ناقش وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الأميركي ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي مايكل والتز، سبل تكثيف التنسيق والعمل المشترك تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وذلك خلال لقاءين منفصلين في واشنطن، مساء أول من أمس.
وبحث وزيرا الخارجية مستجدات غزة والسودان واليمن والأزمة الأوكرانية، والمساعي المبذولة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين. كما استعرض الأمير فيصل بن فرحان مع روبيو ووالتز فرص تطوير العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات.وذكرت الخارجية الأميركية، في بيان، أن روبيو ثمّن «جهود السعودية لتسهيل التوصل إلى سلام بين روسيا وأوكرانيا».
سجّل التنسيق السعودي الأميركي رفيع المستوى، نشاطاً لافتاً خلال الأيام القليلة الماضية، وشهد التنسيق 5 محطات من المباحثات الثنائية خلال أسبوع، عبر مشاورات تضمّنت الجوانب السياسية والدفاعية والأمنية والعلاقات الثنائية، والتطورات الإقليمية والدولية.
ووسط زخم تشهده العلاقات الثنائية باستقبال الرياض لوفود أميركية برئاسة وزير الخارجية الأميركي أكثر من مرة خلال الأسابيع الماضية، وقبل أسابيع من زيارة يخطّط لها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية في مايو (أيار) المقبل، ستكون هي الأولى خارجياً له خلال ولايته الثانية؛ أجرى قائد القيادة المركزية الأميركية إريك كوريلا جولة في المنطقة شملت 5 دول لمدة 5 أيام، من الأول إلى الخامس من الشهر الجاري، قضى يومين منها في السعودية، والتقى خلالهما نهاية الأسبوع الماضي برئيس هيئة الأركان العامة الفريق الأول الركن فياض الرويلي.
وأكّد بيانٌ صادر عن القيادة المركزية الأميركية أن النقاشات شملت «المخاوف الأمنية المشتركة، وأهمية الاستعداد المشترك، وقابلية التشغيل البيني، والالتزام المتبادل بمعالجة التهديدات الإقليمية».
ومطلع الأسبوع الجاري، استقبل نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى السعودية، أليسون ديلوورث.
واستعرض الجانبان، وفقاً لـ«الخارجية» السعودية، العلاقات الثنائية، إلى جانب مناقشة أبرز المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة بشأنها.
والاثنين، بحث الأمير خالد بن سلمان وزير الدفاع السعودي مع نظيره الأميركي بيت هيغسيث، تطورات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة تجاهها، ورؤية البلدين لدعم أمن واستقرار المنطقة والعالم.
جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه الأمير خالد بن سلمان من الوزير هيغسيث، استعرضا خلاله العلاقات السعودية - الأميركية، وآفاق التعاون بالمجال الدفاعي، وناقشا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
من جانبه، ذكر شون بارنيل المتحدث باسم «البنتاغون»، في بيان، أن الوزيرين «تبادلا وجهات النظر حول الوضع الأمني الإقليمي، بما في ذلك التقدم المحرز في العمليات الأميركية الرامية إلى تقويض قدرات الحوثيين، والحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأحمر».
وأضاف البيان أن الجانبين ناقشا أيضاً «فرص توسيع الشراكة الأميركية - السعودية في الشؤون الدفاعية، واتفقا على استمرار التواصل الوثيق».
والثلاثاء، وصل الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، إلى العاصمة الأميركية واشنطن، في زيارة رسمية، التقى خلالها، الأربعاء، بنظيره الأميركي ماركو روبيو، في مقر وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن.
وبحث وزير الخارجية السعودي مع نظيره الأميركي، المستجدات في قطاع غزة، والسودان، واليمن، والأزمة الروسية - الأوكرانية، وتبادلا وجهات النظر حيالها، والمساعي المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والسلم الدوليين، كما ناقشا سبل تكثيف التنسيق والعمل المشترك تجاه القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين.
كما استعرض الوزيران العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وفرص تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، وأشارت تامي بروس المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، في بيان، إلى أن الوزير روبيو «أعرب عن شكره للجهود التي تبذلها السعودية لتسهيل التوصل إلى السلام بين روسيا وأوكرانيا، وتعزيز التعاون الاقتصادي والدفاعي، والقضاء على تهديد الحوثيين في المنطقة، واستعادة حرية الملاحة في البحر الأحمر».
وأضافت بروس أن الوزيرين «ناقشا الجهود الدبلوماسية المبذولة في موضوع غزة للإفراج عن الرهائن، والعمل من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في القطاع، مع نزع سلاح حركة (حماس) وسلطاتها بشكل كامل»، وكذلك «أهمية العلاقات بين البلدين، مؤكدين التزامهما باستكشاف سبل تعزيز شراكتهما».
وأشار البيان إلى أن الأمير فيصل بن فرحان وروبيو «اتفقا على ضرورة أن تقوم القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع) باستئناف محادثات السلام، وحماية المدنيين، وفتح الممرات الإنسانية، والعودة إلى الحكم المدني».
والتقى الوزير السعودي، الخميس، بمستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز، في البيت الأبيض بالعاصمة واشنطن، واستعرض الجانبان أوجه العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وآفاق التعاون المشترك وسبل تعزيزه، وناقشا عدداً من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
والأربعاء، كشفت وزارة الدفاع السعودية، أن مساعد وزير الدفاع للشؤون التنفيذية الدكتور خالد البياري، التقى نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط مايكل دومينو.
وأكدت الوزارة في بيان نشرته عبر منصة «إكس»، أن الجانبين بحثا فرص تطوير التعاون الثنائي في مجال بناء القدرات الدفاعية، «بما يُرسّخ الشراكة الاستراتيجية بين وزارتي الدفاع في البلدين الصديقين».
وبحسب المتخصص في الشؤون الأميركية والدولية أحمد آل إبراهيم، فإن التنسيق السعودي الأميركي يمر بأحد أفضل أوقاته، مشيراً في تعليق لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الظروف الدولية والإقليمية تحتم على الجانبين تعزيز التنسيق والتشاور، بما يجعلنا نرصد ونتابع 5 محطات من المشاورات خلال أقل من 7 أيام.
ولفت آل إبراهيم إلى أن المستوى المرتفع من التنسيق الجاري يؤكّد على أهمية السعودية بالنسبة للأمن والسلم الدولي والإقليمي من جهة، وبالنسبة لواشنطن من جهة أخرى، خصوصاً فيما يتعلق بملفات حرية الملاحة في البحر الأحمر، وملفات أخرى رئيسية مثل الحرب في غزة، والسودان وملفي سوريا ولبنان، وموضوع الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
وأردف آل إبراهيم، بأن أهم ملفين في السياسة الخارجية لواشنطن، يحظيان بانخراط سعودي كبير في سبيل الدعوة لوقف الحرب في غزة من جهة، والجهود السعودية المبذولة في إطار استضافة ورعاية المباحثات المتعلّقة بالحرب في أوكرانيا، والعلاقات الروسية الأميركية أيضاً.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر