السياسة بدل السلاح… في تركيا ولبنان
دموع الفرح بعد تسجيل السودان أول فوز لهم في كأس الأمم الأفريقية منذ عام 2012! وفاة مدرب فريق سيدات فالنسيا وأطفاله في حادث قارب بإندونيسيا كارولين ليفيت تصبح أول متحدثة باسم البيت الأبيض تعلن حملها أثناء تولي المنصب وفاة الممثلة الفرنسية الشهيرة بريجيت باردو مؤسسة أشهر منظمات الرفق بالحيوان الاتحاد الأوروبي يدعو لاحترام وحدة وسيادة جمهورية الصومال بعد إعلان إسرائيل الاعتراف بإقليم أرض الصومال ئيس الوزراء الصومالي يدين إعلان رئيس والزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاعتراف بأرض الصومال كدولة مستقلة تفاقُم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع غرق مئات من خيام النازحين وسط اشتداد تأثير المنخفض الجوي وفاة المخرج والممثل عمر بيومي تاركاً خلفه إرثاً فنياً ممتداً في عالم السينما المصرية مجلس الأمن الدولي يعقد إجتماعاً عاجلاً لمناقشة اعتراف إسرائيل بـ "أرض الصومال" مرسيدس-بنز تدفع 102 مليون يورو لإنهاء نزاع انبعاثات الديزل في أمريكا
أخر الأخبار

السياسة بدل السلاح… في تركيا ولبنان!

المغرب اليوم -

السياسة بدل السلاح… في تركيا ولبنان

خيرالله خيرالله
بقلم - خيرالله خيرالله

في أحيان كثيرة، تعطي الصورة المأخوذة للحدث بعده السياسي. تشير إلى ذلك تلك الصورة التي يظهر فيها مقاتلو حزب العمال الكردستاني يلقون سلاحهم. تعطي الصورة فكرة عن أهمية القرار الشجاع الذي اتخذه زعيم الحزب عبدالله أوجلان بالتخلي عن السلاح. إذا كانت تلك الصورة، التي التقطت في كردستان – العراق (قرب السليمانية) ويظهر فيها المقاتلون التابعون للحزب التركي يرمون سلاحهم في النار توكّد شيئا، فهي تؤكّد أن القرار المتخذ في 12 أيار – مايو الماضي بحل الحزب والتخلي عن النضال المسلّح الذي استمر أربعة عقود، قرار نهائي وجدّي. قالت الصورة إنّ السلاح ألقي في النار كي يحرق وكي يكون هناك مكان للسياسة في بلد تجري فيه انتخابات حرّة، لكنّه يعاني في الوقت ذاته من رغبة رجب طيب أردوغان في جعل تركيا بلدا يحكمه الإخوان المسلمون وفكرهم المتخلّف إلى أبد الآبدين.

أثبتت تجارب السنوات الأخيرة أن ليس في استطاعة أردوغان فرض إرادته على الشعب التركي. قد يكون ذلك ما جعل شخصا مثل عبدالله أوجلان يقدم على الخطوة التي أقدم عليها. خلاصة ما قام به أنّ السياسة تستطيع الحلول مكان السلاح الذي لا فائدة منه في نهاية المطاف. على العكس من ذلك، لا بد من حرق السلاح بدل تمجيده.

◄ العالم تغيّر منذ خسر الاتحاد السوفياتي الحرب الباردة والمنطقة تغيّرت مع سقوط المشروع التوسعي الإيراني وانتقال الحروب إلى داخل "الجمهوريّة الإسلاميّة" فهل تفهم إيران معنى التغييرين الكبيرين وأبعادهما؟

بالنسبة إلى أوجلان، الذي يناديه مناصروه بلقب “آبو”، لا عودة إلى ممارسات الماضي التي لم تؤد سوى إلى سلسلة من المآسي توجت في العام 1999 بتخلي النظام السوري عنه. اكتشف الرجل، الذي سلّمه النظام السوري السابق بطريقة غير مباشرة إلى تركيا، أنّه لم يكن سوى ورقة في لعبة تتجاوزه. ما لبثت السلطات في تركيا أن أودعته في أحد سجونها. لا يزال نزيل السجن إلى يومنا هذا. لم يمنعه ذلك من التحرّك سياسيا آخذا في الاعتبار ما شهدته تركيا والمنطقة من متغيّرات تسمح للأكراد بطرق أبواب أخرى بعيدا عن العنف والسلاح… والشعارات التي لا طائل منها.

تغيّر عبدالله أوجلان وهو في السجن. استوعب، في ما يبدو، أنه لم يكن في مرحلة معيّنة سوى أداة استخدمها حافظ الأسد في المواجهة التي خاضها مع تركيا، وهي مواجهة خاسرة سلفا. كانت النتيجة خضوع الأسد الأب، في مرحلة معيّنة، للقرار التركي في وقت كان يعدّ لتوريث سوريا لابنه بشّار. بالنسبة إلى حافظ الأسد كانت سوريا مزرعة عائلية اسمها “سوريا الأسد”… وكان عبدالله أوجلان مجرّد أداة في خدمة النظام العلوي الذي لم تكن لديه سياسة يعتمدها مع دول الجوار غير سياسة ممارسة الابتزاز. هل هناك من يريد أن يتذكّر أن الأمر وصل بحافظ الأسد إلى استخدام مجموعة سمّيت “الجيش الأرمني السرّي” في لعبة ممارسة الضغط على تركيا؟

توجد أبعاد عدّة لقرار أوجلان الذي لقي ترحيبا من الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يواجه صعوبات داخلية كبيرة اضطرته إلى سجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، بموجب تهم مزعومة. يُعتبر رئيس بلدية إسطنبول أبرز الخصوم السياسيين لأردوغان.

على الصعيد الداخلي التركي، يعني  تخلي حزب العمال الكردستاني عن السلاح انخراطا في اللعبة السياسية التركية في وقت شارف فيه عهد أردوغان على نهايته بسبب تقدّمه في السنّ أوّلا. ثمة رهان، لدى أوجلان، على دور سياسي للأكراد في رسم مستقبل تركيا خصوصا أنّهم يشكلون نسبة تتراوح بين 15 و20 في المئة من السكان في بلد يزيد عدد مواطنيه على 87 مليونا. ثمّة خلافات في تقدير النسبة الحقيقية للأكراد في تركيا، لكن الثابت أنّ عددهم يزداد سنويا نسبة لبقية الإثنيات التركية نظرا إلى ارتفاع معدل الإنجاب لدى العائلات الكرديّة.

يظلّ البعد الإقليمي البعد الأهمّ لقرار حزب العمال الكردي القاضي بالتخلي عن سلاحه. إنّه طي لصفحة السلاح الذي تؤمن به “الجمهوريّة الإسلاميّة” في إيران والذي سبق للاتحاد السوفياتي أن استخدمه إبان الحرب الباردة.

◄ تجارب السنوات الأخيرة أثبتت أن ليس في استطاعة أردوغان فرض إرادته على الشعب التركي. قد يكون ذلك ما جعل شخصا مثل عبدالله أوجلان يقدم على الخطوة التي أقدم عليها

من الواضح أنّ إيران، بإصرارها على استخدام ميليشياتها المذهبية في المنطقة لم تستوعب معنى رسالة أوجلان التي جاءت متأخرة أربعين عاما، لكنها جاءت أخيرا. هل من مجال لاستيعاب “الجمهوريّة الإسلاميّة” المعادلة الإقليمية الجديدة التي تقوم على أن لا سلاح متفلتا في المنطقة في خدمة المشروع التوسعي الإيراني؟

ما دام المشروع التوسعي نفسه انتهى، خصوصا في ضوء هزيمة “حزب الله” في لبنان والتحول الكبير في سوريا، ماذا بقي للسلاح من وظيفة؟ هل بقاء لبنان رهينة لسلاح “حزب الله”، بما يحول دون أيّ إعادة إعمار للقرى المدمرة في جنوبه، وظيفة؟ هل إبقاء العراق تحت رحمة ميليشيات “الحشد الشعبي”، التي تكرّس غياب مؤسسات الدولة، وظيفة؟ هل جرّ اليمن إلى المزيد من الخراب والدمار يبدو مقبلا عليهما، في ضوء ممارسات الحوثيين في البحر الأحمر، وظيفة؟

ثمة أسئلة تفرض نفسها بعدما اتخذ عبدالله أوجلان قراره بالتخلي عن السلاح. يظل السؤال الأهم: أيّ دور للأكراد في رسم مستقبل تركيا؟

بين الأسئلة الأخرى تلك المتعلقة بعالم تغيّر ومنطقة تغيّرت. العالم تغيّر منذ خسر الاتحاد السوفياتي الحرب الباردة. المنطقة تغيّرت مع سقوط المشروع التوسعي الإيراني وانتقال الحروب إلى داخل “الجمهوريّة الإسلاميّة” نفسها. كلّ ما في الأمر هل تفهم إيران معنى التغييرين الكبيرين وأبعادهما؟

يظلّ السؤال على الصعيد اللبناني والعربي عموما هل يغني السلاح عن السياسة؟ لا يغني السلاح عن السياسة لا في تركيا ولا في لبنان. تبقى السياسة أهمّ من السلاح.

يُفترض في “حزب الله”، هذا إذا كان يمتلك قراره التخلي عن سلاحه. يخدم بذلك نفسه ويخدم لبنان. لكن مشكلة الحزب تكمن في أنّه عاجز عن الإقدام على خطوة من هذا النوع نظرا إلى أنّ لا مكان له على صعيد الخارطة السياسية اللبنانيّة من دون السلاح، أي من دون الخراب والدمار…

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة بدل السلاح… في تركيا ولبنان السياسة بدل السلاح… في تركيا ولبنان



GMT 12:05 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

ما هذا يا دكتور أشرف؟!

GMT 17:51 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

درب السلام

GMT 17:49 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

عن الصور والمصورين.. والشخصيات العامة

GMT 17:45 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«داعش» وأعياد نهاية العام

GMT 17:43 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

من الوحدة الشاملة إلى براكين الدَّم والتَّشظّي

GMT 17:41 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المعنى الغائب في أكثر صراعات العالم حضوراً

GMT 17:37 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المسيحية الصهيونية... من الهرطقة إلى تبرير الإبادة

GMT 17:33 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«ماغا»... رأب الصدع أم نهاية الائتلاف؟

أجمل فساتين السهرة التي تألقت بها سيرين عبد النور في 2025

بيروت - المغرب اليوم

GMT 20:01 2025 الأحد ,28 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة مثمرة بين ترامب وبوتين
المغرب اليوم - الكرملين يكشف تفاصيل مكالمة مثمرة بين ترامب وبوتين

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 14:51 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

شادية

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:22 2012 الثلاثاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

رحلة إلى العصور الوسطى في بروغ البلجيكية

GMT 20:26 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

هل التقدم في السن يمنع تعلم أشياء جديدة؟

GMT 21:44 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

العطور وتفاعلها مع الزمن

GMT 12:02 2018 الخميس ,24 أيار / مايو

"سواروفسكي" تطرح مجوهرات خاصة بشهر رمضان

GMT 06:08 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

ألماس فريدة من نوعها للمرأة الاستثنائية من "ليفيف"

GMT 16:57 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الكشف عن تفاصيل تعاقد بنشرقي مع الهلال السعودي

GMT 02:18 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

نادين نسيب نجيم تُعلن حقيقة المشاركة في مسلسل "الهيبة"

GMT 02:37 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

الحواصلي يؤكد استعداد حسنية أغادير للبقاء في المقدمة

GMT 03:28 2017 الجمعة ,22 أيلول / سبتمبر

أمل كلوني تدعو الدول إلى ضرورة محاكمة "داعش"

GMT 09:03 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

فكري سعيد بتأهل خنيفرة إلى ربع نهاية كاس العرش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib