من أين الخطر في فرنسا المهاجرون أم النظام
إعصار كالمايجي يودي بحياة أكثر من 116 شخصا ويعد الأشد في الفلبين هذا العام زلزال بقوة 6.2 درجة يضرب شمال جزيرة سولاويسي في إندونيسيا الخطوط الجوية التركية تعلن عن إستئناف رحلاتها المباشرة بين إسطنبول والسليمانية اعتباراً من 2 نوفمبر 2025 مفاوضات سرية تجرى بين إسرائيل وحركة حماس لتمرير ممر آمن لمقاتلي حماس مقابل جثة الجندي هدار غولدين وزارة الصحة الفلسطينية تعلن إرتفاع حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 68875 شهيداً كتائب القسام تعلن العثور على جثة أسير إسرائيلي في الشجاعية وتتهم إسرائيل باستهداف مواقع استخراج الجثث بعد مراقبتها نتنياهو يهدد مقاتلي حماس في الأنفاق بين الاستسلام أو الموت وسط نقاشات إسرائيلية حول صفقات تبادل جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من قوات الرضوان التابعة لحزب الله انفجار ضخم جنوب قطاع غزة ناتج عن نسف مربعات سكنية بمدينة رفح غزة تتسلم 15 جثماناً فلسطينياً في إطار صفقة تبادل الجثامين
أخر الأخبار

من أين الخطر في فرنسا؟ المهاجرون أم النظام؟

المغرب اليوم -

من أين الخطر في فرنسا المهاجرون أم النظام

عبد الرحمن الراشد
بقلم : عبد الرحمن الراشد

ما حدث في فرنسا، برأيي، لا علاقة له بالظلم الاجتماعي، ولا بالعنصريين البيض، ولا بالمسلمين وحرق المصحف، ولا مجلة «شارلي إيبدو» الساخرة من القيادة الإيرانية، وليس مؤامرة من الرئيس الروسي بوتين ضد فرنسا انتقاماً لدعمها أوكرانيا، وليس الفاعل الرئيس بايدن والأميركيين. لم يكن المتظاهرون حصراً من مهاجري العرب أو مهاجري أفريقيا، ولا كل ما تطرحه نظريات التبرير والانتقام.

العلّة هي ضعف السلطة المركزية ونتيجة لذلك يزداد العصيان الجماعي. يتداعى الناس على ساحات السوشيال ميديا وينتقلون للساحات العامة، غالباً مشحونين بحملات تهويل وأكاذيب.

ضعف السلطة يغري من شاءت له نفسه أن يتجاوز القانون، مهما كان موضوعه، أو قضيته، أو لونه، أو رغبته؛ سواء في الانتقام أو النهب أو الفوضى. السلطات الفرنسية اعتقلت الشرطي ووُجهت الخميس الماضي، تهمة القتل العمد إلى الشرطي الذي قتل فتى في السابعة عشرة من عمره، وكان الشرارة التي أشعلت المظاهرات، واستمرت رغم اعتقاله.

يفترض أن ملجأ المعارضين والغاضبين القنوات التشريعية والعدلية، لكنها عندما تضعف أو لا تُفعّل، يبدأ النظام الاجتماعي السياسي بالتفكك وربما الانهيار. فرنسا لها نظامها وآلياتها، تتيح لمدعي المظلومية أن يترافعوا إليها. وخارج التحكيم، فوق ذلك، بمقدور الفرنسيين دعم مطالبهم عند الانتخابات. وللمهاجرين الشرعيين، مثل بقية الفرنسيين، التعبير بالإضراب عن العمل، والتظاهر السلمي. في حين أن الفوضى والعنف والاقتصاص باليد، «عدالة الشارع» عمل إجرامي، يرسخ لدائرة من العنف والعنف المضاد.

فرنسا تعاني اقتصادياً واجتماعياً، منذ سنوات، مع ازدياد الاحتجاجات واستمراريتها، وليسوا كلهم مهاجرين، أو مواطنين مسلمين، فقد سبق ودارت جولات من الفوضى قادتها جماعات البيئة، ومنتجو النبيذ، وأتباع نظرية المؤامرة ضد قوانين كوفيد، والعنصريون، والمعادون للمهاجرين، وأصحاب المهن، والغاضبون من أوضاعهم المعيشية. تحدوا السلطة الفرنسية المركزية مرات عديدة بالعنف، وظهرت ضعيفة سياسياً وعاجزة أمنياً، والأرجح سنشهد المزيد.

نظرياً، نظامها المدني واسع ومرن، قادر على أن يستوعب المحتجين على اختلاف مطالبهم ومشاربهم، وله مسارات موازية عدلية وسياسية، يفترض أن يستوعب المتغيرات الاجتماعية وتهدئة الأجواء المحتقنة. إنما، مع تراجع الاحترام لمؤسسات الدولة، لم تعد فكرة الاعتراض السلمي في الشارع تشبع بعض المحتجين. اليوم، تحركت السلطات لكن متأخرة، حذرت أن العنف ليس خياراً، ولا مبرر له مهما كانت الأعذار معيشية، آيديولوجية، دينية أو سياسية.

تبدو ضعيفة في كل مرة تتحداها فئة من المجتمع ليس لعدم استخدام قدراتها لبسط الأمن، بل، كذلك، نتيجة غياب المجالس التشريعية عن دعمها وتمكين مؤسسات القانون، وإنفاذه.

في بريطانيا، وقبيل تتويج الملك تشارلز، استبقت الحكومة نوايا المعارضين، ولجأت للبرلمان الذي أصدر تشريعات مستعجلة تحد من التظاهرات والعنف، وبعضها غير مسبوق يقضي بسجن من يمارس الجلوس لتعطيل حركة المرور في الشوارع. مرت المناسبة باحترام للتقاليد وعم البلاد هدوء تام.

وسبب الفشل الأمني، أيضاً الفشل الثقافي. فرنسا، ومعظم الدول الأوروبية التي تعاني من هجرات الأجانب إليها، لم تهتم وتؤسس مشروعاً ثقافياً يؤهل المهاجرين وأبناءهم، لينخرطوا في المجتمع ويصبحوا مواطنين يؤمنون بالقيم نفسها، ويحترموا قوانين البلاد التي منحتهم حق الإقامة والعمل. التأهيل الثقافي ضرورة لتحقيق التعايش بين فئات تزداد اختلافاً وتصادماً، وتورث العداوة إلى الأجيال التالية.

تلكؤ الحكومة في مواجهة العنف حول الاحتجاجات إلى شبه حالة حرب أهلية على الأرض. كانت ترجو أن يعبر الناس عن غضبهم ويعودوا إلى منازلهم، لكن لأن السلطات في المناسبات الماضية ضعفت مع فوضى القوى المحتجة، اتسعت هذه المرة، وأصبح قادتها أكثر جرأة في العنف والنهب الواسع.

في حين الولايات المتحدة، التي تهاونت عند وقوع أحداث 6 يناير (كانون الثاني) عام 2021، عزمت على ملاحقة ومحاكمة الذين هاجموا الكونغرس. وقد قضت بأحكام قاسية على الفاعلين. قُتل في الفتنة، كما تسميها الحكومة، شرطي وأربعة من المتظاهرين. وقد أدين المتظاهر الذي انتشرت صورته يجلس على كرسي رئيسة مجلس النواب، ويضع قدميه على مكتبها، بثماني جرائم.

فرنسا الماضي، كانت تتعامل مع مواجهات غالباً سلمية، بين فئتين متصارعتين، اليسار واليمين. فرنسا اليوم، وعاء مكتظ بجماهير مختلفة، وخلفيات متنوعة، تنذر تصادماتها كل مرة بالانفجار، في ظل ضعف السلطة المركزية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أين الخطر في فرنسا المهاجرون أم النظام من أين الخطر في فرنسا المهاجرون أم النظام



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:43 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي
المغرب اليوم - حماس تعلن تسليم الصليب الأحمر جثة أسير إسرائيلي

GMT 00:52 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا
المغرب اليوم - أنجلينا جولي في زيارة مفاجئة إلى جنوب أوكرانيا

GMT 23:07 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك
المغرب اليوم - راما دوجي الفنانة تصبح السيدة الأولى لنيويورك

GMT 23:49 2020 الخميس ,03 أيلول / سبتمبر

"صراع" أندية إسبانية على نجم الرجاء السابق

GMT 06:52 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

الفيضانات تجبر 2000 شخص على إخلاء منازلهم في الأرجنتين

GMT 22:06 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المكسرات تقلل خطر الموت المبكر من سرطان القولون

GMT 15:01 2018 السبت ,27 تشرين الأول / أكتوبر

خط كهرباء يصعق 7 أفيال برية في غابة شرق الهند

GMT 01:47 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

5 صيحات جمالية عليك تجربتها من أسبوع نيويورك للموضة

GMT 13:04 2018 الإثنين ,09 تموز / يوليو

أمير كرارة يعتزم تقديم جزء جديد من مسلسل "كلبش"

GMT 07:38 2018 السبت ,12 أيار / مايو

مجوهرات شانيل لإطلالة جذابة في ربيع 2018

GMT 05:18 2016 السبت ,29 تشرين الأول / أكتوبر

طرق تحسين إضاءة المنزل بعد انقضاء الشتاء وحلول الخريف

GMT 18:56 2013 الأربعاء ,20 شباط / فبراير

مطعم أردني يقدم الأكلات التراثية في جو عائلي حميم

GMT 09:23 2013 الجمعة ,15 شباط / فبراير

جسور لندن تأخذ المارة من الماضي إلى الحاضر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib