حبل المشنقة» مشروع استثمار الخيبة
مقتل ماهر فلحوط بعد اعتقاله من قبل مجموعة الحرس الوطني في السويداء خبراء الاتحاد الأوروبي يصلون برشلونة لمتابعة تفشّي حمى الخنازير الأفريقية الجيش الإسرائيلي يتهم الوحدة 121 التابعة لحزب الله باغتيال ضابطين صحفيين في بيروت قصف إسرائيلي يستهدف خان يونس واستشهاد المصور الفلسطيني محمد عصام وادي وبإصابة الصحفي محمد عبد الفتاح اصيلح مقتل الشيخ رائد المتني يشعل التوتر في محافظة السويداء بعد يومين من اعتقاله على يد ما يسمى بـ"الحرس الوطني" بوتين يمنح المذيعة تينا كانديلاكي والفنانة ناديجدا بابكينا أوسمة رفيعة المستوى وألقاباً وطنية تقديراً لإنجازاتهما في مجالي الفن والإعلام الولايات المتحدة تطلب من سلطات الطيران الفنزويلية استئناف رحلات الطيران للمهاجرين وفاة أكبر معمّرة فى روسيا والخامسة عالميا عن عمر ناهز 115 عاما قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم محيط عدة مستشفيات بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية حصيلة ضحايا فيضانات سريلانكا ترتفع إلى 410 قتلى ومئات المفقودين
أخر الأخبار

حبل المشنقة».. مشروع استثمار الخيبة!

المغرب اليوم -

حبل المشنقة» مشروع استثمار الخيبة

رشيد الخيّون
بقلم : رشيد الخيّون

تمر بعد يومين ست عشرة سنةً على إعدام صدام حسين، ففي فجر السبت 30 ديسمبر2006، العاشر مِن ذي الحِجة، تسمر الناس أمام الشاشات، ليعتلي صدام المشنقة، وحوله هتافات الغوغاء، ثم يُحمل جثمانه ليُوضع تشفياً أمام قصره، الذي اتخذه نوري المالكي بيتاً مؤبداً، مهدى مِن الأميركان. كان ذلك اليوم عرس نجل المالكيّ. ظهر الاستعراض بالجثمان استعراضاً غبياً، لكن يريد صناعة تاريخ لنفسه، حمل العراقيين دماءً.

سيقول المتبرئون مما وعدوا به العراقيين، ولم يقدموا سوى الخراب: إنَّ الكاتب «بعثي صدّامي»، ولم يكن شريكهم في المعارضة، لكنْ عندما تهتك الضَّمائر يكون الرَّد هذياناً. هذا، وما كنتُ أعود للكتابة عن هذا الحدث لولا ظهور مَن يدعي أنّه خلص العراق والعراقيين، باحتفاظه بحبل المشنقة في دارهِ معلقاً برقبة تمثال، متحدثاً عن بطولته. يقول مستثمر الحبل: «عدمناه قبل شروق الشَّمس قبل بدء العيد»! وآخر قال: سيهربه الأميركان إذا لم يُعدم اليوم، وكأن الأميركان ينتظرون مشورة المالكيّ إذا أرادوا إطلاقه! غير أنَّ التَّاريخ لا يكتبه مهرجون كذابون.
أخبرني وزير العدل الأسبق هاشم الشّبليّ، وكتبه: أنّ المالكيّ اتصل يسأله عن الإعدام في ذلك اليوم؟! فأجابه: القانون يمنع إعدام المحكوم في عيده، وهذا اليوم عيد الأضحى، وثً ولا يُنفذ الإعدام إلا بتوقيع رئيس الجمهوريَّة ووزير العدل! كان الشّبليّ في زيارة للأردن، فقام المالكي بتعيين رفيقه «الدَّعويّ» وزيراً للعدل وكالةً (مذكرات.. وقائع وأحداث ساخنة)، واستبدل توقيع المالكي بتوقيع الرئيس أو نوابه، عندها تمثل جلال الطالبانيّ(ت: 2017) ببيت الجواهريّ(ت: 1997): «بئس الشَّماتةُ شيمةٌ ولو أنَّها/ إذ يُغتلى جرحٌ تعفن بلسمُ»(قلبي لكردستان 1964).
كان يمكن سدل السِّتار على لحظات الإعدام، التي أزاحت عن صدام مظالمه، لو الاستثمار حصل لإعمار العراق، لا بحبل مشنقة، ولم تُسلم البلاد للجرادِ والقوارض، ولو عاد الماء إلى الأهوار، وانتعشت المصانع بدلاً من تدميرها، لكنا نسينا موبقة المستثمر بالحبل، وأهزوجة المدعي العام، في عهد الديمقراطية، بعد حفلة الإعدام: «منصورة يا شيعة حيدر»! لكن الهازج بـ«منصور يا شيعة حيدر» احتفى في لحظات إعدام (800) شاب شيعي (2018 وما بعدها)!
أخذ الحدثُ يتجدد باستثمار «حبل المشنقة»، يُستعرض به مِن قِبل أحد الكارثيين على العِراق. فعندما اختير نصير الجادرجي مع آخرين لرؤية صدام بعد اعتقاله (2003)، رفض لأنه لا يريد التَّشفيّ بمَن ضعف عن الرَّد، فاتصل به المستثمر بالحبل طالباً ترشيحه ليذهب بدلاً عنه، وبعد إلحاح حشر نفسه (الجادرجي، مذكرات طفولة متناقضة).
كانت الفضيحة أنَّه سأله: «لماذا قتلت الصَّدر»؟! فأجابه صدام بعبارة ساخرة! جعلتنا حينها ننظر إلى سخرية القدر مع هذا النّوع الكارثي مِن البشر، واختصار العراق بالصَّدر. لم يَدعِه الأميركان لرؤية صدام، لكنهم منحوه «الحبل». فبعد الاستثمار بباقر الصَّدر (أعدم: 1980)، أتى الاستثمار بحبل المشنقة، تعبيراً عمَّا أتى به «الإسلاميون» مِن خراب وفواجع.
سيُقدر مَن قرأ صُحف معارضة الأمس - سُلطة اليوم - وهي تعدنا بعصر النهضة والرَّفاه، حجم الألم مِن اختصار الآمال بمشروع انتقام. كم كان الأمل كبيراً، لينتهي بحفلة تشفي! كنا ننتظر ما تمناه غياث الأخطل (ت: 90هج) حُكماً «يُبيتُ العِراقُ رقداً ثقةً به/ ويحدث بالإكليل وفراً على وفرِ»(أبو تمام، نقائض جرير والأخطل). أقول: عندما يصبح الاستثمار بحبل مشنقة، فما هو حجم الخيبة التي نعيشها مع أمثال المستثمر بالحبل؟! قيل: «لكلِّ تاريخٍ صفحةٌ ودفترٌ وكتابٌ»، فماذا سيُكتب عنكم؟!

رشيد الخيّون كاتب عراقي*

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حبل المشنقة» مشروع استثمار الخيبة حبل المشنقة» مشروع استثمار الخيبة



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:37 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

البابا من بيروت يدعو إلى لبنان موحد ونزع السلاح من القلوب
المغرب اليوم - البابا من بيروت يدعو إلى لبنان موحد ونزع السلاح من القلوب

GMT 18:39 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بوتين يستفيد من أوراق قوة متزايدة أمام خطة السلام الأميركية
المغرب اليوم - بوتين يستفيد من أوراق قوة متزايدة أمام خطة السلام الأميركية

GMT 00:17 2025 الأربعاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يحذر أي دولة تهرب المخدرات إلى أميركا من التعرض للهجوم
المغرب اليوم - ترامب يحذر أي دولة تهرب المخدرات إلى أميركا من التعرض للهجوم

GMT 23:00 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

علامات تشير إلى أن التوتر لديك أعلى مما تتوقع
المغرب اليوم - علامات تشير إلى أن التوتر لديك أعلى مما تتوقع

GMT 01:58 2025 الأربعاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

قبل أروى جودة فنانات مصريات تزوجن من أجانب
المغرب اليوم - قبل أروى جودة فنانات مصريات تزوجن من أجانب

GMT 17:24 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

رفض إيرانيات ارتداء الحجاب يثير جدلاً في البرلمان والقضاء
المغرب اليوم - رفض إيرانيات ارتداء الحجاب يثير جدلاً في البرلمان والقضاء

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 03:10 2017 الإثنين ,13 شباط / فبراير

ياسر جلال يبدأ تصوير مسلسله الجديد "لعبة الصمت"

GMT 16:48 2014 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رحلة فاخرة تعبر بك أغوار القطب الجنوبيّ

GMT 13:51 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

تسريحات للشعر الخفيف تمنحه حجمًا كثيفًاً

GMT 01:05 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مُحتجّة عارية الصدر تركض نحو موكب الرئيس الأميركي في باريس

GMT 09:25 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

مواصفات "نيسان ليف" السيارة الكهربائية الأكثر مبيعًا

GMT 07:35 2016 الخميس ,15 كانون الأول / ديسمبر

المتحف البريطاني يرمم جمجمة عُثر عليها في أريحا عام 1953

GMT 00:10 2016 الخميس ,24 آذار/ مارس

علاج القولون العصبي الأكثر فاعلية

GMT 05:53 2025 الأربعاء ,03 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج​ اليوم الأربعاء 03 سبتمبر/ أيلول 2025
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib