توزيع المساعدات يُعيد أحياء فقيرة في المغرب إلى أجواء عام البون
آخر تحديث GMT 18:51:11
المغرب اليوم -

خرق مواطنون حالة الطوارئ الصحية بحثًا عن الغذاء لأطفالهم

توزيع المساعدات يُعيد أحياء فقيرة في المغرب إلى أجواء "عام البون"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - توزيع المساعدات يُعيد أحياء فقيرة في المغرب إلى أجواء

توزيع المساعدات
الرباط -المغرب اليوم

أظهرت أزمة "كورونا" أن فئات واسعة من المغاربة ما زالت ترزح تحت عتبة الفقر المدقع، إلى درجة أن عددا كبيرا من المواطنين أصبحوا يخرجون إلى الشارع، نهارا وحتى ليلا، خارقين حالة الطوارئ الصحية بحثا عن مساعدات غذائية، بعد أن أغلقت جائحة كورونا مصادر رزقهم، إذ يشتغل أغلبهم في القطاع غير المهيكل.في مدينة فاس، تسود في عدد من الأحياء الفقيرة، مثل جنان الورد والمرينيين والأمل... أجواء أشبه بأيام "عام البُون"، حيث يتجمهر المواطنون المدفوعون بالفقر أمام المقاطعات أو في أي مكان آخر يصلهم خبر توزيع المساعدات الغذائية فيه، بحثا عن قفّة من المواد الغذائية، دون إيلاء أي اعتبار لتدابير الحجر الصحي.

وتُظهر صور ومقاطع فيديو، التُقط بعضها بالليل وأخرى بالنهار، مئات المواطنين متجمهرين دون انتظام في أماكن متفرقة، توزع فيها المساعدات الغذائية ليلا، في غياب أدنى شروط الحماية والوقاية من الإصابة بفيروس "كورونا"، حيث تتزاحم أجساد المتجمهرين حدّ الالتصاق، وأغلبهم لا يضعون الكمامات الواقية."الأسر الفقيرة تعيش وضعية كارثية"، يقول محمد، صاحب متجر لبيع المواد الغذائية في منطقة جنان الورد بمدينة فاس، مضيفا: "كل نهار عشرات النساء والرجال كيسولوني واش مكنعرفش اللي كيفرق المعاونة، وأغلب هؤلاء الناس من خلال كلامهم كيْبان بأنهم ماشي من هواة التسول وإنما خرّجهم الفقر يقلبو على المساعدة".

المَشاهد نفسها تتكرر في مدن أخرى، إلى درجة أن مواطنين أصبحوا يخوضون مسيرات احتجاجية للمطالبة بالحصول على المساعدات الغذائية، كما حصل في حي عين اخسي في مدينة مراكش، حيث سار العشرات من المواطنين، رجالا ونساء، كما أظهر مقطع فيديو، مطالبين بالمعونة الغذائية، في مشهد وصفه موثق الفيديو بـ"المرعب".سبب خروج المواطنين المعوزين إلى الشارع للمطالبة بالاستفادة من المعونة يعزوه محمد أعراب، فاعل جمعوي بمدينة فاس، إلى سببين؛ الأول هو عدم استفادة عدد من الأسر المتوفرة على بطاقة "راميد" من الدعم الذي منحته الدولة للفئات الهشة، والثاني هو أن العرض من المواد الغذائية الموفَّر لمساعدة الأسر الفقيرة أقل من الطلب.

وخرج عشرات الأشخاص قبل أيام في مقاطعة بنسودة بفاس للاحتجاج في الشارع، مرددين شعار "بغينا فلوس راميد"؛ وبالرغم من تراجع أعداد المواطنين الذين يخرجون إلى الشارع طلبا للمساعدة الغذائية، فإن عددا كبيرا من الأسر في الأحياء الشعبية تعاني من الهشاش، "ومتضررة بزاف"، يقول أعراب.ولم يعد المواطنون المعوزون يجدون أي حرج في الكشف عن وضعهم الاجتماعي الهش أمام الرأي العام. يقول رجل يقطن بـ"الدائرة 45 بفاس"، في مقطع فيديو: "شوفو وجْهنا كي ولا، بحال الكاغيط ديال الزعفران"، مضيفا بغضب: "فيناهوما القرايْب (قفف المواد الغذائية) اللي گلتو غتفرقوها علينا".

في مقطع فيديو آخر، تقول سيدة وسط حشد من المواطنين أمام مؤسسة رسمية بفاس: "أنا هجّالة وامّي هجّالة، وما استفادنا من والو"، قبل أن يزيحها رجل أمام عدسة الهاتف، ليشتكي بدوره قائلا: "أنا عندي تْمنيا ديال لولاد، والمْرا تسعود وانا عشرة وامّي حضاش، ما عندنا ما ناكلوا وما استافدنا من والو".وبالرغم من أن السلطات العمومية منعت التجمعات وفرضت حظر التجول بعد الساعة السابعة مساء، فإن السلطات تبدو عاجزة عن التحكم في الوضع ومنع الناس من الخروج من بيوتهم داخل الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية.في هذا الإطار، قال محمد أعراب إن السلطة المحلية يصعب عليها أن تمنع الناس من الخروج، في ظل محدودية إمكانياتها؛ لأن كل عوْن سلطة يُكلَّف بأربعة أو خمسة أحياء، يسكنها آلاف المواطنين، أغلبهم يعيشون وضعية اجتماعية صعبة، مضيفا: "في فاس را كاينين شي أحياء لا دخل لهم عون السلطة ما يقدرش يعاود يخرج".

وقد يهمك ايضا:

استمرار المبادرات التضامنية بين المواطنين بعد تزامن "الحَجر الصّحي" مع شهر رمضان

جمعية "باقي الخير" تُوزّع آلاف المساعدات الغذائية في طنجة والنواحي

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توزيع المساعدات يُعيد أحياء فقيرة في المغرب إلى أجواء عام البون توزيع المساعدات يُعيد أحياء فقيرة في المغرب إلى أجواء عام البون



داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 18:24 2025 الأربعاء ,10 أيلول / سبتمبر

إسرائيل تقصف اليمن في أطول طلعة جوية منذ بدء الحرب
المغرب اليوم - إسرائيل تقصف اليمن في أطول طلعة جوية منذ بدء الحرب

GMT 22:07 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
المغرب اليوم - سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية

GMT 06:24 2025 الثلاثاء ,09 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج​ اليوم الثلاثاء 09 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 17:27 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 07:05 2025 السبت ,06 أيلول / سبتمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 06 سبتمبر/ أيلول 2025

GMT 15:38 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

انفراجات ومصالحات خلال هذا الشهر

GMT 03:20 2012 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

الوعي البيئي

GMT 00:52 2020 الخميس ,09 إبريل / نيسان

حلبة تزلج إسبانية تتحول إلى مشرحة

GMT 06:49 2019 الثلاثاء ,21 أيار / مايو

أفضل 5 أفكار لإعادة إحياء جدران منزلك التقليدي

GMT 14:17 2016 الخميس ,05 أيار / مايو

اعتني بأظافرك لتعتني بجمالك

GMT 22:21 2017 الجمعة ,07 إبريل / نيسان

إعلام "التريند"!

GMT 18:16 2017 الأربعاء ,14 حزيران / يونيو

أحمد شوبير يفتح ملف تنظيم قطر لكأس العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib