مفاتيح لفك ألغاز الشرق الأوسط
تحطم طائرة صغيرة على متنها ستة أشخاص في المحيط الهادئ بالقرب من سان دييجو بولاية كاليفورنيا إصابة صحفية برصاصة مطاطية في ساقها بلوس أنجلوس جيش الاحتلال الإسرائيلي يزعم العثور على جثة القيادي محمد السنوار داخل نفق يقع أسفل المستشفى الأوروبي في خان يونس قصف الإسرائيلي على خان يونس في قطاع غزة، يتسبب في استشهاد 13 فلسطينياً بينهم أطفال ونساء إسبانيا تستدعي دبلوماسيا إسرائيليا بسبب احتجاز السفينة مادلين دونالد ترامب يأمر بإنزال القوات الأميركية ويطالب باعتقال أصحاب الكمامات وزارة الدفاع الروسية تعلن اكتمال المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى مع أوكرانيا الجامعة الملكية تكرم قدماء المنتخب المغربي في فاس وتُعزز جسور التواصل بين الأجيال وفاة مشجع إثر سقوطه من المدرجات خلال المباراة النهائية لمسابقة دوري الأمم الأوروبية التي جمعت بين منتخبي البرتغال وإسبانيا الغاء المباراة الودية بين منتخبي تونس وجمهورية إفريقيا الوسطى
أخر الأخبار

مفاتيح لفك ألغاز الشرق الأوسط

المغرب اليوم -

مفاتيح لفك ألغاز الشرق الأوسط

توفيق بوعشرين

الشرق الأوسط قصة محيرة.. ألغاز عصية على الحل.. كل يوم تتغير موازين القوى. كل أسبوع يظهر لاعبون جدد.. كل شهر تنهار معادلات وتقوم أخرى، حتى إن المواطن العادي من شدة حيرته استسلم لنشرات الأخبار، ورمى بنفسه إلى تيار الأحداث الذي لا يعرف إلى أين يقوده.

ثلث العراق في يد داعش، وثلث في يد إيران، والثلث الباقي في يد الأكراد. حكومة العبادي بعثت الحشد الشعبي لقتال داعش في الشمال، فإذا بالحشد الحقيقي هو الذي يخرج في الجنوب يطالب بإسقاط الفساد وإنهاء المحاصصة الطائفية، ومحاكمة وزراء الحكومات الطائفية. الحكومة التي تصرف مليارات الدولارات ولا تستطيع تأمين الكهرباء لشعبها، هل تستطيع محاربة داعش وطردها خارج الحدود؟

بشار لم يعد يراقب إلا 20٪ من أراضي الجمهورية العربية السورية، ولولا دعم إيران وحزب الله لانهار النظام منذ سنتين. الآن بدأ يترنح بفعل تقدم المعارضة ميدانيا، وبفعل تحرك إيران مع روسيا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في سوريا. زيارات وليد المعلم إلى موسكو وطهران ومسقط تدل على أن المبادرة الإيرانية الجديدة لحل سياسي في المنطقة بدأت تنضج على نار هادئة. إيران التي كانت الطرف المتشدد في الأزمة السورية، أصبحت الطرف الأكثر اعتدالا بعد توقيع الاتفاق النووي مع الغرب. تغيرت قواعد اللعب.. قبل التوقيع كانت إيران دولة مارقة تدعم الإرهاب، واليوم يقول وزير خارجية فرنسا في طهران: «إن على إيران أن تساعدنا على محاربة الإرهاب، وفي مقدمته داعش». داعش نفسها تعيش على إيقاع تحولات كبيرة بعد دخول تركيا على خط المواجهة وفتح قاعدة إنجلريك أمام الطائرات الأمريكية. أردوغان الذي كان يخشى التورط في المستنقع السوري قبل إجراء الانتخابات التشريعية الأخيرة، أصبح متحمسا لضربة مزدوجة ضد داعش وضد حزب العمال الكردستاني، والهدف المرجح هو الذهاب إلى انتخابات جديدة، وخطب ود الأصوات القومية المصابة بحساسية كردية مفرطة، بعد أن فشل حزب العدالة والتنمية في الحصول على أغلبية في البرلمان تسمح له بتغيير شكل نظام الحكم، والاستمرار في خطة بناء تركيا الجديدة.

السعودية، التي كانت مملكة محافظة لا تلعب إلا في الساحة الدبلوماسية، تخوض اليوم ثلاث حروب على واجهات متحركة؛ الأولى في اليمن حيث تحالف حليفها القديم عبد الله صالح مع عدوها الجديد الحوثي، والهدف هو استئصال النفوذ الإيراني من العمق الاستراتيجي لآل سعود، والمواجهة الثانية ضد داعش في داخل المملكة، حيث يحظى الفكر الداعشي بشعبية مهمة، وخارجها، والثالثة ضد بقايا بشار الأسد في سوريا، أما الواجهة الأكبر أمام اللاعب السعودي، فهي السباق لإيجاد بديل للحماية الأمريكية التي رفع أغلبها عن الخليج.

مع كل هذه التعقيدات والتشابكات فهناك ثلاثة مفاتيح تساعد على قراءة خريطة المنطقة من هنا إلى سنوات قليلة مقبلة:

المفتاح الأول: أمريكا لم تعد اللاعب الأكبر في الشرق الأوسط. الأطراف الإقليمية، وفي مقدمتها إيران والسعودية وتركيا وإسرائيل، هم اللاعبون الأكثر تأثيرا في المنطقة، وهذا ما سماه أستاذ العلاقات الدولية، غسان سلامة، بعولمة الاقتصاد و«أقلمة السياسة»، أي أن الاقتصاد صار وسيصير أكثر عالمية، فيما السياسة ستصبح أكثر إقليمية. 

المفتاح الثاني: لا الثوابت ولا التحالفات ولا موازين القوى قارة في المنطقة. السيولة الشديدة هي سمة الوضع في الخليج. من هنا فصاعدا الزمن السياسي الإقليمي سيُصبِح متسارعا، والمتغيرات متلاحقة، والذي لا يتكيف بسرعة ومرونة مع المتغيرات سيجد نفسه على الهامش. 

المفتاح الثالث: لم تعد الدول وحدها الفاعل الرئيس في المشهد الإقليمي، صارت الجماعات والحركات والتنظيمات، خاصة المتطرفة منها، فاعلا مؤثرا في الحرب والسلم. اليوم أبوبكر البغدادي (تنظيم الدولة) وحسن نصر الله (حزب الله) وأبو محمد الجولاني (جبهة النصرة) وقاسم سليماني (فيلق القدس) فاعلون سياسيون وعسكريون في أزمات المنطقة وحروبها أكثر من بعض الدول.. أسلحتهم غير تقليدية، وخططهم لها تداعيات على وحدة الدول واستقرارها. السياسة مثل الطبيعة تخشى الفراغ، والمكان الذي لم تشغله دول المنطقة لسنوات جاء من يشغله الآن.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفاتيح لفك ألغاز الشرق الأوسط مفاتيح لفك ألغاز الشرق الأوسط



GMT 15:36 2025 الإثنين ,09 حزيران / يونيو

الرئيس والمهاجر

GMT 15:34 2025 الأحد ,08 حزيران / يونيو

شجر الظلال

GMT 15:33 2025 الإثنين ,09 حزيران / يونيو

هل يتعلَّم لبنان من حكومة الشرع؟

GMT 15:31 2025 الإثنين ,09 حزيران / يونيو

“الوهّابيّون” في المسجد الأُمويّ.. مكر التّاريخ

GMT 15:29 2025 الإثنين ,09 حزيران / يونيو

الكاميرات... و«الأخ الأكبر»

GMT 15:28 2025 الأحد ,08 حزيران / يونيو

الإمساك بالحزب الماسكي الوليد!

GMT 15:27 2025 الإثنين ,09 حزيران / يونيو

بيروت ودمشق وتحدي الدولة الطبيعية

GMT 15:26 2025 الإثنين ,09 حزيران / يونيو

ملاقاة التحول والفرص المهدورة

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 12:53 2025 الإثنين ,09 حزيران / يونيو

لجين عمران بإطلالة صيفية أنيقة باللون البيج
المغرب اليوم - لجين عمران بإطلالة صيفية أنيقة باللون البيج
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib