طاحت المنارة علقوا الأحزاب
إحتراق ٥ جنود عسكريين داخل ناقلة جند إسرائيلية في قطاع غزّة زلزال بقوة 4.9 درجة يضرب بحر أندامان دون أنباء عن أضرار في الهند بريطانيا تعلن إعداد خطة لإسقاط مساعدات إنسانية جواً إلى قطاع غزة المديرية العامة للدفاع المدني بغزة يحذر من توقف كامل لمركباتها مع اقتراب نفاذ الوقود الجيش اللبناني يعلن سقوط مسيّرة إسرائيلية مزوّدة بقنبلة يدوية في أطراف بلدة ميس الجبل جنوب البلاد إسرائيل تهدد بالسيطرة على سفينة حنظلة إذا واصلت طريقها نحو غزة وفاة زياد الرحباني عن عمر 69 عاماً ولبنان يودع رمزاً فنياً ترك بصمة خالدة في الموسيقى والمسرح السياسي حرائق غابات واسعة تضرب شمال الخليل في إسرائيل وتؤدي إلى إغلاق طرق رئيسية واستدعاء 14 فريق إطفاء و6 طائرات لمواجهتها فيضانات عنيفة تجتاح جامبيلا غرب إثيوبيا وتتسبب في أضرار واسعة لأكثر من 50 منزلاً وإجلاء السكان وسط ضعف البنية التحتية جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن إحباط محاولتين لشن هجومين في المنطقة الجنوبية من الضفة الغربية المحتلة
أخر الأخبار

طاحت المنارة علقوا الأحزاب

المغرب اليوم -

طاحت المنارة علقوا الأحزاب

بقلم ـ توفيق بو عشرين

يقول المثل المغربي: «دويو فينا واجيو علينا»، ويعني بالعربي الفصيح وضع الأشياء في ميزان عادل. هذا ما نحتاج إليه هذه الأيام ونحن نتابع حفلات سلخ جلد الأحزاب في الساحات العمومية، بعدما نشر المجلس الأعلى للحسابات تقريره «الفريد» عن مشاريع منارة المتوسط، والذي انتهى إلى إدانة قفة من الوزراء الحاليين والسابقين، دون الاستماع إليهم، ولا إعطائهم حق الدفاع عن أنفسهم (أخبرني وزيران من المشمولين بالغضب الملكي في حكومة العثماني بأن إدريس جطو وقضاته لم ينصتوا إليهما، ولم يتلقيا أي استدعاء للمثول أمام المجلس، لا هما ولا كبيرهما الذي كان يرأس الحكومة، أي عبد الإله بنكيران، مع أن القاضي يسمع من اثنين). هذا ما دفع الصحافي المخضرم حميد برادة ليقول في قناة عين السبع كلاما جريئا، ذهب فيه إلى وصف العقاب الملكي الخاص بالوزراء السابقين في ملف الحسيمة، بـ«الممارسة العتيقة» ‪archaïque، موضحا أنه يقصد كلا من «عدم الرضا» الملكي عنهم، وشملهم بعقوبة مستقبلية تتمثل في حرمانهم من تولي المهام العمومية.
عقوبة حرمان السياسيين من تولي مهام عمومية في المستقبل عقوبة غير موجودة في الدستور، ولا في القانون الجنائي، ولا في قانون محاكمة الوزراء، ولا حتى في العرف السياسي الجاري به العمل منذ ميلاد الأحزاب السياسية قبل أكثر من 80 سنة إلى اليوم… وإذا اقتضت الضرورة علاجا بالصدمة لتوقيف قانون اللاعقاب واللاحساب، فيجب أن تكون هذه الصدمة في إطار القانون والأعراف الديمقراطية.
يوم اقتنع الملك الراحل الحسن الثاني بضرورة تنظيف بيت الحكم من الفساد عقب الانقلابيين العسكريين 71 و72، ترك للقضاء، والقضاء وحده، محاكمة وزراء حكومة العراقي، وفي مقدمتهم مامون الطاهري، وزير المالية آنذاك. ورغم أن المحاكمة لم تذهب بعيدا، ورغم أن عاهل البلاد تدخل بعد سنتين فعفا عن المدانين، فقد رجعت حليمة إلى عادتها القديمة، فالشروط الشكلية للمحاكمة كانت مضمونة، لكن اليوم هناك محاكمة للوزراء دون محكمة ولا قاض ولا محام ولا استئناف ولا مساطر. نعم هي محاكمة سياسية، لكنها غير واضحة المعالم بتاتا، ولم تشمل الرؤوس الكبيرة، فتقرير إدريس جطو يبرئ الوزراء ويدينهم في الوقت نفسه. لنتأمل حكم البراءة للوزراء جميعا: «وقف المجلس على عدة اختلالات شابت مرحلتي الإعداد والتنفيذ، ففي ما يتعلق بمرحلة الإعداد، تبين من دراسة مكونات هذا البرنامج أنه لم ينبثق من رؤية استراتيجية مندمجة تتقاسمها جميع الأطراف، إذ اتضح أن إعداد المشاريع المكونة لهذا البرنامج لم يتم بالدقة المطلوبة، حيث إن الجدول الزمني التوقعي لإنجازها اكتفى بتحديد الإسهامات السنوية للأطراف المشاركة، إذ إنه في غياب المبالغ المرصودة لكل مشروع على حدة، تبقى هذه الإسهامات ذات طابع تقديري!». في فقرة أخرى يقول جطو: «إن الاتفاقية الإطار الموقعة أمام الملك في 17 أكتوبر بتطوان، لم تكن مدعمة بمستندات أساسية توضح قائمة المشاريع المدرجة في البرنامج، ولم تكن ضمن الاتفاقية الإطار التقديرات المحينة للتكاليف المرتقبة، ولم يجرِ تحديد مصادر التمويل». إننا أشبه ما نكون برجل استدعى مقاولا وطلب منه بناء بيت، لكن دون تصميم وضعه مهندس، ودون ميزانية دقيقة، ودون تصميم تهيئة يحدد المسموح والممنوع في البناء، ودون أن يتوفر هذا الرجل على مال أو قرض لتمويل هذا البيت الذي لا يعرف هل سيسكن فيه أم سيؤجره… فهل سيحَاسب المقاول إذا لم ينجز هذا المشروع في ظل سنة أو سنتين؟
المغاربة يقولون ‘‘من الخيمة خرج عوج’’، إذن، لا بد لهذا الذي خرج من الخيمة مائلا أن يسقط، وهذا ما جرى في مرحلة التنفيذ التي كانت نتيجة طبيعية لمقدمات خاطئة يتحمل مسؤوليتها، أولا، الذين أعدوا المشروع وقدموه للملك منقوصا ودون تدقيق، ويتحمل مسؤوليته، ثانيا، الوزراء الذين وضعوا توقيعهم دون جرأة على طرح السؤال… لكن جل المهتمين، ومنهم الصحافيون، لا يقرؤون، وإذا قرؤوا لا يدققون، وإذا دققوا لا يمتلكون الشجاعة الفكرية لطرح الأسئلة الحقيقية والبديهية أحيانا، ومن هذه الأسئلة: من تكفل بإعداد مشروع المنارة التي سقطت فوق رؤوس الوزراء؟ ولماذا جرى إخراج المشروع من المجلس الحكومي؟ ولماذا لم يقترح وزير الداخلية متابعة هذا المشروع ضمن جدول أعمال الحكومة الأسبوعي؟ وإذا كان كلام بنكيران صحيحا حول عدم علمه بالمشروع إلا من خلال تلفزة العرايشي، فمن المسؤول عن عدم إخباره أو استدعائه إلى مشروع يرتب أعباء مالية على الميزانية، وتتبعه محاسبة وعقاب؟ عوض هذه الأسئلة، كتبت الزميلة نادية صالح في افتتاحية ليكونوميست في أول جملة لها تقول :Et pourquoi pas Benkirane، وتسطر تحت هذه الجملة بالقول: «الرأي العام يعتقد أن بنكيران مسؤول أيضا عن التقصير الذي حدث في ملف منارة المتوسط،» ولكي تجد جوابا يليق بهذه الدهشة من استثناء بنكيران من العقاب كتبت نادية: «ربما أن العاهل ترك للنقاش الديمقراطي حسم هذه النقطة، أما علماء السياسة فقد رأوا في استثناء بنكيران من العقاب محاولة للابتعاد عن ميزان القوى بين أنصار زعيم البيجيدي وخصومه، فإنزال العقاب ببنكيران الآن سيعطيه فرصة لكي يصبح ضحية «victimisation» عوض أن يدافع عن إنجازاته المعدومة في رئاسة الحكومة أمام مؤتمر حزبه»! بدون تعليق.
الأحزاب مريضة نعم، ومتعبة نعم، ومخترقة نعم، وجلها مفصول عن نبض المجتمع نعم، لكن الحل هو مساعدتها على النهوض والشفاء والنضج، لا حفر قبر كبير لها ودفن حيها وميتها. هذا أمر لا يساعد الأحزاب ولا الدولة ولا الاستقرار. حتى، في أوج تغول الحكم السلطاني في القرون الماضية، كان المخزن يوقر أحزاب ذلك الزمن، أي الزوايا والقبائل، فما بالك اليوم والديمقراطية تعرف بكونها دولة الأحزاب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طاحت المنارة علقوا الأحزاب طاحت المنارة علقوا الأحزاب



GMT 16:14 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

الثنائي الخالد

GMT 16:13 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

مَا يخيفُ نتنياهو في غزة؟

GMT 16:11 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

من زمن السيوف إلى زمن الحروف

GMT 16:09 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

هولك هوغان... وتلك الأيّام

GMT 16:07 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

شفاه باسمة وقلوب مكلومة

GMT 16:05 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

سخونة أوروبية!!

GMT 16:03 2025 السبت ,26 تموز / يوليو

رجل أضاء العالم!

GMT 13:32 2025 الجمعة ,25 تموز / يوليو

فنون الإبادة

نانسي عجرم تكسر قواعد الموضة في "نانسي 11" بإطلالات جريئة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 07:41 2022 الأحد ,20 شباط / فبراير

أبرز صيحات حفلات الزفاف في عام 2022

GMT 15:23 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

راديو "إينرجي" لا ننافس أحدًا ونستهدف جمهور الشباب

GMT 11:43 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

مغسلة توحي بالملوكية والرقي

GMT 18:27 2024 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

هجوم إلكتروني يعطّل مواقع البرلمان الإيراني

GMT 20:20 2020 السبت ,04 إبريل / نيسان

حقائب ونظارات من وحي دانة الطويرش

GMT 07:52 2019 الأربعاء ,11 أيلول / سبتمبر

"جاك ما" أغنى رجل في الصين تم رفضه في 30 وظيفة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib