الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح
مقتل ماهر فلحوط بعد اعتقاله من قبل مجموعة الحرس الوطني في السويداء خبراء الاتحاد الأوروبي يصلون برشلونة لمتابعة تفشّي حمى الخنازير الأفريقية الجيش الإسرائيلي يتهم الوحدة 121 التابعة لحزب الله باغتيال ضابطين صحفيين في بيروت قصف إسرائيلي يستهدف خان يونس واستشهاد المصور الفلسطيني محمد عصام وادي وبإصابة الصحفي محمد عبد الفتاح اصيلح مقتل الشيخ رائد المتني يشعل التوتر في محافظة السويداء بعد يومين من اعتقاله على يد ما يسمى بـ"الحرس الوطني" بوتين يمنح المذيعة تينا كانديلاكي والفنانة ناديجدا بابكينا أوسمة رفيعة المستوى وألقاباً وطنية تقديراً لإنجازاتهما في مجالي الفن والإعلام الولايات المتحدة تطلب من سلطات الطيران الفنزويلية استئناف رحلات الطيران للمهاجرين وفاة أكبر معمّرة فى روسيا والخامسة عالميا عن عمر ناهز 115 عاما قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم محيط عدة مستشفيات بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية حصيلة ضحايا فيضانات سريلانكا ترتفع إلى 410 قتلى ومئات المفقودين
أخر الأخبار

الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح

المغرب اليوم -

الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح

سوسن الشاعر
بقلم : سوسن الشاعر

الشراكة الأميركية البريطانية تتجلى أقوى صورها في وحدة استراتيجيتهما تجاه الدول التي ترتبط مصالحهما فيها، فتحالفهما في الموقف تجاه العراق مثلاً هو ذاته تجاه أوكرانيا، وقواتهما العسكرية وإمكاناتهما دائماً مسخّرة لخدمة تلك الاستراتيجية المتطابقة، وكذلك تسخر القوى الناعمة التابعة للدولتين...
                 

ومقارنةً بين تصريح سيناتور أميركي وتلميح فيلم بريطاني تعرّفنا حقيقة ذلك التحالف وواقعه، والفارق بين ما تروجه قواها الناعمة وما تقوم به قواتها على الأرض، وأيهما (التصريح أم التلميح) أصدق في ترجمة تلك الاستراتيجية الأنجلوسكسونية تجاه الخسائر البشرية التي تعترض أهدافهما أثناء قواعد الاشتباك في المعارك العسكرية، وفي تقديرها للأرواح البشرية حين تتقاطع مع مصالحها الأمنية.

التصريح كالتالي:

«لقد قضينا على نصف الجيش الروسي مقابل أموالنا التي دعمنا أوكرانيا بها، والتي تعادل 3 في المائة فقط من ميزانيتنا العسكرية، ولم نخسر جندياً أميركياً واحداً... من هذا المنظور، فهذه صفقة جيدة جداً»... السيناتور الأميركي ريتشارد بلومنتال هو قائل هذه العبارة.

بغضّ النظر عن صحة الأرقام والنسب، أي بغض النظر عن تقليل حجم الدعم الأميركي لأوكرانيا وتضخيم خسائر الجيش الروسي، فإن الرسالة الواضحة المستخلَصة من السيناتور الأميركي ليست أن أميركا تحارب في أوكرانيا؛ فالكل يعلم أن الولايات المتحدة الأميركية هي التي تحارب روسيا وتهدف إلى إضعاف جيشها. إنما الرسالة الأوضح من هذا التصريح هي أنه لا أهمية تُذكر لأوكرانيا، لا كدولة ولا كشعب، لدرجة أنه لم يكلف نفسه حتى باحتساب خسائرها البشرية، لا خسائر أرواحها ولا كلفة الخسائر المادية لها... لم يكلف نفسه بوضعها حتى ضمن المعادلة. إنه تصريح يفتقد الحس الإنساني بجدارة، ويصور حرباً راح فيها عشرات الآلاف، إن لم يكن مئات الآلاف من البشر لهم أسر تبكيهم «بالصفقة»، كما سماها، فأميركا تدفع مالاً، وروسيا تخسر جيشاً. أما أوكرانيا وشعبها فليسوا سوى وكلاء وحطب وقود لا يهم حتى لو قضي على جيشها بأكمله وتدمرت وخسرت جزءاً من أراضيها. المهم في الأمر هو احتساب خسائر الروس، ليس هناك أوضح من هذا الاعتراف الصريح للاستراتيجية الأنجلوسكسونية بشكل عام والأميركية بشكل خاص بقواعد الاشتباك.

فالخسائر الأوكرانية البشرية لا تُحصى، ولا يعرف السيناتور عددها، إنما حين يضعون هدفاً يخص مصالحهم، فالأرواح البشرية التي تسقط أثناء أداء المهمة أياً كان عددها ما هم سوى خسائر مشروعة هامشية جانبية أثناء الاشتباك، بل إنه يفاخر بأنهم لم يخسروا جندياً أميركياً واحداً. المهم تحقيق الهدف... يا لها من صفقة!!

نأتي للتلميح ورسم صورة ملائكية عن قواعد الاشتباك التي يروج لها فيلم بريطاني اسمه «عيون في السماء».

الفيلم كله يدور حول إرهابي (مسلم طبعاً) مستهدَف من القوات البريطانية في جنوب أفريقيا، ويُلاحق منذ ست سنوات، وحين عثروا عليه وقرروا استهدافه بصاروخ يُطلق عن بُعد عن طريق الطائرات المسيرة، يكتشفون أن فتاة أفريقية مسلمة صغيرة تبيع الخبز موجودة بجانب المنزل الذي ينوون تفجيره، والذي بداخله هذا الإرهابي!!

يدور الفيلم حول استراتيجيتهم (الإنسانية المرهفة) التي بسببها كادت تُلغى العملية، لمجرد أن تلك الفتاة الصغيرة معرَّضة للخطر، ومحاولتهم المستميتة، وبكائهم وتأثرهم لإبعادها عن موقع الهدف؛ بإرسال عميل لهم ليشتري كل الخبز، من أجل أن تترك الفتاة الموقع ليتمكنوا من إطلاق الصاروخ.

الحبكة الدرامية رائعة وتحبس الأنفاس، والإخراج لجافين هوود، والموسيقى والتصوير، وطبعاً التمثيل لهيلين ميرن أكثر من رائع، إنما الرسالة كانت أن الأرواح البشرية، وإن كانت فتاة واحدة سمراء، لها قيمة وتعني لهم الكثير، حتى لو كان الثمن خسارتهم لصيد ثمين صرفوا كثيراً من أجل العثور عليه.

إعادة قراءة تصريح السيناتور الأميركي تذكر أن مئات الآلاف من الأرواح البشرية لا تدخل في الحسبة ولا تُعد من الخسائر، كما روج فيلم «Eye in the Sky».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح الحقيقة المخفية بين التصريح والتلميح



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:37 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

البابا من بيروت يدعو إلى لبنان موحد ونزع السلاح من القلوب
المغرب اليوم - البابا من بيروت يدعو إلى لبنان موحد ونزع السلاح من القلوب

GMT 18:39 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بوتين يستفيد من أوراق قوة متزايدة أمام خطة السلام الأميركية
المغرب اليوم - بوتين يستفيد من أوراق قوة متزايدة أمام خطة السلام الأميركية

GMT 00:17 2025 الأربعاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يحذر أي دولة تهرب المخدرات إلى أميركا من التعرض للهجوم
المغرب اليوم - ترامب يحذر أي دولة تهرب المخدرات إلى أميركا من التعرض للهجوم

GMT 23:00 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

علامات تشير إلى أن التوتر لديك أعلى مما تتوقع
المغرب اليوم - علامات تشير إلى أن التوتر لديك أعلى مما تتوقع

GMT 01:58 2025 الأربعاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

قبل أروى جودة فنانات مصريات تزوجن من أجانب
المغرب اليوم - قبل أروى جودة فنانات مصريات تزوجن من أجانب

GMT 17:24 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

رفض إيرانيات ارتداء الحجاب يثير جدلاً في البرلمان والقضاء
المغرب اليوم - رفض إيرانيات ارتداء الحجاب يثير جدلاً في البرلمان والقضاء

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 03:10 2017 الإثنين ,13 شباط / فبراير

ياسر جلال يبدأ تصوير مسلسله الجديد "لعبة الصمت"

GMT 16:48 2014 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رحلة فاخرة تعبر بك أغوار القطب الجنوبيّ

GMT 13:51 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

تسريحات للشعر الخفيف تمنحه حجمًا كثيفًاً

GMT 01:05 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مُحتجّة عارية الصدر تركض نحو موكب الرئيس الأميركي في باريس

GMT 09:25 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

مواصفات "نيسان ليف" السيارة الكهربائية الأكثر مبيعًا

GMT 07:35 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

المتحف البريطاني يرمم جمجمة عُثر عليها في أريحا عام 1953

GMT 00:10 2016 الخميس ,24 آذار/ مارس

علاج القولون العصبي الأكثر فاعلية

GMT 05:53 2025 الأربعاء ,03 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج​ اليوم الأربعاء 03 سبتمبر/ أيلول 2025
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib