غزة- المغرب اليوم
تتواصل الجهود الدولية والمحلية لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، وسط تحديات وضغوط داخلية في كلا الطرفين. في الوقت الذي يطالب فيه الفلسطينيون بإطلاق سراح عدد كبير من المعتقلين، تتأخر القائمة النهائية للسجناء الذين تعتزم إسرائيل إطلاق سراحهم مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة. وتأتي هذه التأجيلات نتيجة خلافات وضغوط سياسية داخل إسرائيل بشأن بعض الأسماء التي تطالب حماس بالإفراج عنها.
في هذا السياق، تضم القائمة التي قدمتها حماس للوسطاء في شرم الشيخ شخصيات بارزة وقيادات فلسطينية تقضي أحكاماً بالسجن المؤبد، وتمثل رموزًا مهمة في الساحة الفلسطينية، خاصة في السجون الإسرائيلية. وتقدر مصادر فلسطينية عدد الأسرى الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم بنحو 250 شخصاً، في مقابل تسليمها الرهائن الإسرائيليين الموجودين في غزة، والذين يُعتقد أن عددهم يصل إلى 47 رهينة. ويشمل الاتفاق المحتمل أيضاً إطلاق سراح نحو 1700 من سكان غزة الذين اعتقلوا منذ بدء الحرب، بالإضافة إلى تسهيلات أخرى.
من بين أبرز الأسماء المطالب بالإفراج عنها، يأتي عبد الله البرغوثي، المعروف بـ "مهندس حماس"، والذي يحمل أعلى حكم بالسجن في العالم، إذ صدر بحقه 67 مؤبداً. ويعتبر عبد الله البرغوثي أحد أبرز خبراء صناعة المتفجرات في حماس، حيث شارك في تنظيم وتنفيذ عدد من العمليات الكبرى ضد أهداف إسرائيلية، مما جعله شخصية ذات أهمية استراتيجية في الحركة. وقد قضى سنوات طويلة في العزل الانفرادي داخل السجون الإسرائيلية.
أما مروان البرغوثي، القيادي الكبير في حركة فتح، فهو رمز بارز في العمل السياسي والمقاومة الفلسطينية، وحكم عليه بخمسة مؤبدات بالإضافة إلى 40 عاماً. ويُعتبر مروان البرغوثي، الذي بدأ نشاطه السياسي في سن مبكرة، مرشحاً محتملاً لتولي منصب قيادي في السلطة الفلسطينية مستقبلاً، ويُنظر إليه كخيار يمكن أن يوحد مختلف الأطياف الفلسطينية.
كذلك يبرز اسم إبراهيم حامد، القائد السابق للجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية، والذي حكم عليه بـ 54 مؤبداً. ويُعتبر حامد من أخطر المعتقلين الفلسطينيين وفق الإعلام الإسرائيلي، وقد عانى لعزل انفرادي طويل، كما تعرضت عائلته للملاحقة والاعتقالات المتكررة.
من جهة أخرى، أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، يقضي حكماً بالسجن لمدة 30 عاماً. واعتقلته إسرائيل عام 2006 بعد اقتحام سجن أريحا التابع للسلطة الفلسطينية في عملية عسكرية معقدة. خلال سنوات سجنه الطويلة، تعرض سعدات للعزل الانفرادي والحرمان من الزيارات، ولكنه ظل نشطاً فكرياً وسياسياً داخل السجون، وكتب عدة مؤلفات حول سياسة العزل الانفرادي.
ويتضمن الطلب أيضاً إطلاق سراح حسن سلامة، أحد قادة كتائب القسام، الذي يقضي حكمًا بالسجن لمدة 48 مؤبداً، ويُتهم بالمسؤولية عن عدد من عمليات التفجير الكبرى التي استهدفت الإسرائيليين في فترة الانتفاضة الأولى، وتعرض لعزل انفرادي طويل الأمد. بالإضافة إلى عباس السيد، القيادي في الجناح العسكري لحماس، الذي حُكم عليه بالسجن 35 مؤبداً بالإضافة إلى عقوبات أخرى، ويُتهم بتخطيط تفجير فندق بارك في نتانيا الذي أودى بحياة عشرات المدنيين.
تأتي هذه الأسماء في قلب المفاوضات والتوترات المستمرة حول صفقة تبادل الأسرى، والتي تكتسب أهمية سياسية وإنسانية كبيرة في ظل الأزمة القائمة في غزة والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. ويترقب الفلسطينيون والعالم أجمع نتائج هذه المفاوضات التي قد تشكل منعطفاً جديداً في مسار الصراع وتخفيف معاناة الأسرى والرهائن على حد سواء.
قد يهمك أيضا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر