الأستاذ فاسد مفسود الفسداني
أخر الأخبار

الأستاذ فاسد مفسود الفسداني

المغرب اليوم -

الأستاذ فاسد مفسود الفسداني

عماد الدين أديب

الجميع، وأكرر الجميع، يرفع شعار محاربة الفساد في كافة المجالات، بينما معدلات الفساد في عالمنا العربي في ازدياد، حسب تقارير المؤسسات الدولية لمحاربة الفساد. والحديث عن الفساد في زماننا هذا حديث شعبوي يدغدغ مشاعر الجماهير المحرومة أو المستفزة من التفاوت الهائل في الدخول أو الثروات بين أبناء المجتمع الواحد. ولأنه كلام في كلام، ولأنه ذو مردود شعبي، فإن أي كاتب خطب لأي مسؤول يجد نفسه دائما ميالا إلى «حشو» فقرة ملتهبة في أي مقطع من مقاطع الخطبة. وأهم عنصر من عناصر مكافحة الفساد هو الشفافية المطلقة في مجتمع مفتوح تتوفر فيه ضمانات حرية التعبير. هنا قد يسألني سائل: «يا باشا الفساد موجود في أكثر المجتمعات شفافية وحرية مثل المجتمع الأميركي؟». نرد ونقول إن الحديث عن «منع» أو «القضاء النهائي» على الفساد هو عبارات أدبية مطاطة لكنها ليست عبارات علمية أو عملية، لأن الفساد موجود منذ بدء الخليقة ومنذ غواية إبليس لسيدنا آدم بأكل التفاحة من شجرة ليس له الحق في الحصول على تفاحة منها؛ لذلك كان الأمر الإلهي بالطرد من الجنة إلى الأرض. إذن الأرض هي مكان يمكن فيه ممارسة الفساد، ولكنه ليس أمرا محمودا أو مقبولا من المجتمع أو القانون. الممكن هو تحجيم الفساد، وإيجاد آليات واضحة وقانونية للكشف عنه قبل ارتكابه أو معاقبة القائمين عليه إذا ما تمت الجريمة. أما محاولة المتاجرة بعملية محاربة الفساد فإنني أجدها عملية رخيصة للغاية، لأنها تتلاعب بمشاعر الطبقات الأكثر حرمانا دون أن تقوم - فعليا - بحماية المال العام للبلاد والعباد والقصاص من سارقيه. أسوأ ما في الذين يرفعون شعار محاربة الفساد أن تزداد معدلاته في عهودهم وبرعايتهم وبواسطتهم ولصالح جيوبهم الشخصية أو جيوب الأصدقاء والأحباب! وأكبر أزمة في مسألة الفساد أنها لا يجب النظر إليها على أنها مسؤولية طرف واحد دون سواه، لكنها مسؤولية 3 أطراف هي: المفسد، و«المفسود»، ومجتمع في حالة «إغماء سياسي واجتماعي» يسمح لهؤلاء بممارسة هذا الفساد! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأستاذ فاسد مفسود الفسداني الأستاذ فاسد مفسود الفسداني



GMT 21:27 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

دوره الأخير

GMT 21:24 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

غربال التاريخ المتحرك

GMT 21:22 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

إيران... انعطافات حادة يميناً ويساراً

GMT 21:21 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

عوامل استقرار الشرق الأوسط واضطرابه

GMT 21:20 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

عن ليبيا والحاجة لطوق النجاة

GMT 21:19 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

لا يفوتك في هذا النص

GMT 21:17 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

أوكرانيا وغزة

GMT 21:16 2025 السبت ,07 حزيران / يونيو

إيران ــ أميركا: دبلوماسية قلم الحبر

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 17:42 2023 السبت ,08 إبريل / نيسان

4.9 مليار دولار أرباح أدنوك للغاز في 2022

GMT 23:30 2023 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

«تيك توك» تفرض قيودا على بعض المقاطع

GMT 15:08 2020 الجمعة ,29 أيار / مايو

حقائق تجهليها عن شهر العسل

GMT 10:29 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف مستجدات الحالة الوبائية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib