التطرف والإرهاب بين استراتيجيتين
تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام بعد استمرار إقامتها في المستشفى بألمانيا خلال الفترة الماضية الكوليرا تجتاح جميع ولايات السودان وتسجيل أكثر من 96 ألف إصابة وسط أسوأ أزمة إنسانية تشهدها البلاد ارتفاع وفيات المجاعة في غزة إلى 193 بينهم 96 طفلا وسط تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية غانا تعلن مقتل وزيري الدفاع والبيئة في تحطم مروحية ومكتب الرئاسة يؤكد سقوط ضحايا من الطاقم والركاب المغربي رضا سليم يعود للجيش الملكي على سبيل الإعارة قادماً من الأهلي المصري على سبيل الإعارة ستارمر يندد بمعاناة غزة ويهدد باعتراف بدولة فلسطينية وسط إستمرار الدعم الاستخباراتي لإسرائيل كتائب القسام تعلن تفجير جرافة عسكرية للاحتلال شرقي غزة إصابة عدد من الأشخاص في قصف إسرائيلي استهدف جنوب لبنان عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين تتوعد بالعصيان المدني احتجاجا على خطة إحتلال غزة فرنسا تعلق إعفاء حاملي جوازات السفر الرسمية والدبلوماسية الجزائرية من التأشيرة
أخر الأخبار

التطرف والإرهاب بين استراتيجيتين

المغرب اليوم -

التطرف والإرهاب بين استراتيجيتين

بقلم : عريب الرنتاوي

كشف جون بولتون عن معالم الاستراتيجية الأمريكية لمحاربة التطرف والإرهاب... هذه المرة، وبخلاف استراتيجية العام 2011، زمن باراك أوباما، بدا أن «الإسلام الشيعي» هو «العدو المستهدف» بالاستراتيجية، بعد أن جرى توصيف إيران بأنه الدولة الشريرة والداعم الأكبر للإرهاب منذ العام 1979، وليس من اليوم، وبعد أن احتل حزب الله والجهاد الإسلامي والحوثيين، مكانة متقدمة في لائحة التهديدات التي تجبه الأمن القومي الأمريكي وأمن واستقرار حلفاء واشنطن وأصدقائها.

في استراتيجية 2011، بل وفي مجمل السلوك الأمريكي، وتحديداً في سنيّ أوباما الثمانية... احتل «الإسلام السني» موقع الصدارة في قائمة مهددات الأمن القومي الأمريكي، باعتباره حاضنة الإرهاب ورافعته الكبرى للتجنيد والتعبئة والتحشيد ... كان ذلك امتداداً لصدمة الحادي عشر من أيلول / سبتمبر، والتحولات في المواقف والسياسات والاستراتيجيات ... وكان ذلك «بوحي» من اندلاع ثورات الربيع العربي وانتفاضاته، واحتلال الإسلام السني (الإخواني بخاصة) مكاناً ريادياً في الأنظمة والإدارات التي انبثقت عن هذه الثورات، وقيامه بدور قيادي في حركة الشوارع العربية الأخرى، وإن من موقع المعارضة.

مهّدت سلسلة لم تنقطع من الأبحاث والدراسات والمؤتمرات و»الزيارات» والاتصالات الرسمية وغير الرسمية، الطريق لحوار في العمق بين الولايات المتحدة والإخوان المسلمين، بوصفهم العمود الفقري الأكثر تنظيماً و»عقلانية» من بين جميع حركات الإسلام السياسي السني ... وبدا أن واشنطن قد قررت التعامل بـ»إيجابية» مع مخرجات الربيع العربي، حتى وإن تطلب الأمر، التخلي عن حلفاء تاريخيين لها من وزن محمد حسني مبارك وزين العابدين بن علي وغيرهما إن اقتضت الضرورة.

لقد سمعت واشنطن من «محدّثيها» الإسلاميين ما يكفيها، أقله كحد أدنى لفتح صفحة جديدة من التعامل والتعاون معهم ... فهم اقتصادياً، لا ينتمون لعوالم الاشتراكية و»مدرسة القطاع العام»، بل أصدقاء لصندوق النقد الدولي ونظرية السوق وللنظام الرأسمالي العالمي، حتى وإن جرى تغليفها جميعاً بـ»حجاب» إسلامي، تحت يافطة البنوك والصيرفة والتأمين الإسلامية ... والأهم، إنها سمعت منهم، ما يطمئنها إلى «سلامة» علاقاتهم بإسرائيل، والتزامهم بالاتفاقيات المبرمة معها، وتحاشي الصدام معها أو إشهار العداء لها ومقاومة التطبيع معها ... إلى أن قُضي الأمر، وكان ما كان في مصر وتونس وغيرها من البلدان التي لم يظفر بها الربيع بأية فرصة من أي نوع.

بدا أن قلق واشنطن من «الإسلام السني» لم يكن مقتصراً على قواه ومنظمات «الحركية»، الشعبية فحسب، بل طاول أنظمة حكم لطالما صنفت معتدلة ... حملت إدارة بوش على «أصدقاء لا حاجة لها للأعداء بوجود أمثالهم»، قيل إن روافد «الإرهاب السني» تنبع من أكبر وأهم الدول العربية والإسلامية وأكثرها مالاً وسكاناً ... واحتل شعار «نشر الديمقراطية» مكانة أعلى من أي وقت مضى على رأس قائمة أولويات السياسة الأمريكية في «الشرق الأوسط الكبير»، ومعه شمال أفريقيا بالطبع... وسادت العلاقة بين هذه الدول، وإدارة أوباما مناخات من الفتور المشوب بالشكوك والاتهامية، ووقعت انتقادات اول رئيس أمريكي الأسود على رؤوس بعض القادة العرب، كالصاعقة، خصوصاً حين أبلغهم في «كامب ديفيد» أن واشنطن قادرة على حمايتهم من أعداء الخارج، وستفعل ذلك، ولكنها غير راغبة وغير قادرة إن رغبت، على حمايتهم من «أعداء الداخل» ... لم يكن خطاب الإصلاح والتحديث والدمقرطة وحقوق الانسان، إلا رديفاً لسياسة «تغيير الأنظمة» كما فهما قادة عرب كثر، احتفلوا حتى الصباح عند رحيل أوباما عن بيته الأبيض، واستقبلوا بذراعين مفتوحين وجيوبٍ منتفخة، خلفه الرئيس دونالد ترامب.

اليوم انقلب المشهد، مع مجيء إدارة لا تقيم وزناً لحقوق الانسان والديمقراطية، ولا يبدي رئيسها إعجاباً وولهاً (يصلان درجة العشق والغرام) إلا إزاء قادة دكتاتوريين وفرديين، من نمط كيم جونغ أون على سبيل المثال لا الحصر ... اليوم، وبتأثير إيديولوجيا عقائدية «إنجيلية – متصهينة»، يجري الانقلاب على إرث جمهوري – ديمقراطي سابق، وتحتل إيران – لدوافع إسرائيلية – مكانة الأولية في قائمة مهددات الأمن القومي الأمريكي ... ويصبح «الإسلام الشيعي» هو الخطر الماحق والتهديد الماثل.

الاستراتيجية الجديدة، لم تسقط «داعش» وأخواتها من قائمة التهديدات والمهددات، فهي ما زالت حاضرة وبقوة، لكن وزن التهديد «الإيراني – الشيعي» تقدم عليها في السنة الثانية من ولاية دونالد ترامب ... وكل من يتتبع مواقف الرئيس وسياسات إدارته وإجراءاته، سيلمس حجم التحول في النظرة الأمريكية لتحدي التطرف وتهديد الإرهاب.

في الاستراتيجية الجديدة، حديث عن «البعد الإيديولوجي» في الحرب على التطرف والإرهاب، بيد أنه حديث ينطلق من «إيديولوجيا» أخرى متطرفة كذلك، مكوناتها الدينية – الإنجيلية والصهيونية، ليست خافية على أحد.. وربما لهذا السبب، فإنه محكوم عليها بالفشل الذريع، إذ أنها قمينة بحفز التطرف الإيديولوجي الإسلامي «السني والشيعي» على حد سواء، بدل أن تبدده وتستأصله من جذروه وبيئاته الحاضنة.
قد يقال الكثير في مدى نجاح استراتيجية أوباما أو فشلها ... وقد يستمر هذا الجدل من دون انقطاع بين مؤيد ومثمن، ومعارض ومندد ... لكن من غير المشكوك فيه أن استراتيجية ترامب ستواجه الفشل المحتم، وستفضي إلى زيادة تأزيم المشهد الإقليمي وحفز التطرف والغلو، وإشاعة مناخات اليأس والإحباط المؤسسة لتفشي العنف والتطرف وتفاقم خطر الإرهاب.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التطرف والإرهاب بين استراتيجيتين التطرف والإرهاب بين استراتيجيتين



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:45 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

آية الشامي اللاعبة الأفضل في البطولة العربية الطائرة

GMT 03:13 2023 الجمعة ,14 إبريل / نيسان

عقبات تواجه تنفيذّ خطة الكهرباء في لبنان

GMT 23:03 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

أطباء مغاربة يرفضون منح "شهادة العذرية" للمقبلات على الزواج

GMT 01:11 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

لبلبة تُوضِّح أنّ عام 2019 بداية جميلة لعام مليء بالحُب

GMT 17:12 2019 الثلاثاء ,08 كانون الثاني / يناير

سلطنة عمان تفتح أبوابها للمواطنين المغاربة دون تأشيرة

GMT 08:18 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة مؤلف كتب "حصن المسلم" عن عمر يناهز 67 عامًا

GMT 05:08 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

عصبة الهواة توقف البطولة الوطنية للقسمين الأول والثاني

GMT 23:45 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

عرض فيلم "عقدة الخواجة" لحسن الرداد الشهر المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib