الجمهورية الإسلامية الإيرانية

الجمهورية الإسلامية الإيرانية!؟

المغرب اليوم -

الجمهورية الإسلامية الإيرانية

سوسن الشاعر
بقلم : سوسن الشاعر

كم من الهالات والنور المقدس اللذيْن نضعهما بأنفسنا على مرجعياتنا الدينية والسياسية، وحتى الفنية والرياضية، يعتمان الأضواء على الحقيقة! إلى المهووسين بالهالة (الإسلامية) لجمهورية إيران، ضع كل ما تقوله الخطب الدينية لملالي نظامهم ضد إسرائيل في كفة، ثم ضع الواقع والحقائق الفعلية في كفة ثانية وقارن؛ هل خامنئي ملتزم بشعاراته كما هو خطابه؟ وهل الخميني قبله جعل من معادة إسرائيل ثابتاً دينياً لا يتغير؟ شعارات كـ«الموت لإسرائيل»، «يوم القدس»، «تحرير القدس»، اتهام الحكام العرب بخضوعهم لحكام إسرائيل، «الخيانة»، «ضد التطبيع» إلخ... كل ما كنت تسمعه وإلى الآن ويحرك مشاعر الشباب العربي المتدين من مقلدي الخميني أو خامنئي، ويهيمون غراماً به الذي تهمُّه القدس وفلسطين، والقائد الوحيد المهدد لإسرائيل، ويخرجون في مسيرات يهتفون ضد إسرائيل، ثم تعال انظر للأحداث كيف كانت تسير، إن كانت تتفق أو عكس الخطاب تماماً. أدعو هؤلاء الشباب الذين يظهر منهم ذلك الإخلاص الديني لمرجعيتهم إلى أن يضعوا كل ذلك في كفة، ويقرأوا كتاباً صدر قبل عدة سنوات «لجاك سترو» وزير خارجية بريطانيا الأسبق، عنوانه «صنيعة بريطانيا» صدر عام 2019 في كفة ثانية، ويؤسفنا أن نحيلهم على كتاب صدر قبل 4 سنوات، فالعديد منهم لا يقرأون ولا يتابعون بسبب تلك الهالة النورانية التي أضفوها عليهم بأنفسهم. نود لفت انتباههم لهذا الكتاب؛ علَّهم يبدأون في طرح أسئلة كانت وما زالت مشروعة تتعلق بتلك الثوابت لمرجعيتهم. هل فعلاً ما يرسم العلاقة بين إيران وإسرائيل ويحدد معالمها عامل ديني ثابت لا يتبدل؟ هل خامنئي - ومن قبله الخميني - يضع التعاليم الدينية الإسلامية الثابتة مقياساً للقطيعة مع إسرائيل؟ أم أن الأمر خاضع للمصلحة السياسية الصرفة للدولة الإيرانية الحاضرة؟ يكشف ذلك الكتاب، من خلال وثائق ومعلومات موثقة من كواليس الحكومة البريطانية، العلاقة الحميمة التي كانت بين الخميني وإسرائيل أثناء الحرب العراقية الإيرانية، وحجم التعاون الثنائي بينهما في حياة الخميني، بل بين إيران وأميركا في عهد ريغان، وبين بريطانيا وإيران، كيف تعاون هؤلاء جميعاً دون اعتبار لأي ثابت ديني. إسرائيل كانت الدولة رقم أربعة في تسليح إيران من بعد الصين وكوريا الشمالية وليبيا، وفقاً لذلك الكتاب وبالوثائق، وبلغت تكلفة الصفقات بين الدولتين (إسرائيل وإيران) ملياريْ دولار عام 1982. يقول سترو في كتابه: إن دينيس هول، وزير خارجية الظل في بريطانيا، التقى أرئيل شارون في ذلك العام، وحاول ثنيه عن مساعدة إيران، ولكن ذلك لم يُجْدِ؛ إذ بلغ التعاون والتنسيق درجات لم يكن من السهل التراجع عنها؛ فقد قدمت إيران معلومات وثيقة لإسرائيل عن المفاعل النووي العراقي، وساهمت بالضربة التي وجهتها إسرائيل له. بل إن الخميني عقد صفقة مع إسرائيل لنقل اليهود الإيرانيين لإسرائيل، مقابل أسلحة وتسهيل عقد اتفاق مع الولايات المتحدة؛ لشراء صواريخ في وقت ما زالت فيه أزمة الرهائن حية! الأكثر من ذلك، كان هناك إيراني يهودي هو السفير غير المعلن لإسرائيل لدى إيران، وهو الذي كان يسهل عقد هذه الصفقات. وماذا عن بريطانيا التي كانت تدعم العراق علناً؟ يقول سترو: كانت بريطانيا تبيع السلاح لإيران أيضاً في الوقت نفسه! (ما أكثر علامات التعجب!). هكذا إذن تتكشف الحقائق، وتنطفئ الهالة النورانية، ويتبين - لمن يريد أن يفتح بصيرته - أنه لا الإسلام، ولا الدين، يعد عاملاً مؤثراً وله علاقة بتحديد شكل العلاقة مع الآخر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إنما هي المصلحة القومية الإيرانية البحتة، والمحزن أن الحقائق تتكشف بعد أن تكون سنوات الشباب العربي قد ضاعت، وماتت فيها أحلامهم هدراً، ويكون الوقت قد تأخر لتصحيح الخطأ، ويكون الثمن قد دُفع سلفاً من أعمارهم ومن مستقبلهم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجمهورية الإسلامية الإيرانية الجمهورية الإسلامية الإيرانية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 08:42 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

لبعوض يقض مضاجع ساكنة مدن مغربية

GMT 22:51 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية مولدافيا

GMT 15:54 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الشلقاني تفوز بعضوية المكتب التنفيذي لاتحاد البحر المتوسط

GMT 08:48 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "مايكل" يسبب خسائر كبيرة في قاعدة "تيندال" الجوية

GMT 14:41 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

تصرفات عقارات دبي تربح 3.43 مليار درهم في أسبوع

GMT 16:21 2015 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الملفوف " الكرنب" لحالات السمنة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib