فاجأهم ترامب

فاجأهم ترامب

المغرب اليوم -

فاجأهم ترامب

بقلم : عبد الرحمن الراشد

لا أعتقد أن هناك أمراً أغضب المتطرفين، من أنظمة وتنظيمات، مثل سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاههم. فاجأهم بسياسته وسرعة تحركه في منطقة الشرق الأوسط. تماماً، عكس سياسة سلفه الرئيس السابق الذي اختط لحكومته منهج الحياد السلبي، ولاحقاً حاول التصالح معهم.

ترمب منذ أول يوم له في البيت الأبيض اختار مسؤولي حكومته الذين يتفقون مع ما أعلنه عن عزمه على استهداف التطرف، بما في ذلك الحكومات، مثل إيران. المفاجأة الأخرى أن الرئيس باشر المهمة فوراً في العراق وسوريا، وكذلك في اليمن، لم يكن مجرد خطاب انتخابي.

خلال استقراء وتحليل السياسة الجديدة، اعتقد البعض أن ترمب سيكون رهينة الاتفاقية النووية الملزمة لبلاده، وأنه سيواجه بالعداء الدول الإسلامية دون تمييز بينها. إنما الذي أقدمت عليه حكومته أنها قبلت باحترام الاتفاق، لكنها أيضا أصرت على أن تلتزم حكومة طهران تنفيذه بحذافيره. إنما ترمب لم يرض أن يكون رهينة الاتفاق، بخلاف أوباما، الذي سكت على التجاوزات الخطيرة التي فعلتها إيران، سواء بالتمدد عسكريا في العراق وسوريا، أو التصرف ببلطجة في الممرات المائية وإطلاق النار على الملاحة الأميركية وغيرها، أو تهريب الأسلحة عبر البحر للمتمردين في اليمن، أو البحرين. كلها اعتبرتها واشنطن ممارسات مرفوضة وسيتم التعامل معها. وبالتالي لم يستخدم نظام طهران الاتفاق النووي كميزة في فرض مصالحه وبرامجه على حساب الآخرين.

الجانب الآخر يتمثل في عزم الرئيس ترمب على التعامل مع الإرهاب، ليس كقضية أمنية فقط بل عمل سياسي شامل. لهذا فاجأ الجميع بمشروعه وخطواته التي بدأت عندما التقى ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض، وتم رسم برنامج يحدد الحلفاء الذي يزمع التعاون معهم. ولاحقاً، قرر أن يرسل رسالة مهمة عندما قال إنه سيبدأ زيارته بالرياض، التي قررت أن تأتي بالعالم الإسلامي ليسمع من قادتهم ويستمعون إليه، ويبدأون خطوات العمل المشترك لمحاصرة التطرف والإرهاب. 

مشروع العلاقة الذي كان أيضا للإمارات دور مهم في دعمه، ضمن تعاون ثنائي سعودي إماراتي في كل الملفات، غير مسبوق ومهم جدا، في نوعه وحجمه. وزيارة الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، للبيت الأبيض تصبّ في هذا المسار.

الآن ترمب يبدأ أول خطوة في مشروعه الكبير، القضاء على الإرهاب فكرا وتنظيما وشبكات، في قمة الرياض الإسلامية التي ستحضرها خمسون دولة إسلامية، تقريبا كلها وافقت على الحضور والتحاور مع الرئيس الأميركي. هذه خطوة جادة ولا يمكن أن نقارنها بما فعله الرئيس السابق أوباما الذي ألقى كلمتين للحث على التعاون مع العالم الإسلامي، وانتهت مهمته. لا شك أن خطاب أوباما كان جميلا؛ لكن الخطأ الذي ارتكبه الرئيس السابق أنه لم يفعل شيئا. ظن أن الحياد أفضل سياسة لبلده. وخلال فترة الغياب الطويلة نمَا «داعش» حتى صار أكبر وأخطر من تنظيم القاعدة، وانتشر العنف في أنحاء العالم الذي يهدد الجميع.

نحن نشهد مشروعاً جماعياً، المسلمون حكوماتٍ وأفراداً مسؤولون فيه، وهذا الفارق. سياسة ترمب هي نقل المسؤولية على المجتمع الدولي وبشكل خاص الدول الإسلامية. وهذه الخطوة الصحيحة، بدلا من تقاذف الاتهامات عبر الإعلام والاكتفاء بالملاحقات الأمنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فاجأهم ترامب فاجأهم ترامب



GMT 09:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 06:06 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل لا تنوي التوقف

GMT 18:44 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

تخريب مشروع إنقاذ لبنان

GMT 07:06 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

الصراع الإيراني الإسرائيلي المباشر

GMT 16:02 2024 السبت ,28 أيلول / سبتمبر

إيران ماذا ستفعل بـ«حزب الله»؟

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 03:56 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

الجيش السوداني يتهم حفتر بدعم هجمات الدعم السريع
المغرب اليوم - الجيش السوداني يتهم حفتر بدعم هجمات الدعم السريع

GMT 04:04 2025 الأربعاء ,11 حزيران / يونيو

كندة علوش تكشف سبب إخفاء مرضها للمرة الأولى
المغرب اليوم - كندة علوش تكشف سبب إخفاء مرضها للمرة الأولى

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

الشرع يثير التفاعل بحديث رقيق عن زوجته
المغرب اليوم - الشرع يثير التفاعل بحديث رقيق عن زوجته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib