وهم «حماس»

وهم «حماس»

المغرب اليوم -

وهم «حماس»

طارق الحميد
بقلم - طارق الحميد

طفا «الصراع» الفلسطيني - الفلسطيني على السطح مجدداً، بين السلطة أو «فتح» و«حماس». وهو «صراع» حقيقي لم يغب إطلاقاً إلا لدى الواهمين والحالمين. أقول «صراع» لأنه وجودي وخطر على القضية الفلسطينية نفسها.

«حماس» اتهمت السلطة، والرئيس محمود عباس، «بالتفرد» بالقرار، وقالت إن «خطوات الرئيس تدلّل على عمق الأزمة لدى قيادة السلطة، وانفصالها عن الواقع، والفجوة الكبيرة بينها وبين شعبنا وهمومه وتطلعاته».

وبالطبع ردّت «فتح» ببيان حاد لم يقله أشد المعارضين لـ«حماس» وسلوكها المغامر، خصوصاً في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، الذي قاد إلى نكبة تفوق نكبة 1948، وكما قال بيان «فتح» المستحق والدقيق بتوصيف «حماس».

والحقيقة أن المغيب عن الواقع والفردي هو «حماس»، وقادتها، فكيف تتهم «حماس» السلطة، أو «فتح»، بالتفرد بقرار اختيار رئيس الوزراء الفلسطيني. وهي، أي «حماس»، من تفرد بقرار حرب غير مسبوقة تمثلت بعملية السابع من أكتوبر؟!

كيف تتهم «حماس» السلطة، أو «فتح»، بهذه التهم، وغزة تدمّر بسبب قرار حرب ليس بمقدور «حماس»، أو غزة وأهلها تحمله؟ قرار أدى إلى مقتل ما يزيد عن 30 ألف فلسطيني، نساء وأطفالاً ورجالاً.

حرب أدت إلى تغيير الخرائط، وتقلص غزة التي لا تتجاوز 140 ميلاً، ولا يزال العالم يحاول ثني رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن مواصلة الحرب باحتلال رفح، وقد تتطوَّر الحرب إلى خطر حقيقي على الضفة الغربية، ومفهوم الدولة الفلسطينية المنتظرة.

نعم «حماس» مغيبة، لأنَّها تصارع اليوم من أجل هدنة تضمن الانسحاب الإسرائيلي من غزة، ووقف إطلاق النار، وبالتالي عودة «حماس» لحكم غزة، أي العودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر.

والسؤال هنا واضح وصريح؛ ما الذي حقّقته «حماس» إذًا من هذه العملية التي قادت إلى حرب غير مسبوقة على غزة؟ ألا تستوعب «حماس»، وقياداتها، أن هناك رفضاً دولياً لهم، وها هي واشنطن تصرح عن ضرورة تدمير الحركة؟

الإشكالية أن «حماس» لم تتعلَّم من أخطائها التي قادت إلى حروب مختلفة، والحرب الآن هي الأسوأ. ولم تتعلم أن الحوار وإقامة الحجة لا يأتي ببيانات تطاول وطعن وتخوين، ولم تستوعب «حماس» أنها الآن مرفوضة دولياً، بل عربياً.

ورطة غزة حقيقية، وحجم الجريمة الإسرائيلية فيها، بسبب مغامرة «حماس» حقيقة، ومهولة، والخطر على القضية الفلسطينية حقيقي، ولا ينكره إلا مكابر، وهذه الأزمة لا تحل ببيانات عنترية تخوينية.

ما لا تعيه «حماس» أن من يخسر على الأرض ليس بوسعه إلقاء المحاضرات، ولن يجد كرسياً على طاولة المفاوضات، مهما علا صراخه، ومهما أصدر من بيانات تدغدغ المشاعر، فوقت الحروب، يكون الرصاص أقوى من الحرف، ولو وجد رواجاً بوسائل التواصل.

وعليه، فإن آخر غطاء لـ«حماس» بهذه الحرب هو السلطة الفلسطينية، وتحديداً الرئيس محمود عباس، وذلك بإجماع عربي دولي، لأن «حماس» خسرت على الأرض، وقياداتها محاصرون بالخنادق، أو هاربون في الفنادق.

فهل تعي «حماس» ذلك؟ أشك، لأن وهم «حماس» كبير، ولا تتعلم من الدروس أبداً، مثلها مثل الجماعة الأم «الإخوان المسلمين».

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وهم «حماس» وهم «حماس»



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 19:14 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أذربيجان ترفض إرسال قوات إلى غزة قبل وقف القتال
المغرب اليوم - أذربيجان ترفض إرسال قوات إلى غزة قبل وقف القتال

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 05:24 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

التصرف بطريقة عشوائية لن يكون سهلاً

GMT 19:51 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل افتتاح بنكهة أفريقية للشان في المغرب

GMT 13:32 2025 الثلاثاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أنشيلوتي يطمح لقيادة البرازيل نحو لقبها العالمي السادس

GMT 14:13 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تقنية ثورية للتحكم في النعاس أثناء القيادة من باناسونيك

GMT 04:57 2018 الإثنين ,06 آب / أغسطس

ظهور دولفين مهجن آخر في هاواي

GMT 04:45 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الحسين عموتة يهدد اللاعبين الذين تراجع مستواهم

GMT 05:18 2015 الجمعة ,02 كانون الثاني / يناير

محمد جبور يعرب عن فخره بنجاح تصاميمه عالميًا

GMT 14:45 2017 الإثنين ,11 أيلول / سبتمبر

تصنيف “جامعة الرباط” في المرتبة 15 إفريقيّا

GMT 17:43 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 00:26 2018 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الفنانة بوسي تكشّف أسباب ابتعادها عن الأدوار الكوميديا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib