الأردن وتركيا وإشكالية العلاقة مع «الحليف الأكبر»
وسائل إعلام لبنانية الجيش ينتشر على طريق مطار رفيق الحريري لمنع محاولات من مناصري حزب الله لقطع الطريق الخارجية اللبنانية ترد بقوة على تصريحات مستشار خامنئي مستشار خامنئي يؤكد دعم إيران لحزب الله ورفضها ممر القوقاز سموتريتش يعلن فقدان الثقة في قدرة نتنياهو على الانتصار في غزة محمد صلاح يحرج يويفا بصمته بعد مقتل بيليه فلسطين النيابة الفرنسية تُحقق مع الحاخام الإسرائيلي دانيال ديفيد كوهين بعد تهديده ماكرون بالقتل بسبب خطته للاعتراف بدولة فلسطين الجيش العراقي يعلن اعتداء عناصر من كتائب حزب الله والحشد الشعبي على دائرة زراعة الكرخ ويكشف خللا في القيادة مجلس الأمن الدولي يؤجل جلسته الطارئة بشأن قطاع غزة 24 ساعة استجابة لطلب إسرائيل الجيش اللبناني يعلن مقتل ستة جنود وإصابة آخرين في انفجار بمخزن أسلحة جنوب البلاد والتحقيقات مستمرة لمعرفة ملابسات الحادث الشرطة البريطانية تعتقل أكثر من 50 متظاهراً لاحتجاجهم على قرار حظر أنشطة منظمة "فلسطين أكشن"
أخر الأخبار

الأردن وتركيا وإشكالية العلاقة مع «الحليف الأكبر»

المغرب اليوم -

الأردن وتركيا وإشكالية العلاقة مع «الحليف الأكبر»

عريب الرنتاوي
بقلم - عريب الرنتاوي

لا أحد يمكنه التشكيك بمكانة كل من الأردن وتركيا في الاستراتيجية الإقليمية للولايات المتحدة، الأردن حليف موثوق ويمكن للولايات المتحدة الاعتماد عليه، وهو ظل من بين حلفائها الكثر، الأكثر أمناً واستقراراً، ولديه أدوار لعبها في أزمات المنطقة المفتوحة والتي تحيط به من جهاته الأربع، وفوق هذا وذاك، كان له إسهامه المقدر في الحرب على الإرهاب في المنطقة وخارجها، وهو قدّم الدعم «سخياً» لحلفاء واشنطن في «عراق ما بعد صدام حسين» و»ليبيا ما بعد القذافي»، وهو حليف لحلفاء واشنطن في التحالف العربي في اليمن والتحالف الإسلامي ضد الإرهاب، والتحالف الدولي في كل من العراق وسوريا.
وتركيا، الدولة الكبرى، وعضو نادي العشرين للدول الصناعية الأكثر تقدمًا، عضو «الأطلسي» وحامية حدوده الشرقية، وصاحبة ثاني أكبر جيوشه، والتي كانت مرشحة حتى الأمس القريب، لعضوية الاتحاد الأوروبي، قبل الانقلابات في السياسات التركية الداخلية ... حاضنة واحدة من أكبر القواعد الأمريكية في الخارج (أنجرليك)، وصاحبة التجربة التي سعت الولايات المتحدة لتعميمها نموذجاً للتزاوج المشروع بين الإسلام والعلمانية، مقابل الدعوة السلفية / الوهابية، والجماعة الإخوانية.
لعلاقات الأردن مع الولايات المتحدة، كما لتركيا، طابع خاص وفريد ... فهي عابرة للإدارات المتعاقبة، وعابرة للحزبين اللذين يتناوبان السلطة في واشنطن، ولدى كل منهما، بطريقته الخاصة، مداخل وقواعد ارتكاز لدى مؤسسات «الدولة العميقة» في الدولة الأعظم ... مع أن قدرة تركيا، كبلد كبير، على اللعب في الهوامش، والاحتفاظ بمساحة للمناورة والاختلاف والتباين عن الولايات المتحدة، لا تقارن ببلد كالأردن، لديه هوامش ضيقة نسبياً للمناورة وحرية الحركة.... الأردن يأتي بعد إسرائيل، كثاني دولة متلقية للمساعدات الأمريكية، نسبة لعدد السكان، وتركيا تؤهلها مكانتها، للحصول على آخر ما أنتجته الترسانة العسكرية الأمريكية، ولطالما حظيت بموقع الدولة الأولى بالرعاية من قبل الحليف الأمريكي. 
كل ذلك، لم يمنع الولايات المتحدة، وتحديداً في عهد إدارة الرئيس ترامب، من أن تكون سبباً في صداع مزمن، قد يتحول إلى «تهديد وجودي» لكلا الدولتين الحليفتين ... واشنطن، قبل ترامب، وفي عهد أوباما، حملت على أكتافها، ملف «الكيانية الكردية» المستقلة أو شبه المستقلة، بما يهدد أمن تركيا واستقرارها وسلامة وحدتها الوطنية والترابية .... وواشنطن، بعد «صفعة القرن»، تقامر بتهديد أمن الأردن واستقراره، وهويته الوطنية وسلمه الاجتماعي، وأعمق مصالحه، وشرعية مستمدة في جوانب منها، من «شرعية دينية»، ورعاية ممتدة لمائة عام، للأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
واشنطن في عهد ترامب، تتنكر لأعمق المصالح التركية، وتبرز على السطح كلاعب مثير للقلق والمتاعب، دع عنك كل ما أشيع، عن صمت وتواطؤ مع المحاولة الانقلابية في أواسط العام 2016 ... وهي في سياساتها «الكردية» وانتشارها العسكري على مقربة من الحدود التركية مع كل من سوريا والعراق، لا تسعى فقط في احتواء إيران وضرب الإرهاب فحسب، بل وتعمل على لجم الطموحات التركية، والتلويح المستمر لأنقرة، بأن «الأسوأ» ما زال بانتظارها، إن هي ذهبت بأبعد ما هو مسموح، في علاقاتها مع طهران وموسكو.
وواشنطن في عهد ترامب كذلك، تصرفت مع الأردن، كما لو أنه دولة «لاتينية» بعيدة كل البعد عن فلسطين وصراعها مع إسرائيل في سبيل حرية شعبها واستقلاله، وهي التي تدرك أن للأردن مصالح في كل ملف من ملفات الوضع النهائي للمسألة الفلسطينية (الحدود، المياه، اللاجئون، القدس، السيادة، وغيرها) ... ويذهب صهر الرئيس بملف الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي وصفقة القرن، إلى حد التصريح بأن السيادة والوصاية على القدس، العاصمة الأبدية الموحدة لإسرائيل، هي من حق إسرائيل ومن حقها وحدها ... هكذا ومن دون مواربة أو روتوش، حتى لا نقول من دون «حياء أو خجل».
لا خوف على تركيا، فهي دولة كبيرة واقتصاد ناهض وديموغرافيا لا يمكن التقليل من وزنها، وفوق هذا وذاك، فلديها نظام سياسي يستمد قاعدته الاجتماعية وشرعيته من صناديق الاقتراع، وهي أتقنت لعبة «الرقص فوق حبل دقيق»، وتناور بين موسكو وطهران والخليج وواشنطن وبروكسيل ... لكن من حق الأردن، الدولة الصغيرة، أن تقلق وأن تتحسب، وأن تعمل بكل جهدها، لمواجهة استحقاق قد لا يكون بعيداً، وبرغم صعوبة الموقف، إلا أن الفرص لم تستنفذ، وكذلك ما تيسر من أوراق قوة، ما زالت بيده، وبيده وحده.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأردن وتركيا وإشكالية العلاقة مع «الحليف الأكبر» الأردن وتركيا وإشكالية العلاقة مع «الحليف الأكبر»



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نانسي عجرم تتألق بفستان فضي من توقيع إيلي صعب في إطلالة خاطفة للأنظار

دبي - المغرب اليوم

GMT 10:50 2025 السبت ,09 آب / أغسطس

درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025
المغرب اليوم - درة تتألق بإطلالات صيفية ملهمة في 2025

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

مخيتريان يبيِّن أن الانضمام لآرسنال من أهم أحلامه

GMT 02:18 2017 الجمعة ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رسل العزاوي تكشف عن امتلاكها قدرة على التقديم وجذب الحضور

GMT 15:34 2022 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

 مميش يؤكد أن مصر ستكون مصدرًا إقليميًا للهيدروجين الأخضر

GMT 09:06 2022 الخميس ,24 آذار/ مارس

طرق لإضافة اللون الأزرق لديكور غرفة النوم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib