«الهدف النهائي»

«الهدف النهائي»؟

المغرب اليوم -

«الهدف النهائي»

عماد الدين أديب

في علم السياسة، وفي الحدث السياسي، هناك دائما السؤال العظيم عن «الهدف النهائي» للمشروع والفعل السياسي. وفي الحالة السورية، فإن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة على عقول المراقبين هو: ما هو «الهدف النهائي» لنظام الحكم في دمشق؟ استقراء سجل العمليات الأخرى في مناطق الساحل السوري خلال الأيام الأخيرة تعطي 3 مؤشرات رئيسية: 1) قيام قوات الجيش النظامي السوري بعمليات تطهير مذهبي تؤدي إلى إفراغ هذه المناطق من سكانها السنة واستبدالهم بسكان من مذاهب أخرى. 2) مشاركة قوات حزب الله المدعومة من قوات الحرس الثوري الإيراني، وذلك على عهدة تقارير القيادة العسكرية للجيش السوري الحر في عمليات التطهير المذهبي في مناطق الساحل. 3) عدم اكتراث النظام لسلامة المنطقة المحيطة بدمشق وعدم تركيز قوات لحمايتها، بل ترك سمائها مفتوحة أمام الطيران العسكري الإسرائيلي الذي استباح المجال الجوي السوري مرتين في أقل من 48 ساعة بهدف تدمير الترسانة الكيماوية الإسرائيلية. وكما قال مصدر عسكري إسرائيلي: «كانت تهدف لتدمير صواريخ سورية كانت في طريقها إلى حزب الله». ولأول مرة تنقطع الكهرباء والاتصالات في المدن الكبرى، وعلى رأسها دمشق، نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي مما يعطي دفعه معنوية ويحسب لصالح المعارضة السورية. ومما لا شك فيه أن النظام سوف يستخدم ورقة اتفاق مصالح إسرائيل مع مصالح المعارضة كثيرا في المرحلة المقبلة. من هنا تصبح فكرة «الهدف النهائي» الممكنة والمتاحة للنظام السوري حاليا تحويل منطقة الساحل إلى منطقة نقاء عرقي ومذهبي علوي وشيعي مع السماح بممرات آمنة للأكراد وكبار التجار المسيحيين بهدف إقامة دويلة طائفية تكون بمثابة النموذج الذي يراد له أن ينتشر بقوة في المنطقة. هل يمكن لهذا الكيان البزوغ إلى الحياة؟ وهل نمتلك كافة المقومات في التجانس البشري والقدرة الاقتصادية على الاستمرار، والعدد والعتاد من القوى الأمنية والعسكرية القادرة على تكوين كيان مستقل؟ الأمر المخيف هو دخول حزب الله، وقوات الحرس الثوري الإيراني، وإسرائيل على الخط العسكري بقوة. ويزيد تعقيد الموقف حديث سكان مناطق الساحل عن قيام بوارج بحرية - يعتقد أنها روسية من قبالة المدن إلى مدن الساحل في طرطوس وبانياس - بقصف السكان والأهداف خلال الأيام القليلة الماضية. إن اتساع حجم ونوعية الأطراف في الصراع على سوريا يخلق موقفا شديد التعقد والصعوبة ويجعل «الهدف النهائي» لمشروع النظام في وضع هش للغاية. نقلاً عن جريدة "الشرق الأوسط"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الهدف النهائي» «الهدف النهائي»



GMT 20:19 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

‎قمة الدوحة.. نريدها إجراءات وليست بيانات

GMT 20:16 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

سدودنا فارغة وسرقة المياه مستمرة

GMT 20:12 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

تاريخ «لايت»

GMT 20:10 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

ما بعدَ هجوم الدوحة

GMT 20:08 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

بول بوت... جنون الإبادة الذي لا يغيب

GMT 20:07 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

ربع قرن على هجمات 11 سبتمبر

GMT 20:05 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

انزلاقات المرحلة

GMT 20:03 2025 السبت ,13 أيلول / سبتمبر

أميركا... معارك الرصاص لا الكلمات

هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 18:39 2025 الأحد ,14 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه
المغرب اليوم - تامر حسني يتعرض لكسر في القدم ويخفي آلامه

GMT 22:50 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز حقائب اليد النسائية لخريف 2024

GMT 03:34 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

تعرف على أكبر وأهم المتاحف الإسلامية في العالم

GMT 12:20 2024 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

رحمة رياض بإطلالات مريحة وعملية عقب الإعلان عن حملها

GMT 15:53 2023 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

الين يرتفع بدّعم تكهنات تعديل سياسة بنك اليابان

GMT 07:31 2021 السبت ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي الإماراتي يخطط لانتداب أشرف بنشرقي

GMT 18:39 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 23:37 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

كورونا" يسبب أكبر أزمة اقتصادية منذ سنة 1929
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib