من المسؤول عن حرب الشائعات
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

من المسؤول عن حرب الشائعات؟

المغرب اليوم -

من المسؤول عن حرب الشائعات

عريب الرنتاوي
بقلم : عريب الرنتاوي

نصرف جهوداً مضنية في دحض «الشائعات» وتفنيدها، ونقضي أياما وساعات في البحث عن مصادرها ومروجيها، ونتفق ونفترق في البحث عن دوافع هؤلاء والأسباب التي حدت بهم لفعل ما فعلوا، ولا نبقي كلمة نابية أو اتهاما في قاموسنا السياسي، دون أن نستلها أو أن نشهره في وصف فساد نوايا «المندسين» وبؤس أهدافهم، بل وفي نزع أي صفة محترمة عنهم، قبل أن ننتهي في كل تصريح أو مقال، إلى إطلاق التأكيدات، بإن مرامي هذه «الفئة القليلة» أو «الفئة المندسة»، لن تنطلي على أحد، ولن تمر على شعبنا.

لو كانت «الشائعات» لا تؤثر على سلامة جبهتنا الداخلية وصلابة موقفنا وقوة تماسكنا، فلماذا نبدي كل هذا القلق في الرد عليها وتفنيدها واتهام مروجيها ... لماذا نصرف كل هذا الوقت والجهد والحبر وساعات البث، في التصدي لها وتقطيع رؤوسها ودوابرها؟

الأسبوعان الأخيران، وفّرا مادة دسمة لما نريد قوله، لم تبق صحيفة أو كاتب أو موقع الكتروني، دون أن يدلي بدوله في هذا المضمار، وبأقدار متفاوتة من الحماسة، وتنوعت الكتابات وتعددت الأدوات، بعضهم شق كلماته من صخر، وبعضهم اختطه من ماء وتراب، بعضهم عاد لبطون كتب التراث والدين، وبعضهم الآخر، ذهب في دهاليز الحداثة والدولة المدنية ... تعددت الطرق، و»خط النهاية» واحد: الجميع في حالة قلق واستنفار، وجلّنا انبرى ذائداً ومفنداّ ومتهماً، بيد أن قلة «قليلة» منّا، نطقت ببعض الجمل المفيدة.

مع أن الأمر كان يمكن أن ينقضي بجهد أقل، ومن دون أن يتسبب بكل هذا الصدع والصداع ... كان بمقدور كبار المسؤولين من بيننا، «علية القوم»، أن يخرجوا علينا برواية رسمية صلبة، تملأ الفراغ في جملنا المتلعثمة، وعباراتنا الناقصة ... كان بمقدور «البضاعة الجيدة» أن تطرد «البضاعة السيئة» بيسر وسهولة ... لكن هؤلاء «الكبار» آثروا الصمت والانزواء، فحلت الشائعة محل الخبر، والتقديرات البائسة والظلامية، محل «التحليل السياسي»، والأكاذيب محل الحقائق.

المجتمع كما الطبيعة، يكره الفراغ ... وعندما يُترك الناس للفراغ، تأتي الشائعة بكل عناصر التشويق والإثارة التي تستبطنها لملئه، هذه سنة الحياة، وليس علينا أن نصاب بالدهشة، أو أن تأخذنا المفاجأة، حين يحدث أمرٌ كهذا ... وكم من مرة مررنا فيها بأوضاع مشابهة، وكانت «الخلاصة» بعد طول تأخير، وأحياناً بعد فوات الأوان: أننا لا يجب أن نترك الناس نهباً للشائعة والفراغ، ولكننا نعاود فعل الشيء ذاته مرات ومرات، وكأن أحداً لم يتعلم الدرس أبداً.

اعترف أن الأمر كان مختلفاً هذه المرة ... الشائعات، طالت الطبقة السياسية والاقتصادية بكل مفرداتها تقريباً، والأرقام التي جرى تداولها تفوق الناتج المحلي الإجمالي ... وبلغ الأمر ذروة خطيرة وغير مسبوقة، حين طُرح السؤال: «أين الملك»، وهو السؤال الذي صدر مانشيتاً على صدر صفحات بعض الصحف والمواقع، وتناولته المقالات والتعليقات بأشكال مختلفة، ونسجت عليه وحوله، مختلف التقديرات والتكهنات، المشتقة جميعها من وحي «نظرية المؤامرة»، فزاد الأمر تعقيداً والمشهد غموضاً، بدل أن يبدد مناخات الالتباس ويقدم إجابات على ما يبدو في خلد الناس من أسئلة وتساؤلات.

هذه المرة بدا الأمر أكثر تعقيداً، فثمة قيود وضوابط تحيط بالأداء الرسمي، بكل مواقعه حين يتصل الأمر بأخبار الملك، مقابل حالة انفلات، لا كابح لها، تعيشها وسائط التواصل الاجتماعي ... طُردت الرواية الرسمية، وحلت محلها التقديرات والتحليلات الأقرب لـ»الفانتازيا»، منها إلى «التحليل السياسي» أو «تقدير الموقف».

لا أشاطر الزملاء الذين ذهبوا إلى إطلاق الاتهام والتهديد والوعيد، ما أقدموا عليه ... ولا ألقي باللائمة على المواطن أو «المتلقي» الذي جنح لتصديق ما يحيط به من طوفان المعلومات، بعضها صحيح وأغلبه كاذب ومفبرك ... إن كان لا بد من إلقاء اللائمة على أحد، فهم «كبار المسؤولين» الذين ما أن أدركهم الصباح حتى سكتوا عن الكلام المباح، وتلكم عادتهم على أية حالة، ولا حاجة لهم لـ»شرائها» كما يقول المثل الشعبي الأردني.

نتحدث كثيراً عن «الشفافية»، ونفعل نقيضها عندما تشتد الحاجة إليها ... نقدم رواية ناقصة أو «ابتدائية/أولية» ثم نحجم عن الظهور من جديد، مع أن فصول الحدث كما في مصنع التبغ، تتوالى فصولاً، وثمة من يريد متابعة ومواكبة ... هنا، لا ينفع القول، إن القضية قيد التحقيق أو في عهدة القضاء، حتى نريح أنفسنا ونستريح ... حتى في ظروف كهذه، علينا أن نختار بين أن نترك الرأي العام نهباً للشائعات أو أن نجد طريقة لتغذيته بالمعلومات من مصادرها، وبطريقة لا تخلّ بالتحقيق ولا تعتدي على صلاحيات القضاء.

ثم أن ما طُرح في سياق النقاش خلال الأيام الفائتة، ليس كله شائعات مغرضة وأقاويل هدّامة ... بعضهم اجتهد في تعويض غياب المعلومة بالتحليل، ومن بين وظائف التحليل السياسي، كما هو معلوم، «ملء فراغ المعلومات» واستكمال ما نقص منها ... بعض ما طرح، حاول أن يبني رواية، في غياب الرواية الرسمية، بالاستناد إلى مصادر أخرى، غير أردنية، للمعلومات ... تلكم طبيعة الأشياء، وتلكم وظيفة «الكائنات السياسية» على أية حال.

حق الحصول على المعلومات، ما زال «أنشودة» نرددها بين الحين والآخر، لكن في التطبيق العملي، يبدو هذا الحق معطلاً، ولا وسيلة لتفعيله أو تمليكه أقداماً يسير عليها .... وإن كان ثمة من «درس» نتعلمه»، فيمكن اختصاره بكلمة واحدة: «الشفافية»، بعد أن تأكد لنا أن كلفة غيابها أغلى بكثير من كلفة اعتمادها وتفعيلها، فهل نتعظ؟.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من المسؤول عن حرب الشائعات من المسؤول عن حرب الشائعات



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib