يفعصها فعصاً شديداً

يفعصها فعصاً شديداً

المغرب اليوم -

يفعصها فعصاً شديداً

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

أرجع بكم عشر سنوات تقريباً إلى الوراء، عندما كانت (الصحوة) لا تزال ترفع شعاراتها وأصواتها، خصوصاً ضد فكرة تمكين المرأة من قيادة السيارة.
فكتب عضو مجلس الشورى الدكتور (محمد آل زلفة) مؤيداً سواقة المرأة فتصدى له بعض فرسان الصحوة بأسلوب (حديث معاصر) – أي بواسطة الأغاني الساخرة، مثل أغنية No Woman No Drive التي تسخر من قيادة المرأة للسيارة (على نسق أغنية للمطرب الجامايكي بوب مارلي No Woman No Cry).
ولم يكتفوا بهذه الأغنية الهزلية، ولكن رد الشيخ الفوزان على الدكتور محمد، وإليكم بعض ما قاله:
أولاً: أن منع المرأة من قيادة السيارة، بزعمه، يكلف المجتمع مبالغ مالية تُدفع للسائقين المستقدمين، ونقول له هل خسارة المال أشد من خسارة الأعراض حتى نفتدي خسارة المال بخسارة الأعراض؟!
ثانياً: أنه تلقى تأييداً من عدد كبير من زملائه أعضاء المجلس، ونقول له: العبرة ليست بكثرة المؤيدين.
ثالثاً: ما يسببه السائقون الأجانب بزعمه من كثرة وقوع الحوادث، نقول له: كثرة وقوع الحوادث لا تدفعها قيادة المرأة للسيارة، بل ربما تزيدها أضعافاً لضعف المرأة وشدة خوفها، لا سيما في الأماكن الخطرة التي لا يقوى على مواجهتها إلا أقوياء الرجال.
رابعاً: يقول إن المرأة تقود السيارة في الخارج ولم يتعرض لها بأذى، ونقول له: إن مجتمعنا ولله الحمد مجتمع مسلم يحافظ على حرماته.
خامساً: وصف من يمنع من قيادة المرأة للسيارة بالإرهاب الفكري، ونقول له الإرهاب الفكري هو في الأفكار المخالفة كالسماح للمرأة بالتخلي عن حياتها، فعليك أيها الكاتب أن تراجع نفسك.
ودخل على الخط الشيخ (صالح اللحيدان) الذي قال، لا فض فوه: إن قيادة السيارة تؤثر في حوض المرأة وتجعله مرتداً، ولم يخبرنا هل هذا الارتداد على البارد أم على الساخن؟ وهل من الممكن إصلاحه في ورش سمكرة الحرفيين أم لزاماً على المرأة أن تذهب للوكيل؟! المهم ليس في ارتداد الحوض، ولكن الكارثة، مثلما أكد الشيخ صالح، في أن الحوض عندما يرتد (يتزحلق) متجهاً إلى المبايض، (فيفعصها فعصاً شديداً)، لهذا يولد أطفالهن مصابين بنوع من الخلل (الإكلينيكي) المتفاوت – انتهى.
الواقع إنني أعجبت بمعرفة الشيخ صالح بكلمة (الإكلينيكي) هذه، ولكنني أطمئن المتشددين من المتعصبين، بأن النساء السائقات ولدن أطفالاً أصحاء، ولا تزال مبايضهن (صاغ سليم).
ولي الآن سنوات عدة ولم أتعرض فيها ولله الحمد لأي صدمات أو ملاسنات مع أي امرأة سائقة، بعكس مصادماتي وملاسناتي مع السائقين الرجال كل شهر تقريباً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يفعصها فعصاً شديداً يفعصها فعصاً شديداً



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:24 2025 الإثنين ,19 أيار / مايو

بارما ويشعل الصراع في الدوري الإيطالي

GMT 19:54 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة مياه الشرب تستعرض جهودها لحل مشكلات المحافظة المائية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib