ماريام نواز تحلُّ مكان عائلتها في رئاسة الحزب الحاكم في باكستان
آخر تحديث GMT 11:18:47
المغرب اليوم -

قارة آسيا تعطي الفرص الأكبر للنساء لتصدر المشاهد

ماريام نواز تحلُّ مكان عائلتها في رئاسة الحزب الحاكم في باكستان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ماريام نواز تحلُّ مكان عائلتها في رئاسة الحزب الحاكم في باكستان

رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف
اسلام اباد - المغرب اليوم

يعتبر عزل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف من منصبة، ومنعه من خوض الانتخابات المقبلة، جاء بسبب مزاعم ابتزاز واستغلال منصبه، ومن المتوقع أن تتولى زوجته بيغوم كلثوم نواز، وابنتهما ماريام نواز، شؤون الحزب الحاكم, فعلى مدار السنوات القليلة الماضية، تقلدت ماريام عددًا من المناصب السياسية الرفيعة، بتكليف من والدها نواز شريف، مما زاد من شعبيتها ونفوذها بسرعة كبيرة في باكستان، وداخل حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية" الحاكم.
 
 وتكشف التقارير الإعلامية أنها تخوض الانتخابات الفرعية من خلال المقعد الذي خلفه والدها, ولكن هذا الوضع ليس بالجديد على التاريخ السياسي لقارة آسيا، حيث سبق أن حملت النساء صولجان السياسة عقب خروج الرجال من العائلة نفسها من المشهد السياسي, فلطالما كانت الأسر الحاكمة سمة مميزة للسياسة في آسيا، وكثيرًا ما ورثت البنات والزوجات تركات العائلات السياسية الكبيرة.
 
وبلغ عدد النساء اللاتي ورثن مناصب قيادية في تلك القارة نحو العشر، فكان منهن البنت والزوجة والأرملة، ومنهن من قدن حركات المعارضة الديمقراطية في مختلف أرجاء القارة قبل أن يتقلدن السلطة، وبعضهن تولين الرئاسة في دول ذات أغلبية مسلمة.
 
وعلق الكاتب السياسي أندر مهوترا على ذلك قائلًا "إن جميع النساء اللاتي حكمن البلاد فعلن ذلك مستفيدين من أسماء أباءهن أو أزواجهن, وفي السباقات الجارية حاليًا، فإن ماريام، ابنة رئيس الوزراء الباكستاني المعزول، تستعد حاليًا لدخول المعترك السياسي خلفًا لوالدها المعزول, وفيما يخص زرداري، أرمل بي نظير بوتو، فهو الأخر يعد ابنتهما بختوار للدخول في حقل السياسة، مما يعنى أن طابورًا طويلًا من الساسة النساء يجرى إعدادهن لحمل لواء عائلاتهن الحاكمة في المعترك السياسي في المنطقة".
 
وتعد السريلانكية سيرمافو بندرنايك أول سيدة في العالم الحديث ترأس حكومة بلادها، وكان ذلك عندما عينت رئيسة للوزراء عام 1960، عقب اغتيال زوجها سولومون بندرنايك خلال فترة توليه المنصب عام 1959, بعد ذلك، تولت سيدات مقاليد الحكم في الهند وباكستان وبنغلاديش والفلبين وميانمار وكوريا الجنوبية وإندونيسيا، والأغرب كان تولي ابنة بندرنايك شاندريك كومارتونغا رئاسة الوزراء في سيريلانكما، خلفًا لوالدتها التي خلفت زوجها هي الأخرى.
 
 
 
لكن لماذا النساء؟
 
لماذا جاء بروز النساء في العائلات الحاكمة من قارة آسيا، تحديدًا جنوب آسيا الأكثر إيمانًا بالقيم الأبوية؟ على الرغم من أن النساء لعبن أدوارًا سياسية مهمة في مرحلة ما بعد الاستعمار، وخلال فترات النضال من أجل الاستقلال، فإن أدوارهن السياسية تراجعت لاحقًا بدرجة كبيرة, ومع ما شهدته كثير من الدول، مثل الهند وباكستان وميانمار وبنغلاديش، من بروز لبعض العائلات السياسية، فالنساء الأكثر استفادة من صعود عائلاتهن للمعترك السياسي، وكن غالبًا يلقبن بـ"الأخت" أو "العمة" أو "الأم".
 
بيد أن "اختيار سيدة لخلافة المنصب كان له ميزته الخاصة، حيث غالبًا ما يكون لتلك السيدة "كاريزمتها التي ورثتها" عن عائلتها، فيما يكون الحكم على الرجل الذي تولى منصبًا بالخلافة من خلال سماته الخاصة، حيث يصعب الجزم بامتلاكه لسمات الأب أو الأخ نفسها, على الجانب الآخر، فإن الأرملة أو الزوجة أو الابنة غالبًا ما ينظر إليها باعتبارها نموذجًا يحاكي كاريزما زوجها أو أبيها.
 
ويؤكد تقرير ألماني حمل عنوان "الأسر الحاكمة والقيادة النسائية في آسيا"، الذي أعد لمؤسسة العلوم الألمانية، أنه "ما من شك في أن ظهور القادة السيدات يعود إلى انتمائهن إلى عائلات كبيرة، فهن إما بنات أو زوجات أو أرامل لرؤساء حكومات أو كبار رموز معارضة سابقين".
 
 
 
الاستفادة من اسم العائلة
 
لجأ كثير من النساء اللاتي ورثن السياسة عن رجال العائلة إلى استخدام اسم عائلاتهن لمنفعتهن السياسية. وذات مرة، صرحت كورازون أكينو، التي تولت رئاسة الفلبين عقب اغتيال زوجها زعيم المعارضة بنين أكينو، عام 1986، قائلة "أدرك حدودي، ولا أحب السياسة, ودخلت هذا المعترك بسبب زوجي فقط", ولا يختلف الحال كثيرًا بالنسبة لإيطالية المولد سونيا غاندي، سليلة عائلة نهرو غاندي السياسية الشهيرة، التي أصبحت رئيسة البرلمان عام 1998، قبل أن تقود حزبها للفوز في الانتخابات عام 2004، ثم عام 2009، عقب اغتيال زوجها رئيس الوزراء راجيف غاندي على يد متمردي التاميل.
 
تعتبر والدة زوجها أنديرا غاندي ثالث رئيسة للوزراء، وأول سيدة ترأس الهند, وكان الأب الروحي للهند، جواهر لال نهرو، أول رئيس للوزراء, وشأن كثير من نظيراتها من القادة النساء، حافظت سونيا على التقليد العائلي بوارثتها للمنصب. واغتيلت أنديرا غاندي على يد حراسها، ليخلفها ابنها راجيف غاندي رئيسًا للوزراء.
 
وخطت شاندريكا كماراتونغا أول خطواتها في السياسة في سن مبكرة؛ لم تكن قد تخطت الرابعة عشرة من عمرها عندما اغتيل والدها، ولذلك قفزت والدتها إلى رئاسة الحزب، لتصبح أول رئيسة للوزراء في العالم, وفي عام 1988، قام ماركسي باغتيال فيجايا، زوج شاندريكا كماراتونغا الذي كان ممثلًا سينمائيًا وسياسيًا معروفًا.
 
وتسببت الحادثة في رحيل الأرملة شاندريكا عن سريلانكا لبعض الوقت، لتعمل لدى بعثة الأمم المتحدة في نيويورك، لكنها عادت إلى بلادها عام 1991 لتصبح رئيسة لسريلانكا من عام 1994 - 2005.
 
وشغلت خالدة زيا، أرملة القائد العسكري زيوار رحمن الذي تعرض للاغتيال، منصب رئيسة الوزراء في بنغلاديش، خلال الفترة من 1991 - 1996، ثم من 2001 - 2006، وكانت أول سيدة تتقلد منصب رئيس الوزراء في بنغلاديش.
 
 
 
اليتم
 
يذكر أن السبب في دخول الباكستانية بي نظير بوتو، والبنغالية الشيخة حسينة، والبورمية آنغ سان سو كي، المعترك السياسي لم يكن الترمل، بل اليتم. فوالد بي نظير، رئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقار على بوتو، أعدم بحكم قضائي صدر عن الحاكم العسكري، فيما تعرض والد حسينة، الشيخ مجبور رحمن، للاغتيال مع أحد أفراد عائلته عقب انقلاب عسكري، وكذلك الحال بالنسبة لسو كي، ابنة زعيم استقلال البلاد أونغ الذي اغتيل عام 1947.
 
وتشغل الشيخة حسينة حاليًا منصب رئيسة وزراء بنغلاديش في فترتها الثانية، وكانت قد أمضت فترة كاملة بين عامي 1996 - 2001، وكان ذلك عقب زواجها, وكانت بي نظير بوتو، أول رئيسة وزراء باكستانية، تزوجت من أصف زرادي خلال فترة عملها السياسي, وتولت بوتو رئاسة الوزراء في بلادها مرتين، قبل أن ينتهي عملها السياسي الصاخب باغتيالها عام 2007، لكنها كانت أول سيدة تحتل هذا المنصب في بلادها.
 
وتعد البورمية أونغ سان سو كي، ابنة الزعيم الثوري البارز أونغ سان، ضمن أشهر بنات كبار الساسة في العالم، حيث ينظر لها باعتبارها قائدة لشعبها, فبعد سنوات من وضعها قيد الإقامة الجبرية لسنوات من قبل ما يعرف بلجنة السياسة ببلادها، أصبحت أونغ عضوًا بالبرلمان.
 
 وحكمت بارك جين كوريا الجنوبية، فهي ابنة بارك تشونغ الذي كان ثالث رئيس للبلاد وديكتاتورًا عسكريًا في حقبة الستينات والسبعينات، قبل أن يتعرض للاغتيال أيضًا.
 
 

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماريام نواز تحلُّ مكان عائلتها في رئاسة الحزب الحاكم في باكستان ماريام نواز تحلُّ مكان عائلتها في رئاسة الحزب الحاكم في باكستان



ليلى أحمد زاهر تلهم الفتيات بإطلالاتها الراقية ولمساتها الأنثوية

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 12:50 2021 الأربعاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

السياحة المغربية تسير على طريق التعافي من الجائحة

GMT 08:37 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

الهدّاف المغربي يوسف العربي يحطم "رقما صامدا" منذ نصف قرن

GMT 08:49 2020 الأربعاء ,26 شباط / فبراير

فضاء سيدي بوغابة يقاوم سلبيات الزمان والإنسان

GMT 17:26 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام مستغانمي تكشف عن أحدث مؤلفاتها الروائية المستقبلية

GMT 04:37 2019 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قواعد ارتداء إكسسوارات رجالي لليد لمظهر كلاسيكي جذاب

GMT 11:52 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

أفكار ديكور تحول غرفة النوم إلى جناح فندقي

GMT 20:47 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

تساقطات ثلجية على المدن المغربية حتى يوم الأربعاء

GMT 17:14 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

اتحاد كرة القدم يكشف رغبة ريال مدريد في ضم محمد صلاح
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib