الاستِفزازات الإثيوبيّة لمِصر والسودان تتصاعد
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

الاستِفزازات الإثيوبيّة لمِصر والسودان تتصاعد.

المغرب اليوم -

الاستِفزازات الإثيوبيّة لمِصر والسودان تتصاعد

بقلم - عبد الباري عطوان

تُواصِل السّلطات الإثيوبيّة استِفزازاتها لنظيرتها المِصريّة مع اقتِراب بَدء تنفيذ المرحلة الأُولى من مَلء خزّان سد النهضة في مطلع شهر تمّوز (يوليو) المُقبل بحواليّ 18.4 مِليار متر مكعّب من مِياه النيل الأزرق، في وقتٍ لم يتحدّد حتّى الآن موعد استِئناف المُفاوضات الثلاثيّة التي رحّبت بها مِصر وإثيوبيا بوساطةٍ سودانيّةٍ كمُحاولةٍ أخيرةٍ للإنقاذ قبل الانفِجار العسكريّ المُحتَمل.
أحدث فُصول هذه الاستِفزازات تصريحات سيليشي بيكيلي وزير المِياه والري الإثيوبي أثناء اجتماعٍ له أمام قادة الأحزاب السياسيّة ورجال دين حول تطوّرات المُفاوضات مع مِصر والسودان، التي قال فيها إنّ إثيوبيا “لن تعترف” بالحُقوق التاريخيّة لمِصر في مياه النيل، وتجد تأييدًا ومُساندةً في هذا الإطار من دول حوض النيل، في إشارةٍ إلى اوغندا وكينيا التي ينبع من أراضيها وبُحيراتها (فيكتورا) النّيل الأبيض.
***

الحُكومة المِصريّة تلتزم الصّمت، وتتحلّى بأعلى درجات ضبْط النّفس، وتترك الباب مفتوحًا على مِصراعيه أمام الجُهود للوصول إلى حلٍّ سياسيٍّ للأزَمَة، ولكن هذه “المُرونة” يُساء فهمها من قبل الطّرف الإثيوبي “المُتنمِّر” الذي لم يتورّع عن إعطاء الضوء الأخضر لجيشه للتوغّل في الأراضي السودانيّة ودعم ميليشيات مسلّحة خارجة عن القانون والاستِيلاء على عشرات الهِكتارات والدّخول في صِدامات مع الجيش السوداني أدّت إلى مقتل نقيب، وإصابة سبعة آخرين.
هذا الاعتِداء الإثيوبي العسكريّ على السودان ربّما يأتي ردًّا على رفض حُكومته توقيع اتّفاقٍ ثنائيٍّ حول سد النهضة يستثني مِصر، ويعمل على عزلها إقليميًّا ودوليًّا، فتوقيت هذه الاشتِباكات بالذّخيرة الحيّة “مُريب”، ويَعكِس غطرسة أديس أبابا وتعاليها واستِهتارها بالشّريكين المِصري والسّوداني، وبدعمٍ إسرائيليٍّ واضحٍ، وأمريكيٍّ مُتَستِّر.
الحُكومة المِصريّة وفي ظِل هذا التّصعيد، يجب أن تُصحِّح الخطأ التّاريخي الذي ارتكبته نظيرتها في زمن الرئيس حسني مبارك من حيث تبنّي سِياسات مُعادية للجار الاستراتيجيّ السودانيّ مُنذ مُحاولة اغتِيال الرئيس المِصري (مبارك) في أديس أبابا عام 1996، ومن بينها تصعيد الخِلاف حول حلايب وشلاتين، وفرض السّيادة المِصريّة عليهما من جانبٍ واحدٍ، هذا التّصحيح الذي تأخّر في رأينا باتَ ضروريًّا ومصلحةً مِصريّةً قبل أن يكون مصلحةً سودانيّة.
الرئيس الراحل مبارك كان يُقدِّم أحقاده الشخصيّة تُجاه السودان على مصالح بلاده الاستراتيجيّة، خاصّةً تلك المُتعلِّقة بالأمن المائِي المِصري، والحُقوق التاريخيّة لمِصر في مِياه النيل التي تُعطيها نصيب الأسد (58.8 مِليار متر مُكعّب)، وحان الوقت لإصلاح هذا الخلل عبر بوّابة التوتّرات الحاليّة على الحُدود السودانيّة الإثيوبيّة، ورفض الخرطوم توقيع الاتّفاق الثّنائي مع إثيوبيا حول سد النهضة، فالآن هو الوقت الأنسَب للتّقارب مع السودان، وإبعاده عن إثيوبيا وحليفتها دولة الاحتلال الإسرائيلي التي تتسلّل إليه (السودان) عبر بوّابة رفع العُقوبات الأمريكيّة، وإزالة اسم السودان من قائمة الإرهاب.
لسنا مع الحل العسكريّ، ودُخول مِصر حربًا مع إثيوبيا وتدمير سد النهضة لإنقاذ ملايين الفلّاحيين المِصريين من المجاعة، إلا بعد استِنفاد كُل الجُهود السياسيّة والدبلوماسيّة، ولكن إذا وصلت هذه الجُهود إلى طريقٍ مسدودٍ، ويبدو الحال كذلك حتّى الآن، فلا بديل عن الخِيار العسكريّ مهما كانت النّتائج، وسيكون دعم السودان لمِصر ضرورةً استراتيجيّةً مُلحّةً لا يُمكِن الاستِغناء عنها.
أولويّات الجيش المِصري في الوقتِ الراهن، ومع اقتراب فرض إثيوبيا لسِياسات الأمر الواقع، والمُضي قدمًا في ملء خزّان سد النهضة دون اتّفاق، ليس الحرب في سيناء ولا حتى في الصّحراء الليبيّة، رغم أهميّة التّركيز على الجبهتين لخطرهما على الأمن القومي المِصري لأنّ سد النهضة بات يُشكِّل تهديدًا وجوديًّا لمِصر، وأصبح مسألة حياة أو موت بالنّسبة إلى القِيادة والشّعب المِصري.
***
لنَكُن أكثر صراحةً ونُعيد التّأكيد بأنّ أخطر عدوّين لمِصر هذه الأيّام هُما إثيوبيا وإسرائيل، وأنّ التحالف الاستراتيجي المُتصاعِد يستهدف زعزعة أمنها، واستِقرارها، واستِنزاف إمكانيّاتها، والحيلولة دون نُهوضها، واستِعادة دورها القِيادي، العربيّ والإفريقي، وأوّل خطوة للتصدّي لهذا الخطر تعزيز التّحالف مع السودان على أرضيّة المُساواة والاحتِرام المُتبادل، وإزالة كُل رواسب إرث الماضي العُنصري البغيض الذي تراكم طِوال الثّلاثين عامًا الماضية من الحُكم السّابق.
الدبلوماسيّة النّاجحة هي التي تستند إلى القوّة بشقّيها العسكريّ والاقتصاديّ، والتّحالفات القويّة، الإقليميّة والدوليّة، ونَجزِم بأنّ الوقت قد حان لكيّ يَهُز الجيش المِصري عصاه، بطريقةٍ أو بأُخرى، وتبدأ القِيادة المِصريّة  في استِخدام أوراق ضغطها على إثيوبيا، وهي كثيرةٌ، وقبل بدء ملء الخزّان ويُصبِح الوقت مُتأخِّرًا.. واللُه أعلم.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستِفزازات الإثيوبيّة لمِصر والسودان تتصاعد الاستِفزازات الإثيوبيّة لمِصر والسودان تتصاعد



GMT 16:41 2025 الأحد ,20 إبريل / نيسان

فصح حزين على ما يجري للأمة وفلسطين

GMT 23:50 2025 الخميس ,17 إبريل / نيسان

قادم أخطر على جماعة الإخوان

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,16 إبريل / نيسان

إلى محافظ القاهرة

GMT 15:25 2025 الجمعة ,14 آذار/ مارس

شبحان فرنسيان والرئيس ماكرون

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib