أين أنتم يا دول يا عربية

أين أنتم... يا دول يا عربية؟!

المغرب اليوم -

أين أنتم يا دول يا عربية

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

بنغلاديش حجمها أصغر من حجم دولة تونس، وتعداد سكانها يفوق تعداد سكان الجزائر والعراق والمغرب والسعودية مجتمعين، وفي عام ألفين كان أكثر من نصف سكانها تحت خط الفقر، وأكثر من خمسة وثمانين مليوناً لا يعرفون القراءة أو الكتابة.

وكان نصف سكان البلاد لا تصل إليهم الكهرباء، مع بطالة وأمراض وأوبئة، وكوارث بيئية وطبيعية، وبنية تحتية مدمّرة، واليوم الناتج المحلي الإجمالي لهذه الدولة يفوق الناتج المحلي الإجمالي لقطر والمغرب وتونس ولبنان وموريتانيا مجتمعة، والفقر انخفض بمعدل 30 في المائة، وارتفعت نسبة المتعلمين في البلاد 30 في المائة.

الكهرباء أصبحت تصل لجميع السكان، وتعتبر هي الدولة الثانية عالمياً في تصدير الملابس، التي ربما من المؤكد أيها العربي، أن هناك في منزلك على الأقل قطعة ملابس واحدة صُنعت في هذه الدولة، كل هذا حدث في عشرين عاماً فقط، فكيف حدث ذلك؟

إن كلمة السر تكمن في شخصيتين: شيخة حسين رئيسة الوزراء، والبروفيسور محمد يونس الحاصل على جائزة «نوبل للسلام»، قدم هذان الشخصان أفكاراً مبتكرة وحلولاً مبدعة لأزمات البلاد، وبعد أن كان دخل البلاد لا يزيد على 40 مليار دولار، ومتوسط دخل الفرد لا يزيد على 600 دولار سنوياً، أصبح دخل الدولة الآن لا يقل عن 700 مليار دولار، ومتوسط دخل الفرد يزيد على 6000 دولار سنوياً.

وأول الأفكار التي عملوا عليها ما أطلقوا عليه اسم بنك الفقراء وهو: خمسون مليون قرض لخمسين مليون فقير بلا ضمانات أو فوائد، والهدف فقط توظيف هذه الأموال لخدمة بنغلاديش، الأمر الذي جعل أكثر من ثلاثة أرباع اقتصاد البلاد اليوم في أيدي المؤسسات الصغرى، كما قاموا بتحويل وجهة بنغلاديش إلى الصناعة، إلى جانب الزراعة التي كانت تعتمد عليها البلاد كمصدر أساسي للثروة، وحققوا من خلال ذلك اكتفاء ذاتياً من المنتجات الزراعية، وأضحى القطاع الصناعي اليوم يساهم بنحو 19 في المائة من الناتج المحلي.

كما وجهوا جزءاً كبيراً من ميزانية الدولة للتعليم والتطوير والتكنولوجيا والرقمنة، فبعد أن كانت نسبة الإنفاق على التعليم تساوي 1.9 في المائة فقط من ميزانية الدولة، اليوم تساوي أكثر من 20 في المائة من الميزانية، كما دعمت الدولة حرية الرأي والتعبير، وأعطت مساحة أكبر للمرأة لتكون فاعلة في المجتمع.

إنها تجربة فريدة تقول إن عالمنا العربي الغني بالموارد والعقول قادر على أن يكون أفضل، باعتبار موارده الضخمة، وأن تصبح حياته أرقى وأعظم وأجمل من التي يحياها الآن.

ولكن، ولكن، ولكن: (ايش أقول)؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين أنتم يا دول يا عربية أين أنتم يا دول يا عربية



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

إليسا تتألق بفستان مرصع بالكريستالات وتخطف الأنظار بإطلالات فاخرة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:18 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

قائمة بايرن ميونخ في كأس العالم للأندية 2025

GMT 03:13 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

بوروسيا دورتموند يعلن تعاقده مع جوبي بيلينجهام

GMT 03:07 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

قائمة أتلتيكو مدريد في كأس العالم للأندية 2025

GMT 03:10 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

رد حاسم من ممثلي تير شتيجن حول مستقبله مع برشلونة

GMT 15:07 2020 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

فائدة غير متوقعة لـ"3 قطع شكولاتة شهريا"

GMT 13:07 2023 الأربعاء ,18 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار النفط والأمل معقود على الصين

GMT 19:38 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إعفاء الكاتب العام لرئاسة الحكومة المغربية من منصبه
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib