 حزيران / يونيو

النجم علي الديك يكشف عن "ديو" جديد مع ليال عبود

GMT 02:20 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

الدكالي يكشف إستراتيجية مكافحة الأدوية المزيفة

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,10 كانون الثاني / يناير

مي حريري تكشف تفاصيل نجاتها من واقعة احتراق شعرها

GMT 04:04 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

الفيلم السعودي 300 كم ينافس في مهرجان طنجة الدولي

GMT 06:00 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار جديدة لاستخدام القوارير الزجاجية في ديكور منزلك

GMT 02:38 2017 الخميس ,26 كانون الثاني / يناير

زيادة طفيفة في التأييد العام للسيدة الأولى ميلانيا ترامب

GMT 14:00 2023 السبت ,25 آذار/ مارس

عائشة بن أحمد بإطلالات مميزة وأنيقة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib