«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

المغرب اليوم -

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين

مشعل السديري
بقلم : مشعل السديري

لمّا وُلّي عمر بن عبد العزيز وفد إليه الشعراء، وأقاموا ببابه أياماً لا يؤذن لهم، فبينا هم كذلك يوماً وقد أزمعوا عَلَى الرحيل، إذ مرّ بهم رجاء بن حيوة، وكان من خطباء أهل الشام، فلما رآه جرير داخلًا قام إليه وأنشد أبياتاً منها:

يا أيها الرجل المرخي عمامته هذا زمانك فاستأذن لنا عمرا

فدخل ولم يذكر من أمرهم شيئاً، ثم مر بهم عدي بن أرطأة، فقال جرير أبياتاً آخرها قوله:

لا تنس حاجتنا لقيت مغفرة قد طال مكثي عن أهلي وعن موطني

قال: فدخل عدي على عمر، فقال: يا أمير المؤمنين، الشعراء ببابك، وسهامهم مسمومة، وأقوالهم نافذة، قال: ويحك يا عدي، ما لي وللشعراء؟! قال: أعز اللَّه أمير المؤمنين إن رسول الله قد امتُدح وأعطى، ولك في رسول الله أسوة، فقال: كيف؟

قال: امتدحه العباس السلمي، فأعطاه حُلة قطع بها لسانه، قال: أفتروي من قوله شيئًا؟ قال: نعم، فأنشدهُ من أبيات:

رأيتك يا خير البرية كلها نشرت كتاباً جاء بالحق معلما

شرعت لنا دين الهدى بعد جورنا عن الحق لما أصبح الحق مظلما

ونورت بالبرهان أمراً مدنساً وأطفأت بالإسلام ناراً تضرما

فقال: ويلك يا عدي، من بالباب منهم؟ قال: عمر بن أبي ربيعة، قال: أوليس هو الذي يقول:

ثم نبهتها فمدت كعاباً طفلة ما تبين رجع الكلام

ساعة ثم إنها لي قالت ويلتى قد عجلت يا ابن الكرام

فلو كان عدو الله إذ فجر كتم على نفسه لكان أستر له: لا يدخل عليّ والله أبداً، فمن بالباب سواه؟ قال: الفرزدق، فرد عليه: أليس هو الذي يقول:

هما دلتاني من ثمانين قامة كما انقض باز أقتم الريش كاسره

لا يدخل علي والله أبداً، فمن سواه منهم؟ قال: جرير، فرد عليه بنفس الأسلوب: أليس هو القائل:

طرقتك صائدة القلوب وليس ذا وقت الزيارة فارجعي بسلام

فإن كان ولا بد فهو الذي يدخل، فلما مثل بين يديه قال: يا جرير، اتق الله ولا تقل إلا حقاً، فأنشد قصيدته الرائية المشهورة التي منها:

إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا من الخليفة ما ترجو من المطر

جاء الخلافة أو كنت له قدراً كما أتى موسى على قدر

هذي الأرامل قد قضيت حاجتها فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر

الخير ما دمت حياً لا يفارقنا بوركت يا عمر الخيرات من عمر

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين «وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم
المغرب اليوم - 39 شهيدا منذ الفجر وتجدد القصف الجوي والمدفعي على غزة

GMT 02:12 2025 الثلاثاء ,16 أيلول / سبتمبر

ريهام سعيد تعاني أزمة نفسية جراء التنمر
المغرب اليوم - ريهام سعيد تعاني أزمة نفسية جراء التنمر

GMT 17:54 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 19:54 2018 السبت ,17 آذار/ مارس

الحجاب: فريضة أم أيديولوجية سياسية؟

GMT 09:32 2021 الأربعاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

"فيفا" يوصي بمتابعة اللاعب أشرف بنشرقي في "كأس العرب"

GMT 00:15 2020 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

شركة صينية تكشف عن أول طرازاتها للسيارات الطائرة

GMT 03:22 2019 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

الألوان الجريئة تحتل قمة اختيارات ديكورات المنازل في 2019

GMT 17:07 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

رجل يصوّر زوجته عارية داخل فندق ويُهددها بنشر الفيديو

GMT 08:22 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

"إيتا" الباسكية تنهي حقبة الدماء في إسبانيا

GMT 10:14 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

5 ميزات جديدة في تطبيق "واتساب" لمُستخدمي الأندرويد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib