الوطنية ليست هي التماهي مع المواقف الرسمية
مقتل ماهر فلحوط بعد اعتقاله من قبل مجموعة الحرس الوطني في السويداء خبراء الاتحاد الأوروبي يصلون برشلونة لمتابعة تفشّي حمى الخنازير الأفريقية الجيش الإسرائيلي يتهم الوحدة 121 التابعة لحزب الله باغتيال ضابطين صحفيين في بيروت قصف إسرائيلي يستهدف خان يونس واستشهاد المصور الفلسطيني محمد عصام وادي وبإصابة الصحفي محمد عبد الفتاح اصيلح مقتل الشيخ رائد المتني يشعل التوتر في محافظة السويداء بعد يومين من اعتقاله على يد ما يسمى بـ"الحرس الوطني" بوتين يمنح المذيعة تينا كانديلاكي والفنانة ناديجدا بابكينا أوسمة رفيعة المستوى وألقاباً وطنية تقديراً لإنجازاتهما في مجالي الفن والإعلام الولايات المتحدة تطلب من سلطات الطيران الفنزويلية استئناف رحلات الطيران للمهاجرين وفاة أكبر معمّرة فى روسيا والخامسة عالميا عن عمر ناهز 115 عاما قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم محيط عدة مستشفيات بمدينة الخليل جنوب الضفة الغربية حصيلة ضحايا فيضانات سريلانكا ترتفع إلى 410 قتلى ومئات المفقودين
أخر الأخبار

"الوطنية" ليست هي التماهي مع المواقف الرسمية

المغرب اليوم -

الوطنية ليست هي التماهي مع المواقف الرسمية

احمد عصيد

على هامش المنتدى الدولي لحقوق الإنسان "الوطنية" ليست هي التماهي مع المواقف الرسمية

في سياق الإعداد للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان، صدر عن وزير الداخلية تصريح خطير يعتبر بموجبه أن السلطة لا يمكن لها أن تسمح باستعمال القاعات العمومية من طرف من يعارض التوجهات الرسمية، وهو تصريح يأتي بعد سلسلة قرارات المنع الممنهج التي انتهجتها السلطة ضدّ الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وبعد أنواع العرقلة والتحرش بفاعلين حقوقيين من تنظيمات أخرى مختلفة. وقد برر الوزير هذه الحملة القمعية غير المسبوقة بكشف هؤلاء الحقوقيين عن خروقات السلطة في الأقاليم الصحراوية وفي ملف مكافحة الإرهاب.

تريد السلطة إذن حقوق الإنسان بمنظورها، وتريد فاعلين حقوقيين على مقاسها، وفي حدود خطابها الرسمي، والحقيقة أن الحقوقيين لو ظلّوا في بلدان العالم يخضعون للمواقف الرسمية لدولهم لما حدث أي تقدم في حقوق الإنسان عالميا، ولما خطت البشرية خطواتها المظفرة نحو مزيد من الكرامة.

وإذا كان ما حدث غير مستغرب من السلطة في بلد مثل المغرب، فإنّ المستغرب حقا أن تسعى إلى تلميع وجهها للظهور بغير صورتها الحقيقية.

تصريح الوزير (الذي يتظاهر بأنه الآمر الناهي في هذا الأمر وهو غير ذلك) هو إعلان لنهج فاشستي لا غبار عليه، مع سبق الإصرار والترصد، في عالم انتقل بعد تضحيات جسيمة من هيمنة الأنظمة الشمولية التحكمية على ثلثي الكرة الأرضية، إلى انفراج ديمقراطي عبّرت فيه العديد من الشعوب عن آمال عريضة في التحرر.

ما يصدم في تصريحات الوزير هو تجاهله للطرق اللاقانونية المعتمدة من طرف وزارته في الاعتداء على الحقوقيين، وهي الطرق التي تجعل كل حديث عن "الدولة" وعما هو "رسمي" حديثا بدون معنى، ما دام مفترضا أن كل دولة قائمة على القانون، وكل ما هو رسمي يتمّ في إطار القانون.

وما تجاهله وزير الداخلية في تصريحه هو أن القاعات العمومية ملك للدولة وليس للسلطة، وأنها رهن إشارة جميع مكونات المجتمع التي هي من المواطنين دافعي الضرائب، ومهما كانت مواقف هذه التيارات المختلفة مع أو ضدّ المواقف الرسمية، فإن حقها في استغلال القاعات والفضاءات العمومية مثل غيرها أمر غير قابل للمساومة أو إعادة النظر، كما ينبغي أن نذكر بأن المعارضة بجميع تجلياتها مؤسساتية أو خارج المؤسسات هي أساس دينامية الدولة والمجتمع وقوتهما، وأن محاولة جعل المعارضة محصورة في دائرة "إجماع" سياسي حول السلطة مضبوط ومراقب لا بد أن تبوء بالفشل، لأنها تسير في اتجاه معاكس للمنطق الديمقراطي.

وقد صرح الوزير للمجتمعين معه كما نشر في الصحافة بأن المنع الذي تقترفه وزارته لا يشمل الجميع، بل لا يخصّ إلا حالة جمعية بعينها هي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ورغم أن هذا الأمر غير صحيح لأن تنظيمات أخرى تعاني من التضييق والحظر، إلا أنه يظهر أن السلطة تسعى إلى عزل جمعية عن المنتظم الحقوقي المغربي والتطبيع مع حالة اضطهادها اليومي، مع العلم أن ما يحدث ضد الجمعية المذكورة أمر مدان وغير مقبول بجميع المقاييس.

وإذ لا نملك إلا أن نعبر عن شعورنا بالشفقة على وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، بسبب تصريحاته التي تعكس المحنة التي يعيشها في منصبه الذي يشغله، فإننا نذكره بأن الأولى أن تتحمل الحكومة مسؤوليتها تجاه وزير موجود بين ظهرانيها، أو على الأقل أن تخجل من نفسها أمام ما يجري، عوض دعوة المتضررين من القمع إلى اللجوء إلى القضاء.

هل نحن بحاجة إلى التذكير بأنّ الحقوقيين ليسوا معارضين سياسيين ولكنهم ضمير الدولة، وواجبهم هو القيام بما تخشاه السلطة بالذات، أي فضح الخروقات والأخطاء والانحرافات بغرض وضع حدّ لها وتحقيق مزيد من الكرامة للمواطنين المغاربة. وعندما نقول الخروقات والأخطاء فإننا نقصد في الصحراء كما في أية بقعة أخرى ، وفي موضوع مكافحة الإرهاب كما في غيره من الملفات، وعلى السلطة الرشيدة أن تقبل بدور الحقوقيين وترضاه لأنه أساس التطور وضمان الاستقرار الطبيعي القائم على دوام العدل والمساواة ورفع الظلم.

وعلى المواطنين الذين ينخرطون في دعم السلطة ضد أمثالهم من المقهورين بهدف الحفاظ على بعض المصالح الصغيرة والمؤقتة، أن يعلموا بأنهم بوقوفهم ضد مسار التغيير إنما يعاكسون حقوقهم ويساهمون في صنع قيودهم بأنفسهم.

إننا نسير في اتجاه فبركة مفهوم جديد للوطنية يتمثل في تسييج النقاش العمومي والعمل الحقوقي والمدني وإلزام الجميع بالانخراط القسري في "إجماع" حول السلطة في هذا الملف أو ذاك، دون أن تلزم السلطة نفسها بالمقابل بتغيير أي شيء من عاداتها السيئة .

إن "حب الوطن" لا يمكن أن يتجسّد في التماهي مع السلطة ومسايرتها في كل اختياراتها بما فيها تلك التي تعدّ أخطاء كبيرة في حق المجتمع، بل هو في الجهر بالحق كلما اقتضى الأمر ذلك، وعلى الذين يقترفون الأخطاء وهم في مواقع القرار أن يكونوا أكثر غيرة على "صورة البلد" في الخارج، لأنهم وحدهم من يمسّ بها من الداخل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوطنية ليست هي التماهي مع المواقف الرسمية الوطنية ليست هي التماهي مع المواقف الرسمية



GMT 16:20 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

طبيعة قاسية ودولة جانية

GMT 16:18 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ترمب وتهمة الجهل السياسي

GMT 16:00 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

«الإخوان» و«محور المقاومة»... شريكان في الخراب

GMT 15:57 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا... الدولة المؤجلة والرئيس المغيب

GMT 15:53 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

محاكمة آل ترامب!

GMT 15:51 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

العالم كله في إمارة الشارقة

GMT 15:48 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

رشدي يعترف: «حليم أشطر منى»!!

GMT 15:45 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

لا تغضب يا دكتور مصطفى

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:37 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

البابا من بيروت يدعو إلى لبنان موحد ونزع السلاح من القلوب
المغرب اليوم - البابا من بيروت يدعو إلى لبنان موحد ونزع السلاح من القلوب

GMT 18:39 2025 الثلاثاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بوتين يستفيد من أوراق قوة متزايدة أمام خطة السلام الأميركية
المغرب اليوم - بوتين يستفيد من أوراق قوة متزايدة أمام خطة السلام الأميركية

GMT 00:17 2025 الأربعاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يحذر أي دولة تهرب المخدرات إلى أميركا من التعرض للهجوم
المغرب اليوم - ترامب يحذر أي دولة تهرب المخدرات إلى أميركا من التعرض للهجوم

GMT 01:58 2025 الأربعاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

قبل أروى جودة فنانات مصريات تزوجن من أجانب
المغرب اليوم - قبل أروى جودة فنانات مصريات تزوجن من أجانب

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 03:10 2017 الإثنين ,13 شباط / فبراير

ياسر جلال يبدأ تصوير مسلسله الجديد "لعبة الصمت"

GMT 16:48 2014 الخميس ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رحلة فاخرة تعبر بك أغوار القطب الجنوبيّ

GMT 13:51 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

تسريحات للشعر الخفيف تمنحه حجمًا كثيفًاً

GMT 01:05 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مُحتجّة عارية الصدر تركض نحو موكب الرئيس الأميركي في باريس

GMT 09:25 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

مواصفات "نيسان ليف" السيارة الكهربائية الأكثر مبيعًا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib