فائض الدولار الهائل في الصين يحميها من أي صدمات إقتصادية ويُحيِّر الأسواق العالمية
آخر تحديث GMT 03:06:20
المغرب اليوم -

فائض الدولار الهائل في الصين يحميها من أي صدمات إقتصادية ويُحيِّر الأسواق العالمية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - فائض الدولار الهائل في الصين يحميها من أي صدمات إقتصادية ويُحيِّر الأسواق العالمية

الدولار الأميركي
بكين - المغرب اليوم

تمنح الفوائض التجارية غير المسبوقة والتدفقات القياسية في سوق السندات الصيني مخزوناً من الدولارات لم يسبق له مثيل، منذ الأيام التي تم فيها إلقاء اللوم على "وفرة المدخرات الآسيوية" لإبقاء أسعار الفائدة الأميركية منخفضة للغاية وتغذية أزمة القرض العقاري عالي المخاطر.ولكن على عكس ما حدث في ذلك الوقت، عندما أعادت الصين بشدة تدوير حيازاتها من الدولار في سندات الخزانة الأميركية، فإن الكومة العملاقة من احتياطيات النقد الأجنبي في الصين تظل مستقرة على نطاق واسع.يعني هذا أن الدولارات يتم توجيهها إلى مكان آخر، ولكن ما هي تلك الوجهة تحديداً، إن ذلك أمر يُثبت أنه ينطوي على شيء من الغموض.

في حين أن بعض تدفق الدولار هذا ينتهي به المطاف كودائع في البنوك الصينية، فإن بند "الأخطاء والإغفالات" الكبير في ميزان مدفوعات الصين يشوش الصورة.الأمر الواضح هو أن الدولارات توفر للصين حماية مهمة ضد أي صدمات مستقبلية في الاقتصاد العالمي، حتى في الوقت الذي تكافح فيه الشركات الفردية مثل "إيفرغراند" لسداد ديونها.يقول ألفين تان، رئيس استراتيجية الصرف الأجنبي في آسيا في قسم هونغ كونغ لشركة "آر بي سي كابيتال ماركتس": "من الصعب للغاية الحصول على رؤية واضحة للكيفية التي يتم فيها إعادة تدوير فائض الحساب الجاري الصيني".

ومع ذلك، فإن الدولارات تعني أنه "مهما كانت التحديات الاقتصادية التي ستواجه الصين في المستقبل، فهناك خطر ضئيل فيما يتعلق بميزان المدفوعات أو مشكلة الديون الخارجية"، على حد قول تان.ووفقاً لتقديرات "مورغان ستانلي"، فإن الودائع المصرفية بالعملات الأجنبية هي أقل بقليل من مستوى قياسي يبلغ تريليون دولار، بينما بلغ الفائض التجاري في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام حوالي 440 مليار دولار مقارنة بمتوسط عامي 2015-2019 البالغ 336 مليار دولار و325 مليار دولار لعام 2020.في الوقت نفسه، أغلقت سياسة "صفر كوفيد" المتشددة حدود البلاد، وأبقت ملايين السياح الصينيين ومدخراتهم في وطنهم.

يجادل بعض المحللين بأن الحساب الجاري المزدهر سمح لصانعي السياسة في الصين بكبح جماح كميات هائلة من الديون، وبدء حملة طال انتظارها للحدّ من الديون المرتفعة في قطاع العقارات المتعثر هذا العام.لكن هذا يترك سؤالاً حول ما إذا كان طلب أمريكا على السلع سيحافظ على الزخم الكافي لتعويض آثار نمو الائتمان الأبطأ في الصين.كتب جون توريك من "جي إس تي أدفايزرز" في بحث نشر حديثاً: "أصبحت سياسة الاقتصاد الكلي الصينية رهاناً كبيراً على النمو في الولايات المتحدة، حيث حاولت استبدال اندفاعها الائتماني بواسطة الحساب الجاري".

يضيف توريك: "شددت الصين الائتمان، بينما تضخم فائض الحساب الخارجي عن السيطرة. سمح ذلك للصين باستيراد الطلب الكلي الذي كانت "تضحي به" بسبب خفض نمو الائتمان".من المقرر أن تصدر "إدارة الدولة للنقد الأجنبي" يوم الجمعة بيانات ميزان المدفوعات للربع الثالث. ويتوقع الاقتصاديون أن الصين ستحقق فائضاً تجارياً آخر عندما تصدر بيانات أكتوبر يوم الأحد، وهذه المرة تصل قيمته إلى 66.1 مليار دولار.انزلق الحساب الجاري للصين - وهو مقياس للتجارة والاستثمار - إلى أرقام سالبة في الربع الأول من عام 2018 للمرة الأولى منذ انضمامها إلى "منظمة التجارة العالمية" في عام 2001، مما أثار تساؤلات حول ما يعنيه ذلك بالنسبة لتدفق رأس المال في جميع أنحاء العالم.

وكانت الصين قد هبطت إلى المنطقة الخطرة مرة أخرى في الربع الأول من العام الماضي عندما أغلقت قيود فيروس كورونا المصانع، لكنها انتعشت منذ ذلك الحين مع عودة محركات التصدير الصينية إلى أقصى سرعة.إحدى نتائج تدفق الدولار هي قوة اليوان المستمرة - إذ كانت العملة الأفضل أداءً في آسيا هذا العام مقابل الدولار. لكن هذا لا يكفي لشرح ما يحدث لكل تلك الدولارات.تقول بيكي ليو، رئيسة استراتيجية الاقتصاد الكلي للصين في "ستاندرد تشارترد"، إن أحد الاحتمالات هو أن الشركات تركت جزءاً كبيراً من عائدات التجارة الخارجية في الخارج.

وتضيف: "هذا يعني أن حيازات العملات الأجنبية المتزايدة مملوكة بشكل أساسي للقطاع الخاص، وليس القطاع العام".وقالت إن الزيادة التدريجية للعملة الأجنبية في الأصول من قبل كيانات القطاع الخاص الصيني، بدلاً من التدفق إلى القطاع العام، ستساعد في تقليل تقلبات السوق وإعداد الصين لمزيد من الانفتاح في حساب رأس المال الخاص بها."ما زلنا نتوقع أن تظل صادرات الصين قوية، على الرغم من أن النمو السنوي قد يتباطأ، بينما ستظل قيود السفر الدولية إلى حدٍ كبير في الربع أو الربعين المقبلين، لذلك يجب الحفاظ على نمط الفوائض الضخمة في الحساب الجاري في الصين."

وقال هوانغ يبينغ، العضو السابق في لجنة السياسة النقدية لـ"بنك الشعب الصيني"، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ إن فائض الحساب الجاري من المرجح أن يتراجع عن هذه المستويات العالية مع تراجع الصادرات.وأضاف: "أعتقد أن هذا الفائض الضخم في الحساب الجاري غير طبيعي... بمجرد انتهاء الوباء، يجب أن نتوقع بعض التطبيع لهذه الأرقام".لكن حتى الآن على الأقل، لا تزال الدولارات تتدفق.قدَّرت مجموعة "غولدمان ساكس" صافي التدفقات بنحو 14 مليار دولار في سبتمبر، أي أعلى بكثير من 5.5 مليار دولار المسجلة في أغسطس، مدعومة بفائض تجارة السلع والأجانب الذين يشترون المزيد من السندات الصينية.

يُظهر التحليل الذي أجراه ستيفن جين، الذي يدير "يوريزون إس إل جي كابيتال"، وهو صندوق تحوط وشركة استشارية تتخذ من لندن مقراً لها، أن معدل تشغيل الفائض التجاري الصيني يقترب من 600 مليار دولار سنوياً، والذي في حال استمراره كذلك سيصبح ثاني أعلى معدل. ويشير إلى أن ميزان المدفوعات متدفق بنفس القدر منذ أن سجل معدل قياسي في عام 2007.
تشمل النظريات الأخرى حول إعادة تدوير الدولارات، الشركات الصينية التي تستثمر في الخارج أو تستخدم الأموال النقدية لتمويل مشاريع مثل مبادرة الحزام والطريق.
كتب جين في مذكرة: "لقد تسبب الوباء في حدوث تشوهات ضخمة في العالم، أحدها يتمثل في الفائض التجاري الكبير للغاية في الصين".وأضاف أن "كوفيد طويل الأمد" يجب أن يعني أن مثل هذا الفائض التجاري الممتلئ يجب أن يستغرق وقتاً حتى يتلاشى.

قد يهمك أيضَا :

الذهب يصعد مع هبوط الدولار وتراجع سندات الخزانة الأميركية

بورصة وول ستريت تصعد مع استقرار عوائد سندات الخزانة الأميركية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فائض الدولار الهائل في الصين يحميها من أي صدمات إقتصادية ويُحيِّر الأسواق العالمية فائض الدولار الهائل في الصين يحميها من أي صدمات إقتصادية ويُحيِّر الأسواق العالمية



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:31 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً
المغرب اليوم - اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً

GMT 13:17 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
المغرب اليوم - الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون

GMT 15:10 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

ما صدر في قضية بورسعيد قرار والحكم 9 مارس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib