«كاميرون» وغزة وترشيد الخيال
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل محمد علي حديد القيادي في قوة الرضوان التابعة لحزب الله الهند تطلق أثقل قمر اصطناعي للاتصالات بنجاح إلى مداره الفضائي
أخر الأخبار

«كاميرون» وغزة وترشيد الخيال

المغرب اليوم -

«كاميرون» وغزة وترشيد الخيال

أمينة خيري
بقلم - أمينة خيري

ما إن تم نشر خبر تعيين رئيس وزراء بريطانيا السابق ديفيد كاميرون وزيراً للخارجية فى بريطانيا خلفاً للوزيرة المثيرة للجدل والغضب سويلا بريفرمان، حتى هرعنا نبحث عن مواقف الرجل تجاه فلسطين وإسرائيل والمنطقة العربية.

أغلبنا يعتقد أنه حين يأتى وزير أو رئيس فى دولة ما «يحب» العرب أو يتعاطف مع القضية أو يعشق احتساء القهوة العربية، فإنه حتماً سيدعم العرب على حساب إسرائيل، وينتصر للقضية الفلسطينية.

ميول الأفراد فى الوزارات أو القصور الرئاسية فى الدول الكبرى لا يصنع الفروق الجوهرية التى نعتقدها، بل إن ما يصنع الفارق هو مؤسسات الدولة ومصالحها، ومصالح عوالم المال والأعمال، و«تربيطات» وتوازنات القوى ما ظهر منها وما بطن وغيرها من العوامل التاريخية والدينية، بالإضافة إلى خطاب إعلامى وثقافى يعرف كيف يؤثر فى الرأى العام الغربى بلغته الثقافية.

ويحضرنى هنا اعتقاد البعض قبل سنوات بأن إطلالة الرئيس الأمريكى السابق المحنك سياسياً والحاذق تكتيكياً باراك أوباما عبر خطابه، والكلمات التى تم استخدامها بدقة لدغدغة مشاعر المسلمين. «إننى فخور بنقل أطيب مشاعر الشعب الأمريكى لكم مقرونة بتحية السلام.. السلام عليكم».

من منا ينسى مشاعر البهجة وأسارير الانتصار واعتقاد البعض -أو رغبتهم فى الاعتقاد- أن «حسين أوباما»، رئيس أقوى دولة فى العالم، جاء يشهر إسلامه عندنا، وأن صفحة جديدة فى رفعة الإسلام والمسلمين يجرى كتابتها.

وجميعنا يعلم بقية القصة وما لحق بالمنطقة فى هذه السنوات، شأنها شأن غيرها من السنوات!

غاية القول إن هؤلاء الساسة، حتى لو كانوا يميلون يميناً أو يساراً، مقيدون وملزمون ومجبرون على السير فى نهج محدد مسبقاً، مع ترك مسافة سنتيمتر أو سنتيمترين يُظهرون فيها هواهم أو ميلهم.

ميل آخر يشغل بال الجميع، وهو الرأى العام الغربى تجاه ما يجرى فى غزة. وهنا أود أن أشير إلى أن الحق والخير والجمال والعدل والمساواة لا ينعكس جميعها بالضرورة فى التغطيات الإعلامية، مهما كانت سمعة وتاريخ المؤسسة الإعلامية مرتبطين بالحياد والموضوعية.

تحديد زاوية التصوير، وتغطية جزء من الرأى العام، واختيار الموضوعات التى يجرى تناولها جميعها فيه قدر من عدم الحياد.

على سبيل المثال لا الحصر، نتابع تظاهرات حاشدة فى العديد من دول العالم تدعم غزة وأهلها من المدنيين الجارى قتلهم ودك بيوتهم فى أغلب القنوات، لكن هناك تظاهرات داعمة لإسرائيل ومنددة بما جرى يوم 7 أكتوبر فى قنوات أخرى.

نقرأ نداءات كبار رجال ونساء الدول المطالبة بهدنة إنسانية أو تهدئة أو العمل على «تقليل» الضحايا من المدنيين، لكن أيضاً نرى بأم أعيننا أن العديد من هذه النداءات تظل نداءات لا أكثر أو أقل.

نشعر بأن هناك تغييراً فى الرأى العام الغربى الذى بات أكثر تضامناً مع غزة فى مأساتها الإنسانية غير المسبوقة، وهو التغيير الذى حدث بعد أيام من رد الفعل الإسرائيلى لعملية «طوفان الأقصى» (والذى كان بالمناسبة متوقعاً تماماً، بينما عملية حركة حماس تجرى على الأرض)، وهذا التغيير نلمسه فى لقاءات وحوارات وتحليلات على أغلب القنوات.

وهناك كذلك زيادة فى حالات الإسلاموفوبيا فى أمريكا على خلفية الحرب فى غزة، وهى الحالات المتصاعدة رغم الحرب الضروس التى تشنها إسرائيل فى القطاع، وهى حالات تعكس واقعاً لا نراه بالضرورة فى كل القنوات.

وما نطالعه من أخبار، وما يجرى فى العديد من الدول الضالعة فى حرب غزة من تحركات ومفاوضات وتحديد مصائر ورسم خطط مستقبلية وممارسة ضغوط، وما يقوله الساسة وما تطالب به المنظمات الأممية، وما تقوم به إسرائيل على أرض الواقع.

وما نتابعه من تكوين «شبكة تحالف» غير معلنة من قبل فصائل مسلحة فى عدد من الدول التى تضرب صاروخاً على تل أبيب أو توجه ضربات إلى مستوطنات فى غلاف غزة فيما يبدو أنه تضامن مع «طوفان الأقصى» يضعنا جميعاً فى حالة من القلق على الحاضر والمستقبل القريب، والغضب لهذه الآلاف من المدنيين الذين يدفعون حياتهم ثمناً للاحتلال والصراع، ناهيك عن ضبابية الصورة الحقيقية، أو فلنقل عدم دقتها.

التصور بأن الرأى العام العالمى سيخرج عن بكرة أبيه ليقلب موازين الصراع فيه مبالغة.

والاعتقاد بأن ساسة العالم، لا سيما الدول الكبرى القادرة على صناعة الفرق الحقيقى على الأرض، سيغيرون نهج مؤسسات الحكم التى يمثلونها يطغى عليه التمنى.

كل المطلوب هو قدر أوفر من الواقعية التى لا تفسد للتضامن أو الغضب أو الحلم قضية، فقط يحمينا هذا القدر من شرور الخيال والاكتفاء بالأحلام مهما كانت مشروعة.والحقيقة أن مصر ومواقفها فى هذا الشأن تستحق لقب «الأكثر واقعية وإنسانية» فى آن.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كاميرون» وغزة وترشيد الخيال «كاميرون» وغزة وترشيد الخيال



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

شريهان تتألق بالملابس الفرعونية في احتفالية افتتاح المتحف المصري الكبير

القاهرة _ المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 00:08 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة
المغرب اليوم - واشنطن تطالب إسرائيل بالسماح بدخول الصحفيين الأجانب إلى غزة

GMT 18:48 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار
المغرب اليوم - مايكروسوفت توقع صفقة حوسبة ضخمة بقيمة 9.7 مليار دولار

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال

GMT 16:44 2018 الثلاثاء ,08 أيار / مايو

نجاة أحمد شوبير من حادث سيارة

GMT 09:26 2018 الخميس ,05 إبريل / نيسان

"الجاكيت القطني" الخيار الأمثل لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib