القلق من الشباب العربي وعليه
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

القلق من الشباب العربي... وعليه

المغرب اليوم -

القلق من الشباب العربي وعليه

محمد الأشهب

تبدو الندوة الدولية للشباب الإسلامي في مراكش عبر توقيتها ومحاورها، بمثابة انتقال إلى السرعة القصوى في مواجهة عدوى التطرف والإرهاب واستشراء الغلو والانغلاق، إذ تأتي امتداداً لدعم مقاربات أمنية وفكرية وسياسية وروحية، هيمن عليها المد التصاعدي للظاهرة الإرهابية، لأن هناك ارتباطاً عضوياً بين الفعل والفاعل في كل الممارسات. فقد استوت التنظيمات الإرهابية بقدراتها على استقطاب الشباب، قبل أن ينتبه العالم إلى أن اجتثاث الظاهرة يبدأ أيضاً من تجفيف منابع استقطاب المتطوعين الشباب، من العالم العربي وغيره.

ما بين المقاربات الأمنية والاقتصادية والفكرية التي نحت في اتجاه تصنيف تنظيمات بعينها، وتطويق أشكال الدعم المالي واللوجستي، برزت قضية العنصر البشري، باعتباره أداة تنفيذ المخططات الإرهابية، أقله أن موجة الاستقطاب إلى صفوف المقاتلين في بؤر التوتر تركز على فئات الشباب والشرائح القابلة للتأثر بالخطابات الراديكالية، ما يطرح تحديات عنيدة على المجالات المفتوحة لحرب متعددة الأشكال والوجوه والأدوات.

بعد أن كان العالم العربي يعتبر نفسه محظوظاً بتركيبة سكانية تميل إلى الشباب وحيوية المجتمعات، على عكس القارات والبلدان التي توصف بنوع من الشيخوخة، باتت هذه الميزة مدعاة للقلق، في محورها الذي يطاول اندفاع الشباب، ومد نيران الحروب الإرهابية بحطب يانع، لم يعد يقتصر على الرجال فحسب، بل يشمل الشباب والأطفال والقاصرين وحتى النساء اللواتي انجذبن إلى المستنقع المحظور، في غضون اشتغال آلة دعائية، تعتمد سلب الإرادة والتدجين والتطويح بالبشر إلى غياهب القسوة والعنف الأعمى، الذي غذته نزعات تدميرية استحوذت على العقول والمشاعر.

لئن كان الشباب في مقدم من يتأثر بموجات التمرد والثورة على الرتابة والبحث عن الجديد، كما حدث في الانتفاضة الشهيرة في أيار (مايو) 1968 في فرنسا، التي تركت آثارها على أجيال سابقة، واتسمت بالغضب وفورة المفاهيم والقيم والعلاقات الاجتماعية، فإن دور الشباب العربي كان لافتاً في تحريك عجلة التاريخ في سياق ما يعرف بالربيع العربي. حيث اعتلى الجيل الجديد صدارة المشهد ثائراً على مظاهر الاستبداد وغياب العدالة الاجتماعية وعدم إيجاد متنفسات لاستيعاب قدرات الشباب ودمجهم في مشروعات البناء المتكامل.

غير أن خيبة الآمال كانت وراء انحرافات، صادفت سطوة تنظيمات راديكالية تزامنت مع إخفاق الفترات الانتقالية ذات الوعود البراقة إلا في ما ندر. ولا يعني استمرار الاندفاع وأشكال المغامرات التي كانت تتحينها التنظيمات الخارجة عن القانون، سوى أن فئات من الشباب تعرضت إلى الخداع، منها من ترعرع في بيئة حاضنة للتطرف والانفلات، ومنها من تمكنت منه الإغراءات، ومنها من استمالته الظاهرة الإجرامية.

وإذ تركز الندوة الدولية للشباب الإسلامي على تشخيص المقاربات الأكثر موضوعية في دعم الجهود الدولية في الحرب على الإرهاب، وتحديداً من خلال تفعيل دور المؤسسات الرسمية والعلماء وسبل الإدماج العقلاني الذي يحد من تأثير الأفكار والممارسات المتطرفة، فإنها تضع اليد على مفتاح الأسرار الكامنة وراء الاندفاع السلبي نحو أنياب الافتراس.

فالمقاربات الأمنية تنجح في الحد من مخاطر التهديدات المتنامية، لكنها تظل في حاجة إلى تكامل عناصر التعليم والتغذية الروحية وسبل الإفادة من طاقات الشباب وتفجير مواهبهم الفكرية والإبداعية والرياضية الخلاقة وكذا تغيير النموذج الذي يحتذى. إذ يصبح في صورة مقاتل مسلح أو انتحاري ينتظر الانفجار، أو مغامر يستهويه الذهاب إلى حيث تنعدم سلطة الدولة والقانون.

المهمة جسيمة، وأقربها معاودة بناء الثقة في قدرات الأجيال الجديدة، وتجاوز حالات اليأس والإحباط والنفور، من خلال تعزيز قيم المشاركة في التفكير والتدبير. والأهم في تظاهرة فكرية بهذا الحجم، أنها تدفع العلماء والأكاديميين وخبراء التربية وعلم الاجتماع إلى المساهمة بمجهودات موازية في تطويق الظاهرة الإرهابية، كونها تبدأ من العقول قبل الانتقال إلى حيز التنفيذ.

لكن الإشكالات في جوهرها ليست من قبيل صراع الأجيال المستحب في أنواع المنافسات وطاقات الإبداع والابتكار والاندماج في المتغيرات التكنولوجية والسياسية والثقافية، وإنما هي صراع بين الحياة والاستقرار والرخاء والتعايش وبين الموت والعنف والتدمير والانتحار. وما تراكم قيم الحياة إلا المظهر الحضاري لتكريم الإنسان، فيما الإرهاب مدمر للإنسان والعمران والطبيعة والعقل.

"الحياة"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القلق من الشباب العربي وعليه القلق من الشباب العربي وعليه



GMT 22:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

العمدة

GMT 22:41 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

سمير زيتوني هو الأساس

GMT 22:36 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عن الجثث والمتاحف وبعض أحوالنا...

GMT 22:34 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

السودان... اغتيال إنسانية الإنسان

GMT 22:32 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

غزة... القوة الأممية والسيناريوهات الإسرائيلية

GMT 22:30 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

النائب الصحفى

GMT 22:27 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بند أول فى الشارقة

GMT 22:25 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الوطنية هي الحل!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib