منطق اللامنطق الروسي في سوريا
استقالة مدير عام بي بي سي ورئيسة الأخبار بعد جدل حول تغطية خطاب ترمب قصف إسرائيلي يستهدف سيارة جنوب لبنان وارتفاع حصيلة الشهداء في غارات متواصلة على النبطية والمناطق الحدودية حماس تندد بجولة رئيس الاحتلال الإسرائيلي في إفريقيا وتدعو الدول لرفض التطبيع وقطع العلاقات اسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتراخي وواشنطن تضغط لقطع تمويل ايران عن حزب الله سحب دفعات من حليب رضع في أميركا بعد تسجيل 13 حالة تسمم والتحقيقات مستمرة لمعرفة مصدر التلوث غزه تواصل النزيف حصيله الشهداء ترتفع الى 69 الفاً والاصابات تتجاوز 170 الف منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 اكتوبر وزارة الداخلية السعودية تنفذ حكم القتل تعزيراً بحق مواطنين لانضمامهما إلى تنظيم إرهابي يستهدف أمن المملكة غرق قارب قبالة الحدود الماليزية التايلاندية ومفقودون يقاربون 290 شخص ستة قتلى ومئات المصابين بإعصار شديد في ولاية بارانا البرازيلية سوء الطقس في الكويت يجبر تسع طائرات على الهبوط الاضطراري في مطار البصرة الدولي
أخر الأخبار

منطق اللامنطق الروسي في سوريا

المغرب اليوم -

منطق اللامنطق الروسي في سوريا

خيرالله خيرالله
بقلم ـ خيرالله خيرالله - المغرب اليوم

أين مصلحة روسيا من كلّ ذلك؟ ثمّة من يعتقد أنّ الأميركيين في عهد جو بايدن غير مهتمّين بالمنطقة وسيقبلون بأن تتسلّمها روسيا التي لم تتردّد يوما في أن تضع نفسها في خدمة إيران.
لا يمكن الاستخفاف بما هو على المحكّ في جنوب سوريا حيث يتبيّن أن روسيا تدعم النظام الأقلّوي السوري مباشرة من جهة وتشجع إيران على تكثيف وجودها في تلك المنطقة من جهة أخرى. لماذا ترفض روسيا أخذ العلم بأنّ النظام السوري مرفوض من شعبه وأنّ لا مستقبل له؟ لا تفسير لمثل هذا الرفض الروسي على الرغم من مضيّ أكثر من عشر سنوات على اندلاع الثورة الشعبيّة على النظام القائم الذي يرفض أن يكون السوري أكثر من عبد لديه!
من الواضح أن روسيا ترفض أن تتعلّم من تجارب الاتحاد السوفياتي. لو كان للنظام السوري القائم منذ العام 1970 أيّ مستقبل من أيّ نوع، لكانت كلّ من بولندا وألمانيا الشرقيّة ورومانيا وتشيكوسلوفاكيا (صارت دولتين هما تشيكيا وسلوفاكيا) وهنغاريا ورومانيا وبلغاريا لا تزال بمثابة جرم يدور في الفلك السوفياتي، السعيد الذكر.

ما يطرحه الروس في ما يتعلّق بمستقبل الجنوب السوري يصبّ في خدمة مشروع يستهدف إحداث تغيير ديموغرافي دائم في تلك المنطقة السنّية – الدرزية الحيويّة التي لديها امتداد طبيعي مع الأردن وحتّى مع جنوب لبنان. إلى ذلك، فإنّ وجود الميليشيات الإيرانيّة على حدود الأردن يسهّل تهريب كل أنواع البضائع، بما في ذلك المخدرات إلى دول الخليج العربي!
يبدو الموقف الروسي من تلك المنطقة الحساسة غريبا إلى أبعد الحدود، خصوصا أنّه سبق لموسكو أن تعهدت بمنع إيران من إيجاد مواقع عسكريّة دائمة في الجنوب السوري في مقابل الحدّ من الهجمات الإسرائيلية على أهداف محدّدة في محيط دمشق.
ليس الموضوع موضوع حماية إسرائيل بمقدار ما أنّه مرتبط  بخلق واقع جديد على الأرض لا يهدّد مستقبل سوريا، هذا إذا كان لها مستقبل فحسب، بل يهدّد الأردن ولبنان أيضا.
يطرح الموقف الروسي بالفعل أسئلة لا أجوبة عنها، أقلّه في المدى المنظور. من بين هذه الأسئلة ما مصلحة موسكو في حماية الوجود الإيراني في سوريا؟ تصعب الإجابة عن مثل هذا السؤال إلّا إذا كان مطروحا لعب موسكو لدور الوسيط بين إيران وإسرائيل من أجل تسهيل صفقة بين “الجمهوريّة الإسلاميّة” و”الشيطان الأصغر” يضمن بموجبه الطرف الإيراني خط وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل ولبنان وإسرائيل في مقابل اعتراف بأمر واقع مّا. يتمثّل الأمر الواقع هذا في أن يكون كلّ من لبنان وسوريا تحت السيطرة الإيرانية مع حفظ للمصالح الروسيّة في البلدين.
يمكن القول إن مثل هذه النظريّة المتعلّقة بحفظ إيران، عبر ميليشياتها، أمن إسرائيل على حدودها الشماليّة من نسج الخيال. لكن ليس ما يمنع التساؤل عن المنطق الروسي، وهو منطق أقرب من اللامنطق أكثر من أيّ شيء آخر. مثل هذا التساؤل أكثر من مشروع في ضوء الإصرار على تهجير قسم من أهالي درعا وإبقاء دروز السويداء والقرى المحيطة بها موضع ابتزاز دائم تحت تهديد داعش أو الميليشيات الإيرانيّة، لا فارق.
قد يكون التفسير الوحيد الذي تمكن الاستعانة به، من أجل فهم المنطق… أو اللامنطق الروسي الذي لا يأخذ في الاعتبار مصلحة الأردن، تاريخ علاقات موسكو بالمنطقة منذ خمسينات القرن الماضي. لم يتغيّر شيء بعد سقوط الاتحاد السوفياتي. لا تزال روسيا تتصرّف بالطريقة ذاتها من منطلق وجود منافسة بينها وبين أميركا. من هذا المنطلق، ليس مهمّا ما يحل بهذه الدولة العربيّة أو تلك. المهمّ أن تستخدم روسيا المنطقة العربيّة بغية تأكيد أنّ لديها دورا تلعبه في مواجهة الأميركيين.
يبدو واضحا أنّ الكرملين يرى في إدارة جو بايدن إدارة ضعيفة وحائرة. يؤكّد ضعفها طريقة الانسحاب من أفغانستان. ويؤكّد حيرتها أيضا غياب أي مشروع أميركي بالنسبة إلى سوريا أو العراق. حسنا، ستستغل موسكو هذا الضعف وهذه الحيرة ولكن من أجل تحقيق أيّ هدف… غير هدف خدمة إيران؟
من يعود بالذاكرة بضعة عقود إلى خلف، يكتشف أنّ روسيا، وقبلها الاتحاد السوفياتي، لم يقدما يوما على عمل بناء في المنطقة العربيّة كلّها، اللهمّ إلّا إذا وضعنا السدّ العالي جانبا. تظلّ سوريا المثال الأبرز على الفشل الروسي والسوفياتي. شجعت موسكو في كلّ وقت على استمرار حال اللاحرب واللاسلم التي اتبعها حافظ الأسد منذ خسارته الجولان في العام 1967.
من الألغاز التي لا تزال ألغازا أنّ موسكو لم تحذر جمال عبدالناصر من دخول مغامرة حرب 1967 التي جرّه إليها النظام البعثي المزايد في سوريا.
الأكيد أن موسكو كانت على علم تام بنتائج تلك الحرب قبل اندلاعها، لكنها لم تقم بأيّ عمل مفيد من أجل الحؤول دونها. كان رهانها الدائم على أنّ العربي الضعيف سيكون أكثر حاجة إليها من العربي القويّ. في النهاية، لو اتكل أنور السادات على نصائح الاتحاد السوفياتي، لكانت سيناء بنفطها وغازها ومناطقها السياحيّة، مثلها مثل الجولان والقدس الشرقيّة والضفّة الغربيّة، تحت الاحتلال الإسرائيلي إلى اليوم.
تعرف روسيا قبل غيرها أنّ الشعب السوري يرفض بأكثريته الساحقة النظام القائم. كذلك، تعرف أن إيران لا ترى لنفسها مستقبلا في سوريا من دون تغيير ديموغرافي في العمق يشتّت السنّة ويهجّرهم إلى خارج سوريا وإلى مناطق معيّنة في الشمال السوري حيث الهيمنة التركيّة. ما ليس معروفا هو لماذا الاستمرار في هذه السياسة التي لن تجلب سوى المزيد من الخراب الذي سيلحق أيضا بدروز سوريا وليس بالسنّة وحدهم في منطقة حوران ودرعا البلد على وجه التحديد.
إلى أين ستأخذ روسيا سوريا؟ ستأخذها إلى المزيد من التفتت لا أكثر وإلى وضع يشكل تهديدا للبنان والأردن في الوقت ذاته. أين مصلحة روسيا من كلّ ذلك؟ ثمّة من يعتقد أنّ الأميركيين في عهد جو بايدن غير مهتمّين بالمنطقة وسيقبلون بأن تتسلّمها روسيا التي لم تتردّد يوما في أن تضع نفسها في خدمة إيران. تبدو مثل هذه المعادلة الطريق الأقصر إلى المزيد من التدهور والضياع في منطقة تحتاج إلى حدّ أدنى من الاستقرار أكثر من أيّ وقت!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطق اللامنطق الروسي في سوريا منطق اللامنطق الروسي في سوريا



GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 20:02 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

عالم جديد حقًا!

GMT 06:19 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 19:43 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أصول النظام السياسى

GMT 19:56 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

عيد سعيد!

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:14 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت
المغرب اليوم - نانسي عجرم تتألق بصيحة الجمبسوت الشورت

GMT 23:21 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية
المغرب اليوم - غارات مسيرة تستهدف قيادات القاعدة في شبوة اليمنية

GMT 20:01 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة
المغرب اليوم - الجيش السوداني يصد هجوماً للدعم السريع على بابنوسة

GMT 15:44 2025 الأحد ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - علماء يكتشفون مفتاح إطالة عمر الإنسان عبر الحمض النووي
المغرب اليوم - أنباء انفصال هنادي مهنا وأحمد خالد صالح تثير الجدل من جديد

GMT 15:53 2020 الإثنين ,20 إبريل / نيسان

فضيحة أخلاقية في زمن الحجر الصحي بنواحي أكادير

GMT 15:34 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

عملاق فرنسا يبدي رغبته في ضم حكيم زياش

GMT 07:22 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

"جاغوار" تطرح نسخة مبتدئة دافعة " two-wheel"

GMT 04:03 2018 الخميس ,12 إبريل / نيسان

غاريدو يكشف أن الرجاء مستعد لمواجهة الوداد

GMT 16:51 2017 الإثنين ,24 إبريل / نيسان

طريقة عمل بروكلي بصوص الطماطم

GMT 05:00 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة عمل مشروب التوت بالحليب مع الشوكولاتة المبشورة

GMT 01:09 2015 السبت ,17 تشرين الأول / أكتوبر

طبيب ينجح في إزالة ورم حميد من رأس فتاة

GMT 04:40 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

موقع "أمازون" ينشئ سلة مهملات ذكية تدعى "جيني كان"

GMT 02:53 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

المهاجم مراد باطنا يقترب من الانتقال إلى "انطاليا التركي"

GMT 04:17 2012 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

كوزوميل جزيرة الشعاب المرجانية ومتعة هواة الغطس

GMT 10:00 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة أمل صقر تكشف أن المجال الفني يعج بالمتحرشين

GMT 11:01 2024 الثلاثاء ,27 شباط / فبراير

أبرز عيوب مولودة برج العذراء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib