هدنة ونواصل

هدنة ونواصل

المغرب اليوم -

هدنة ونواصل

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

دائما أتوق إلى الفواصل في المباريات والمؤتمرات والحفلات. هي فرصة عظيمة لالتقاط الأنفاس واستنشاق قدر من الهواء الطلق وتبادل بضع كلمات مع الأصدقاء والحاضرين، ثم تعود إلى ما كنت تفعله، وأنت تعلم أن الفعالية قاربت على النهاية. هذه المرة، بدا الفاصل كأنه إجراء منافٍ للإنسانية. صحيح أن البعض من أهل عزة من المدنيين وجد الفرصة للتوجه إلى بيته وتفقد حجم الدمار، أو كان محظوظًا وتمكن من تناول وجبة ساخنة، أو سمح له توقف القصف وانتظار الموت كل لحظة على مدار أيام الهدنة بالتفكير، ولو قليلا، فيما هو آت، وإن كان التفكير في مثل هذه الأحوال لا ينجم عنه الكثير، حيث الوضع ضبابى والمستقبل مجهول، إلا أن الهدنة انتهت وعاد القصف. ما هي إلا دقائق من انتهاء الهدنة، حتى بدأ العداد يعد مجددا. وكما حدث في الشوط الأول، بدأ الشوط الثانى، والذى لا يعرف إن كانت ستتبعه أشواط أخرى أو ضربات جزاء أم لا.

حماس تطلق صواريخ، إسرائيل تقصف، حزب الله يوجه رشقات صاروخية، إسرائيل تدك، وهلم جرا. مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى قال، في بيان، إن «حماس» لم تطلق سراح كل الرهائن كما هو متفق عليه، وإنها أطلقت صواريخ تجاه إسرائيل، وإن الحكومة الإسرائيلية ملتزمة بتحقيق أهداف الحرب، وهى تحرير الرهائن، والقضاء على حماس، وضمان أن غزة لن تشكل أبدا تهديدا لسكان إسرائيل. الآمال اعترت الملايين عند بدء الهدنة أن تطول أيامها، بل وشطح الخيال بالبعض أن تتحول إلى هدنة دائمة.

صحيح أن المنطق يقول إن عدم الوصول لحل شامل وعادل وشبه كامل على مدار عقود يعنى أن المنطقة برمتها تعيش حالات متواترة من الحرب والهدنة، حتى وإن امتد بعض الهدن ليستمر سنوات، إلا أننا بشر، والبشر يتوق لحلم الأمان ولو بعض أيام، ولساعات ليل لا يشوبها خوف دائم من قنبلة تنفجر هنا أو صاروخ يسقط هناك. الاتهامات بين الطرفين متبادلة، وهذا طبيعى. هذا يطالب بالإفراج عن كل الرهائن، وذاك يطالب بإطلاق سراح كل الأسرى، وهذا يرفض، وذاك يماطل... إلخ، لكن العوامل الأصلية والرئيسية لهذه الجولة من جولات الصراع تبقى بعيدة وغير مطروقة.

ربما يتم طرقها- أو على الأرجح أنه يتم طرقها- خلف أبواب المفاوضات واللقاءات المغلقة، لكن الجميع منغمس في الأحداث الآنية. العودة إلى متابعة عداد القتلى، ومأساة المصابين، وكارثة المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء ووقود، ومصيبة الأوبئة والأمراض التي تلوح في الأفق، ومشاهد الدمار التي يقال إنها قضت تماما على ما لا يقل عن 60 في المائة من بنية غزة، مع العلم أن كل ذلك تم في الجولة الأولى فقط. حرب غزة شوكة في حلق كل منا، والأدهى من ذلك أن أحدا لا يعلم إن كانت الشوكة سيتم نزعها، أم سنعتادها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هدنة ونواصل هدنة ونواصل



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 20:58 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:17 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"القوس" في كانون الأول 2019

GMT 08:42 2024 الأحد ,28 إبريل / نيسان

لبعوض يقض مضاجع ساكنة مدن مغربية

GMT 22:51 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية مولدافيا

GMT 15:54 2018 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

الشلقاني تفوز بعضوية المكتب التنفيذي لاتحاد البحر المتوسط

GMT 08:48 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار "مايكل" يسبب خسائر كبيرة في قاعدة "تيندال" الجوية

GMT 14:41 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

تصرفات عقارات دبي تربح 3.43 مليار درهم في أسبوع

GMT 16:21 2015 الأربعاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الملفوف " الكرنب" لحالات السمنة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib