أزمة لبنان مع الخليج في اطارها الإقليمي
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

أزمة لبنان مع الخليج... في اطارها الإقليمي

المغرب اليوم -

أزمة لبنان مع الخليج في اطارها الإقليمي

خيرالله خيرالله
خيرالله خيرالله

ما فعله لبنان بنفسه امر اكثر من طبيعي في حال اخذنا في الاعتبار الظروف التي يمر فيها البلد منذ ما يزيد على ستة عشر عاما. لا يمكن عزل الوضع اللبناني عن الوضع العربي والخلل الذي حصل على الصعيد الإقليمي منذ ربيع العام 2003. ما يشهده لبنان منذ فترة طويلة، وصولا الى ازمة في غاية الخطورة بينه وبين دول الخليج العربي، في مقدّمها المملكة العربيّة السعوديّة، نتيجة حال من اللاتوازن في المنطقة. بدأت هذه الحال بعد اتخاذ الإدارة الاميركيّة برئاسة جورج بوش الابن قرارا باجتياح العراق.

أقدمت الإدارة الأميركية، وقتذاك، على خطوة في غاية الخطورة لم تدرك مسبقا بما ستتسبب به على الصعيد الإقليمي. قدّمت العراق على صحن فضة لإيران التي كان لديها ثأر قديم عليه، خصوصا بعد صموده في مواجهتها في حرب استمرّت ثماني سنوات بين 1980 و1988.

ما آل اليه لبنان تتويج لسلسلة من الانتصارات تحققت على لبنان بدفع ايراني، خصوصا منذ اغتيال رفيق الحريري ورفاقه في العام 2005 ثمّ حرب صيف 2006. صار لبنان رهينة ايرانيّة وصولا الى تحوّله قاعدة من القواعد التي تستخدمها "الجمهوريّة الاسلاميّة" في حربها غير المباشرة على دول الخليج العربي بشكل خاص وعلى المنطقة العربيّة من المحيط الى الخليج عموما. ليس جورج قرداحي، وهو شخص ضحل ذو ارتباطات معروفة، سوى تعبير عن وضع معيّن نشأ في ضوء اختلال التوازن الإقليمي ليس الّا. مكّن هذا الوضع "الحرس الثوري" من فرض قرداحي وزيرا للإعلام إرضاء لبشّار الأسد والأجهزة السوريّة ليس الّا.

مثل هذا الاختلال في التوازن الاقليمي جعل لبنان تحت السيطرة الايرانيّة ولا شيء آخر. لم تعد في لبنان حكومة ترى مصلحة لبنان، حتّى لو ارادت ذلك. في الوقت نفسه لا وجود لرئيس للجمهوريّة، مثل ميشال عون، يتجرّأ على تسمية الأشياء بأسمائها. أسوأ ما في الامر ان عددا لا بأس به من رجال السياسة الموارنة مضطر إلى الاستتزلام لـ"حزب الله" وإظهار الولاء له على امل الوصول الى قصر بعبدا. ما نراه حاليا من سباق بين جبران باسيل، صهر رئيس الجمهوريّة، والوزير السابق سليمان فرنجية الذي يُعتبر جورج قرداحي محسوبا عليه، على استرضاء "حزب الله" يدخل في اطار المنافسة بينهما على الوصول الى قصر بعبدا.

ليس لبنان المكان الوحيد الذي يظهر فيه الاختلال في التوازن الإقليمي الذي سمح لإيران بان تكون صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة فيه. هناك اليمن حيث التركيز الايراني على الاستيلاء، بايّ ثمن، على مدينة مأرب ذات الاهمّية الاستراتيجيّة. يعمل الحوثيون (جماعة انصار الله)، وهم أداة ايرانيّة، ليلا نهارا على موضوع مأرب. قدموا الى الآن آلاف القتلى من اجل استكمال سيطرتهم على المدينة. لم يعد مستبعدا سقوط مأرب التي باتت مطوقة من جهات عدّة. إضافة الى ذلك، لا يمكن تجاهل ان معظم محافظة مأرب صار في يد الحوثيين الذين حققوا اختراقات في محافظة شبوة أيضا.

ما حصل في العراق ابتداء من العام 2003، لم يكن حدثا عاديا بمقدار ما كان زلزالا لا تزال ارتجاجاته تتردّد الى الآن. ما يجري في العراق يفسّر الى حدّ كبير ذلك الاستعجال الإيراني في ابتلاع لبنان. لذلك نجد كلّ هذا التضايق لدى "حزب الله" بسبب ظهور مقاومة مسيحيّة، غير متوقّعة، في حي الرمّانة لدى تعرّضه في الرابع عشر من تشرين الاوّل – أكتوبر الماضي لغزوة شنّها مناصرون لحركة "امل" وعناصر من "حزب الله". لم يكن الحزب يتصوّر انّه لا يزال في لبنان مسيحيون على استعداد للتصدي له متى تعلّق الامر بالاعتداء على احيائهم وبيوتهم وممتلكاتهم. اعتقد الحزب ان كلّ المسيحيين على شاكلة جورج قرداحي او جماعة ميشال عون وجبران باسيل.

نرى ايران مستعجلة في تكريس واقع لبناني جديد مختلف كلّيا عن لبنان الذي عرفناه والذي عرفه العرب. تسعى الى ذلك بسبب وضعها غير المريح في العراق. مثل هذا الواقع اللبناني الجديد يتمثّل في عزل لبنان عربيا وتحويله الى ناطق باسم الحوثيين ومن على شكلهم، كما فعل وزير الاعلام في حكومة نجيب ميقاتي...

سيزداد الضغط الإيراني من اجل تغيير طبيعة لبنان. هناك فرصة لا تعوض بالنسبة الى "الجمهوريّة الاسلاميّة" في ظلّ إدارة أميركية غير مبالية بلبنان. لكن السؤال الذي سيطرح نفسه عاجلا ام آجلا هل سيبقى الوضع في المنطقة على حاله الى ما لا نهاية؟ لا جواب عن مثل هذا السؤال، لكنّ الأكيد انّ ايران تسجّل نقاطا في اليمن، لكنّها تتراجع في العراق. كذلك، ليس ما يشير الى ان كلّ شيء على ما يرام في سوريا بالنسبة الى "الجمهوريّة الاسلاميّة". نعم، وضع ايران ليس على ما يرام في سوريا، على الرغم من ان رأس النظام السوري لا يستطيع امتلاك هامش للمناورة في ضوء معرفته التامة بانّه على رأس نظام اقلّوي بات مصيره مرتبطا ارتباطا عضويا بالميليشيات المذهبيّة التابعة لإيران. ليس بعيدا اليوم الذي سيترتب فيه على ايران ان تقرّر هل لديها القدرة على البقاء في الجنوب السوري، الذي تنوي تهديد إسرائيل منه ام لا؟

انعكست الكارثة التي تسببت بها إدارة بوش الابن في العراق على لبنان الذي يتحمّل أبناؤه جزءا كبيرا من المسؤولية عمّا حل ببلدهم. ما ذنب المملكة العربيّة السعوديّة اذا كان لبنان تحوّل مصدرا لتهريب المخدرات اليها وصارت بيروت ثاني اهمّ مدينة للحوثيين بعد صنعاء؟

ليس جورج قرداحي سوى تفصيل صغير وذلك على الرغم من كميّة ثقل الدمّ التي يتمتع بها. كلّ ما في الامر، في نهاية المطاف، أنّ لبنان، في ضوء سيطرة "حزب الله" عليه، بات جزءا لا يتجزّأ من معادلة إقليمية ليس معروفا ما الذي سترسو عليه، خصوصا انّ عوامل كثيرة تلعب ضدّ "الجمهوريّة الاسلاميّة" ومشروعها التوسّعي الخطير وليس معه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة لبنان مع الخليج في اطارها الإقليمي أزمة لبنان مع الخليج في اطارها الإقليمي



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib