غزوة «التوك توك»

غزوة «التوك توك»

المغرب اليوم -

غزوة «التوك توك»

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

مرت على الصين ثلاثة عقود (عجاف)، عندما كانت ترزح تحت جبروت (ماو تسي تونغ) وكتابه الأحمر، وعندما توفي ترك الصين دولة شعبية فقيرة جداً بإمكانيات صناعية متواضعة.
غير أن هناك اثنين هما اللذان جعلا من الصين دولة صناعية خلاقة، الأول هو: (دينغ هسياو بينغ) الذي تولى الحكم عام 1978، وطلب من اللجة المركزية والحزب الشيوعي، الموافقة على التعاقد مع خبير تنمية إدارية واقتصادية عالمي للنهوض بالواقع الاقتصادي المتردي ووافقت اللجنة.
وخاطب الرئيس شخصياً عمادة كلية الإدارة والاقتصاد والسياسة في جامعة أكسفورد البريطانية، الأولى عالمياً في هذا التخصص، وأبلغهم عن رغبة الصين، بالتعاقد مع بروفسور متخصص في التنمية الاقتصادية والإدارية، للعمل مع الحكومة الصينية بصفة مستشار أول، ويدفع له خمسة أضعاف راتبه الحالي مع امتيازات إضافية أخرى.
رفضت جامعة أكسفورد طلبه، لكنه لم ييأس وعاود الكره ثانية وعرض عليهم أن يدفع رواتب الأستاذ للسنة الماضية كلها، ووافقت العمادة ووضعت لوحة إعلانات الجامعة، وتقدم أحدهم ووافق على العرض وذهب للصين، وأمر رئيس وزراء الحكومة الصينية بتنفيذ ما يطلبه منهم الخبير، وأول خطواته كانت التحول التدريجي إلى اقتصاد السوق، وفتح الباب أمام الاستثمارات الأجنبية، وقد حدد الخبير أربع نقاط أساسية هي:
أولاً: العمل من أجل حكومة نظيفة وأمينة ونزيهة. ثانياً: تضييق الفجوة الاقتصادية بين شرق الصين وغربها بتبادل الخبرات بينهما. ثالثاً: العمل على تقليل التضخم بالعملة. رابعاً: قام شخصياً بتدريب الوزراء على الإدارة والقيادة وتعلم الإنجليزية، ونقل الوزراء هذه التجربة إلى موظفي وزاراتهم.
وبعد ثلاث سنوات من بداية عمله، أخذت تجربته الإصلاحية لاقتصاد الصين تظهر للعيان، وبدأ الخبير الإصلاح في المناطق الريفية، وطال الإصلاح قطاع الصناعة الذي به استمرت الصين في انفتاحها الاقتصادي، وساعد الخبير المذكور الصين على الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية.
هل تعلمون من هو ذلك الخبير والرجل الآخر: الذي ساهم في إخراج الصين من نفقها المظلم، وجعلها بهذا التقدم والقوة؟! إنه البروفيسور العراقي (إلياس كوركيس) الأستاذ في جامعة أكسفورد البريطانية، وهو الرجل الثاني الذي ذكرته في أول المقال إلى جانب رئيس الصين.
واليوم يريد بعض زبانية العراق أن تعيش دولتهم وتستمر على إيه؟! على (المحاصصة)، لهذا هاجموا مجلس النواب برتل من (التكاتك)، وكانت النتيجة الاعتداء على من افتتح المجلس ونقلوه على أثرها للمستشفى، وبعدها أعلنوا النصر الذي يندى له الجبين.
لك الله يا عراق، أين كنت وأين صرت؟! – ورحم الله الشاعر (السياب).

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

غزوة «التوك توك» غزوة «التوك توك»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 08:42 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

لبعوض يقض مضاجع ساكنة مدن مغربية

GMT 22:51 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية مولدافيا

GMT 15:54 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الشلقاني تفوز بعضوية المكتب التنفيذي لاتحاد البحر المتوسط

GMT 08:48 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "مايكل" يسبب خسائر كبيرة في قاعدة "تيندال" الجوية

GMT 14:41 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

تصرفات عقارات دبي تربح 3.43 مليار درهم في أسبوع

GMT 16:21 2015 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الملفوف " الكرنب" لحالات السمنة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib