كورونا وثلاثة أنماط من «فقهاء الظلام»

كورونا وثلاثة أنماط من «فقهاء الظلام»

المغرب اليوم -

كورونا وثلاثة أنماط من «فقهاء الظلام»

بقلم- عريب الرنتاوي

ثلاثة أنماط من «فقهاء الظلام»، تكشفت عنهم أزمة كورونا العالمية: «رجال دين»، خرجوا للتو من كهوفهم، يجادلون ببطلان فتوى صلاتي الجمعة والجماعة ... بعضهم، يدير ظهره للقانون وسيادته، ويصر أن «يفتح على حسابه»، يدعو المؤمنين اليائسين للتجمهر في الساحات، وبصورة تهدد حيواتهم وأرواحهم... بعض الدعاة في فلسطين، العائدين للتو من الباكستان، جاؤوا محمّلين بالفيروس، بل أن أحدهم أصر على كسر القفل الذي يغلق به أحد المساجد، معلناً تمرده على القانون والعرف ومقتضيات السلامة العامة.

آخرون، ما زالوا على ضلالهم، يدعون الناس لزيارة الأضرحة والمراقد ... المشاهد من العراق، وقبلها من إيران، كانت مؤسفة، وتشف عن مستوى العبث بحياة الناس ومصائرها، ودائماً بالاستناد إلى ما يعتقدونه عقائد وشرائع، مع أنها في الحقيقة، لا تزيد عن كونها عادات وخرافات متوارثة، تمنحهم وحدهم، الأهمية والسطوة والمكانة الاجتماعية والمال.

«رجال أعمال»، وتحديداً في الدول الصناعية، الكبرى والصغرى، الذين يمارسون عبر أذرعتهم الطويلة، ونفوذهم الوازن، ضغوطاً على حكومات بلادهم، لضمان تدفق الأموال إلى حساباتهم، حتى وإن كانت النتيجة كارثية بحق المئات والألوف، وربما غداً ملايين من البشر ... دول يقوم ازدهارها على الأجانب بسياحتهم واستثماراتهم، المهم بالنسبة لها الحفاظ على تدفقهم وبقائهم، حتى وإن كانت العاقبة وخيمة ... هي الحال في كثيرٍ من الدول الرأسمالية، حيث الربح أولاً، والسوق المفتوحة أولاً، واستمرار عجلة المال والأعمال بالدوران أولاً، وبأي ثمن... لا يهم كم سيصاب أو كم سيموت الناس في ولاية كاليفورنيا، الأهم ألا تضيع سدى «فرصة» أعياد الربيع على السائحين والسابحين على الشواطئ الدافئة... جشع هؤلاء أعمى أبصارهم، تماماً مثلما فعل التخلف بالفئة الأولى: جهل فرسانها أعمى بصائرهم».

«رجال سياسة»، انتهازيون بطبيعتهم، همهم البقاء في السلطة مهما كلّف الأمر ... يكذبون كما يتنفسون ... من هؤلاء دونالد ترامب على سبيل المثال، الذي لا يدخر فرصة تمر، من دون أن يقلل من شأن الكارثة، وهو الذي أنكرها في البدء... المهم ألا تتأثر الأسواق والبورصات، وألا يرتد ذلك سلبياً على مجريات وأرقام حملته الانتخابية على مبعدة أشهر قلائل من استحقاق نوفمبر القادم ... من هؤلاء أيضاً، بنيامين نتنياهو، الذي لم يدخر بدوره جهداً ولا وقتاً، من دون الاستثمار في الفيروس اللعين، والمبالغة في أضراره ونتائجه، طالما أن خلق حالة من «الذعر» يمكن أن تأتي بمنافسه وخصمه بيني غانتس على ركبيته، كعضو في حكومة طوارئ وطنية ... بين «تهوين» ترامب، و»تهويل» نتنياهو، تبدو الانتهازية طافحة ومثيرة للتقزز والاشمئزاز ... هذا السياسيّان ليسا سوى غيض من فيض ما يفعله بعض رجال السياسة، الذين تهمهم أرقام الاستطلاعات أكثر مما تهمهم أعداد الضحايا والمصابين.

ومن أسف، فإن كثرة كاثرة من شعوب الأرض، ما زالت تتبع «فقهاء الظلام» بفئاتهم المختلفة، كالقطيع ... رجال الكهوف لهم أنصارهم المستعدين دوماً للاستجابة لـ «فتاواهم» الشاذة، وهم يهرعون بالمئات والألوف وعشرات الألوف لتلبية نداءاتهم ... ترامب على أدائه المخجل والمؤسف في إدارة «ملف كورونا»، ما زال يحظى بتأييد 55 بالمئة من الأمريكيين، نتنياهو عزز مكانته في الانتخابات الأخيرة، التي التأمت مع بداية تفشي الوباء ... مؤسف أن «الشعوبية» ما زالت تجد ملايين الآذان الصاغية لشعاراتها و»رطانتها»، تماماً مثلما تجد الفتاوى الشاذة، ملايين الأتباع المستعدين لشرب «بول النياق» أو «بول البقرة المقدسة»، أو السير على الأقدام لعشرات الكيلومترات لـ «التمسّح» بهذا الضريح أو «التمرغ» على عتبات ذاك المقام.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا وثلاثة أنماط من «فقهاء الظلام» كورونا وثلاثة أنماط من «فقهاء الظلام»



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib