خاسر وحيد في غزّة الشّعب الفلسطيني
تعطل طائرة وزير الخارجية الألماني يجبره على تعديل رحلته إلى قمة الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية وزارة الصحة اللبنانية تعلن إرتفاع حصيلة الإصابات في استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة بصاروخين بمدينة بنت جبيل في جنوب البلاد إلى 7 أشخاص مقتل 5 أشخاص وإصابة 130 جراء إعصار ضرب ولاية بارانا جنوب البرازيل ترمب يعلن مقاطعة الولايات المتحدة لقمة العشرين في جنوب أفريقيا زلزال بقوة 5.6 درجة على مقياس ريختر يضرب خليج كاليفورنيا إضطرابات في حركة الطيران الأميركي بسبب الإغلاق الحكومي ونقص المراقبين الجويين الاونروا واحد من كل خمسة اطفال في غزة فاتهم التطعيمات الاساسية بعد عامين من الحرب خليل الحية يصف طوفان الأقصى برد على طمس القضية الفلسطينية ويدعو لتكثيف الجهود نحو تحرير فلسطين الاتحاد الأوروبي يوقف منح الروس تأشيرات دخول متعددة للضغط على موسكو انفجارًا يقع داخل أحد المساجد في العاصمة جاكرتا خلال صلاة الجمعة مما أسفر عن إصابة 54 شخصًا على الأقل
أخر الأخبار

خاسر وحيد في غزّة... الشّعب الفلسطيني!

المغرب اليوم -

خاسر وحيد في غزّة الشّعب الفلسطيني

خيرالله خيرالله
بقلم : خيرالله خيرالله

انتهت حرب غزّة أم لم تنته. ستكون هناك حرب أخرى ما دام المسيطر على القطاع لا يمتلك سوى همّ واحد هو خدمة المشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة. يحدث ذلك في ظلّ رغبة إسرائيليّة في استغلال هذا الواقع وجعله في خدمة استمرار الاحتلال للضفّة الغربية والقدس الشرقيّة.

هناك خاسر واحد خرج من الحرب الأخيرة التي انتهت من دون أن تنتهي. قي المقابل، هناك رابحون عديدون من الحرب. الخاسر الوحيد هم الغزّاويون الذين جعلتهم "حماس" يعيشون في سجن في الهواء الطلق. يعيش مليونا فلسطيني على بقعة أرض صغيرة مساحتها نحو 400 كيلومتر مربّع. يقيم هؤلاء تحت حصار مستمرّ منذ منتصف عام 2007 بعد وضع "حماس" يدها على القطاع وتغيير طبيعة الحياة فيه وطبيعة المجتمع.

في مقدّمة الرابحين يأتي بنيامين نتنياهو الذي استطاع تعويم حكومته التي كانت تواجه ضغطاً شعبياً واسعاً بسبب إصرارها على تغيير النظام القضائي في إسرائيل. الرابح الآخر "الجمهوريّة الإسلاميّة" في إيران التي أكدت لإسرائيل أنّ في استطاعتها الردّ على تحدياتها. نقلت إيران المواجهة إلى الداخل الإسرائيلي. انشغلت إسرائيل بالردّ على صواريخ حركة "الجهاد الإسلامي" المنطلقة من غزّة، والتي عطلت الملاحة في مطار بن غوريون في اللدّ وتجاهلت التهديد النووي الإيراني. كذلك تجاهلت إسرائيل الجهود التي يبذلها "الحرس الثوري" من أجل تحويل جنوب سوريا قاعدة صواريخ إيرانيّة.

أمّا الرابح الأخير فكان حركة "الجهاد الإسلامي" نفسها التي أظهرت أنّها مستعدة في كلّ وقت للعب دور الأداة الإيرانيّة لا أكثر. تلعب هذا الدور بغض النظر عن مقتل عدد لا بأس به من قيادييها بواسطة الصواريخ الدقيقة التي تمتلكها إسرائيل وتطلقها من طائرات تابعة لسلاحها الجوّي.

لماذا الخاسر الأكبر أهل غزّة؟ يعود ذلك إلى سبب واضح فحواه أن "حماس" التي احتضنت "الجهاد الإسلامي" استطاعت تغيير طبيعة الحياة في القطاع نحو الأسوأ ونحو مزيد من التخلّف. فعلت ذلك بمجرد طردها حركة "فتح" من القطاع في منتصف عام 2007. يتمثّل ما فعلته "حماس" في جعل غزّة في خدمة المشروع العدواني الإسرائيلي. بدأ الأمر بإيجاد شرخ فلسطيني. لم تعد من علاقة بين الضفّة الغربيّة وغزّة. الضفة في عالم والقطاع في عالم آخر. أكثر من ذلك، جعلت "حماس" الشعب الفلسطيني يظهر في مظهر الشعب المتوحش المتعطش للدم والرافض للسلام. نفذت، عبر الصواريخ التي كانت تطلقها من غزّة، كل ما هو مطلوب إسرائيلياً كي تتمكن أيّ حكومة إسرائيليّة من القول للعالم إن "لا شريك فلسطينياً يمكن التفاوض معه" من أجل التوصل إلى تسوية معقولة.

في انتظار الحرب المقبلة، لن تفعل "حماس" سوى تأكيد أنّ قطاع غزّة مجرد "إمارة إسلاميّة" على الطريقة الطالبانية، نسبة إلى "طالبان" في أفغانستان. المهم في الأمر أنّ لا إفلات لأهل غزّة من الكماشة الإيرانيّة التي هي في الحقيقة كماشة الإخوان المسلمين. ليست "حماس" في نهاية المطاف سوى جزء لا يتجزأ من التنظيم الإخواني المنتشر في كلّ أنحاء المنطقة والعالم.

راح أهل غزّة ضحيّة العجز الفلسطيني عن إقامة نموذج لدولة فلسطينية في القطاع بمجرّد انسحاب إسرائيل منه في آب – أغسطس من عام 2005. بدل إقامة كيان فلسطيني مسالم قابل للحياة، سقطت غزّة في فخ "حماس" التي جعلت من القطاع مرتعاً لفوضى السلاح تمهيداً للسيطرة عليه وإخراج "فتح" منه. استفادت "حماس" إلى أبعد حدود من سلطة وطنيّة فلسطينيّة عاجزة، على رأسها محمود عبّاس (أبو مازن).

لم يمتلك "أبو مازن" ما يكفي من الجرأة للذهاب بنفسه إلى غزة والوقوف في وجه المشروع الحمساوي، وهو مشروع إخواني قبل أي شيء آخر. كان عليه فعل ذلك مباشرة بعد الانسحاب الإسرائيلي من القطاع أو في عام 2007، قبل طرد "فتح" من القطاع. كان عليه الذهاب إلى غزّة شخصياً حتّى لو كلفه ذلك حياته!

ستنتقل غزّة من حرب إلى أخرى في ظلّ سيطرة "حماس" على القطاع. ليست حركة "الجهاد الإسلامي" سوى امتداد لسيطرة "حماس" على غزّة، وهي سيطرة سمحت بوجود آلاف الصواريخ لدى الحركة... وهي صواريخ إيرانيّة أوّلاً وأخيراً.

اللافت أنّ "حماس" تتظاهر بوقوفها على الحياد في الحربين الأخيرتين بين إسرائيل و"الجهاد الإسلامي". تحاول عملياً تقديم أوراق اعتمادها إلى إسرائيل بصفة كونها وريثاً مقبولاً للسلطة الوطنية الفلسطينيّة. إلى متى سيدفع الفلسطينيون ثمن انتهازية الإخوان المسلمين؟

كان ياسر عرفات، الزعيم التاريخي للشعب الفلسطيني، يحتفظ في الجيب الصغير لسترته بورقة عليها أرقام لعدد الشبان الفلسطينيين من خريجي الجامعات في مختلف أنحاء العالم. أي لعدد الأطباء والعلماء والمهندسين والمحامين الفلسطينيين. لا شكّ بأنّ "أبو عمّار" ارتكب أخطاء كثيرة، لكنّ في أيام "أبو عمار" كان هناك مطار دولي في غزّة افتتحه مع الرئيس بيل كلينتون في عام 1998، وكان هناك معبر إلى مصر، عبر رفح، يشرف عليه مراقبون دوليون. كلّ ما هو حالياً حصار إسرائيلي ولوائح بأسماء انتحاريين فلسطينيين تفتخر بهم "حماس" و"الجهاد الإسلامي". هناك أيضاً شعب عليه العيش في ظلّ الحصار الإسرائيلي الظالم والحروب المستمرّة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خاسر وحيد في غزّة الشّعب الفلسطيني خاسر وحيد في غزّة الشّعب الفلسطيني



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار

GMT 08:13 2016 الجمعة ,22 إبريل / نيسان

بيبيتو يكشف دور ميسي وسواريز في تألق نيمار

GMT 18:04 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وزير الرياضة يناقش خطة اتحاد الجودو في 2018

GMT 21:02 2017 السبت ,23 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد المغربي يحرم الوداد من منحته السنوية

GMT 07:23 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

"روائح مبعثرة" المجموعة القصصية الأولى للعسيري

GMT 05:34 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

"سيات ليون كوبرا" ضمن أفضل 5 سيارات في "اليورو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib