السياسة الأميركية المذهلة

السياسة الأميركية المذهلة!

المغرب اليوم -

السياسة الأميركية المذهلة

عماد الدين أديب

هل يهدف السناتور جون كيري، في أول تحرك إقليمي له تجاه منطقة الشرق الأوسط أن يعقد صفقة حوار مع نظام الأسد؟ من الواضح أن الإدارة الأميركية تشجع ما يعرف باسم المعارضة السورية في الخارج على فتح جسور حوار مع نظام الأسد وتحاول حث كلا التيارين الإسلامي والليبرالي في ائتلاف المعارضة للقبول بهذا الحوار. مرة أخرى تعود الولايات المتحدة إلى ارتكاب الخطأ الفادح في تشجيع سياسات خارجية تعلم مسبقا أنها ليست عملية بأي شكل من الأشكال وغير قابلة للتطبيق على الواقع. القرار الأميركي بتشجيع الحوار هو جزء من المقايضة الأميركية ما بين وزير الخارجية الأميركي كيري، ونظيره الروسي سيرغي لافروف. الروس يسعون إلى شراء بعض الوقت الإضافي لحليفهم العتيد بشار الأسد من خلال فتح باب الحوار، رغم أنهم يعلمون أنه لا مستقبل لنجاح أي حوار وطني يكون بشار الأسد طرفا فيه. وما يتم تسويقه الآن بقوة في عدة أوساط دولية وإقليمية هو صبغة الحوار مع القوى البعثية التي لم تتلوث يدها بدماء الضحايا! من هنا يتم تسويق اسم السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية الذي يتم تصويره على أنه «حالة مختلفة» داخل النظام السوري، بل إن بعض فصائل المعارضة صرحت سرا بأنها لا تمانع في أن يرأس جانب السلطة في أي حوار مقبل. أزمة الأميركيين أنهم على المستوى الدبلوماسي يشجعون الحوار، وعلى المستوى الأمني يتردد كما جاء في صحيفة «النيويورك تايمز» أنهم يعدون خطة عسكرية للمساعدة في قصف المطارات العسكرية التابعة لجيش نظام بشار بهدف إحداث شلل للتفوق الجوي للجيش السوري ومنع السلطة من توجيه ضربات للجيش السوري الحر. هذا التناقض بين تشجيع الحوار من ناحية والإعداد للضربة العسكرية من ناحية أخرى يفسره البعض بأنه خير نموذج لسياسة «العصا والجزرة» الأميركية التقليدية. بالنسبة لواشنطن إرضاء موسكو أهم من إرضاء الشعب السوري الذي يذبح ليل نهار. وبالنسبة لواشنطن أصبح من المؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الحل العسكري النهائي على أرض القتال سوف يستغرق بعضا من الوقت، لذلك لا مانع من اتباع سياسة فاصل من الدبلوماسية ثم نواصل! نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة الأميركية المذهلة السياسة الأميركية المذهلة



GMT 21:06 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

آخر الرحابنة

GMT 21:04 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

حلّ الدولتين... زخمٌ لن يتوقّف

GMT 21:03 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

«تامر يَجُرّ شَكَل عمرو!»

GMT 21:01 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

رياح يوليو 1952

GMT 20:59 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

لا يجوز في الساحل ولا يليق

GMT 20:58 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

الوزير الخائن دمر الفسطاط (1)

GMT 20:45 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

حرب المساعدات

GMT 11:10 2025 الثلاثاء ,29 تموز / يوليو

حديث الصيف: أيام العرب في الجاهلية

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:16 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 16:39 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 19:12 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تبدو مرهف الحس والشعور

GMT 08:13 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العقرب الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib